قال العين طلال الشرفات إنه عند الحديث عن تحديث المنظومة السياسية، ينهض مفهوم إعادة بناء العمل الحزبي المنظم كإحدى أولويات الإصلاح السياسي باعتباره المتطلب الأساس للولوج تدريجياً نحو إمكانية السعي تجاه الحكومات البرلمانية، والحقيقة أن الإرادة السياسية حاضرة بثبات وإصرار وفرصة للقوى السياسية، والمنظمات الاجتماعية لمناجزتها من خلال عدم احتكار الحقيقة، وقبول الآخر، ونكران الذات، وإذابة الأنا في نحن؛ كي نباشر معاً بناء دولة القانون والمؤسسات، ونلج المئوية الثانية بثقة.

وأضاف “آن الأوان لعودة العشيرة إلى دورها الاجتماعي الدائم، والوطني في الأزمات بعد أن اتضح لنا جميعاً أن العمل السياسي البرامجي، ومغادرة العمل من الهويات الفرعية لحساب الهوية الوطنية الجامعة لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال العمل الحزبي البرامجي الوطني المنظم، وبالمقابل يتوجب أن يتضمن قانون الأحزاب ما يضمن المنطلقات الوطنية الخالصة للعمل الحزبي والسياسي، وعدم الاستغلال السلبي للفرصة المتاحة في الإصلاح، وعقلنة الخطاب السياسي مستقبلاً ليسير التحديث والتطوير السياسي في خطى ثابتة”.

وتابع “العصف المحتدم في لجنة الأحزاب إيجابياً، والحماس الطاغي لتقديم وصفة وطنية مقدراً، ولكن اللجنة مدعوة لدراسة التجربة الحزبية الأردنية بموضوعية وتجرد، وضرورة الاستفادة من تجارب القيادات الحزبية ذات الأثر الوطني وبما يليق مع تطلعات شعبنا الأصيل ورؤى قيادتنا الحكيمة الواعية”.