* مهيدات: درجة حساسية شريحة فحص كورونا السريع 97%
أكد مختصون صعوبة تطبيق فحص كورونا السريع المنوي القيام به في مدارس المملكة من قبل كوادر وزارة التربية والتعليم، مطالبين ان يتم اخذ الموافقة المسبقة لاولياء امور الطلبة على هذا الاجراء، محذرين ان هذه الخطوة ربما تؤدي الى مشكلات طبية ونفسية لدى فئة من الطلبة.

وكانت امين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الادارية نجوى قبيلات اكدت ان دليل البروتوكول الصحي في المدارس يشمل فحص كورونا السريع الذي سيجري تنفيذه من خلال معلمي ومشرفي الصحة المدرسية في مدارس المملكة كافة وستكون هذه الفحوصات لعينات عشوائية من الطلبة.

وقال استشاري اول انف واذن وحنجرة الدكتور نبيل العارضة: إن المسحة الانفية لاجراء فحص كورونا يفضل ان تؤخذ من قبل المختصين بالخدمات الصحية، وفي حال اضطررنا الاستعانة بالمعلمين يجب اخضاعهم لتدريب دقيق يشرح من خلاله كل التفاصيل التي تخص هذه العملية.

وأشار إلى أن اخذ المسحة بطريقة خاطئة يحتمل أن تحدث نزيفا محدودا وغير مؤثر على الصحة الجسدية للطالب، لافتا إلى أن اخذ العينة من المكان الخاطئ لغير الملم بالتكوين الداخلي للانف، سيعطي نتيجة سلبية للفحص إذا كان الطالب مصابا بالفيروس، وهو ما ظهر بعشرات العينات التي تجمع يوميا من قبل غير المتخصصين.

ومن جانبه، لفت رئيس جمعية العلوم النفسية والمستشار النفسي والتربوي الدكتور عاطف الشواشرة، الى امكانية حدوث مشكلات واضطرابات نفسية لدى طلاب المدارس في حال خضوعهم لفحص كورونا دون وجود ولي الامر خصوصا للطلاب الذين يعانون من مشكلات في الشخصية او تكيفية مثل امكانية ابتعادهم عن المدارس او غيابهم المتكرر جراء خوفهم وقلقهم من هذه الاجراءات.

واكد انه يجب ان يكون هناك موافقة مسبقة من ولي الامر لهذا الاجراء، مطالبا بضرورة ان يتم هذا الفحص من قبل كوادر وزارة الصحة وليس التربية وبحضور ولي الامر الطالب.

وحذر الشواشرة، من قيام كوادر تابعة لوزارة التربية من القيام بهذه الفحوصات وذلك لما فيها من محاذير مثل اختراق بروتوكول العمل الصحي لان التدريب الذي سيعطى لهذه الكوادر لن يكون كافيا للجميع للالتزام بالتعليمات، والنتيجة السريعة ستتضمن مشكلات صحية لدى الطلبة ينشأ عنها عنف ومشكلات اجتماعية.

وأبدت احدى كوادر وزارة التربية –طلبت عدم ذكر اسمها- على الذين خضعوا للتدريب على هذه الفحوصات تحفظا كبيرا، لصعوبة قيامهم بذلك مع الطلاب خصوصا من هم دون الـ 12 عاما.

واضافت ان المقترح الذي طرح هو ان يتم تحويل الطالب المشتبه باصابته الى المركز الصحي، فاخذ المسحة بطريقة احترافية واكثر دقة هناك، مظهرة تخوفها من الحاق الاذى بالطلاب جراء هذه الفحوصات في حال اجرائها من قبل كوادر تابعة لوزارة التربية مع غياب الخبرة الكافية.

من جانبه، اكد مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات: ان المؤسسة وضعت عدة شروط للسماح باستيراد الاجهزة الخاصة بفحص كورونا السريع اهمها ان لا تقل درجة حساسية شريحة فحص كورونا السريع المنوي استخدامه في مدارس المملكة عن 97% للموافقة على استيراده، وهي تعتبر نسبة عالية جدا علما ان منظمة الصحة العالمية اعتمدت نسبة 84% للموافقة على استخدام هذه الفحوصات.

ولفت مهيدات الى ان فحوصات كورونا السريعة تعطي دقة في النتائج تصل الى 97% مقارنة مع الفحص التأكيدي (بي سي ار) الذي يعطي نتائج دقيقة بنسبة 100%.

واكد ان هذه الفحوصات حاليا هي من افضل الطرق المستخدمة عالميا لفحص كورونا ضمن التجمعات وتم استخدامها سابقا في تجمعات مثل المصانع التي تحتوي على اعداد كبيرة واعطت نتائج دقيقة، وهي تعطي انطباعا اوليا عن الاصابة، منوها ان المسحة الانفية لهذا الفحص تكون اكثر حساسية ودقة من المسحة الحلقية، لان منتجات الفيروس التي تفحص تفرز في المخاط والذي يتركز في الانف اكثر منه في الحلق.

وعن إمكانية توفير مثل هذا الفحص في الصيدليات والسماح للقطاع الخاص باستيراده، اكد مهيدات، ان المقترح الذي نوقش مع لجنة الاوبئة هو ان اي جهة ستقوم بهذا الفحص يجب ان تعد تقريرا راجعا عن نتائج الفحوصات حتى يسمح لها باستيراده واستخدامه، فالهدف دائما هو حصر الاصابات بالفيروس وبالتالي الحد من انتشار المرض.

ويبقى التساؤل الاخير في حال تم تطبيق هذا القرار وظهرت حالات ايجابية هل ستعتمدها وزارة الصحة، ام سيتم اخضاع الطالب لفحص (بي سي ار) للتأكد من الاصابة؟ وللاجابة على هذا التساؤل حاولت $ التواصل مع المسؤولين في وزارة الصحة عدة مرات ولكن دون جدوى.

الرأي