مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض أسعار الخضار يشرع مزارعو وادي الاردن بإنهاء موسمهم في خطوة مبكرة للاستعداد للموسم المقبل، مشيرين إلى ان انخفاض أسعار بيع المنتوجات الزراعية دفع بمعظمهم إلى التوقف عن ري المزروعات وإزالة الأغطية البلاستيكية عن الزراعات المحمية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، لاسيما وان انخفاض الإنتاج وتراجع جودته يجعل من الانفاق عليه خسارة محققة.

فيما يؤكد آخرون أن إنهاء الموسم مبكرا سيمنحهم فرصة لتقييم الموسم المنصرم، وأخذ قسط من الراحة استعدادا للبدء بالتجهيز للموسم المقبل، إضافة إلى الحفاظ على البلاستيك وأنابيب الري من التلف جراء الحرارة المرتفعة والتي سيتم استخدامها لاحقا.
ويؤكد المهندس الزراعي عبدالكريم الشهاب، أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى خفض كميات الإنتاج ما يجعل من خدمة المزروعات أمرا غير مجد، بل ويؤدي إلى خسائر محققة نظرا لانخفاض الأسعار منذ أسابيع، مضيفا أن تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الزراعات سواء المكشوفة أو المحمية سيقلل من عملية الإنتاج ويؤثر على جودته.
ويرى انه كان بالامكان ان يستمر الموسم حتى بداية حزيران (يونيو) لو كان العائد جيدا بالنسبة للمزارع، موضحا ان تراجع الأسعار خلال الأسابيع الماضية أدى إلى احجام المزارعين عن الري والتسميد والرش، وما إلى ذلك من العمليات التي تعمل على ديمومة المزروعات.
ويؤكد المزارع وليد الفقير، أن ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض أسعار الخضار معا، جعلا من المزارع يقدم فعليا على إنهاء موسمه الزراعي للمحافظة على رأس المال، بغرض استخدامه في الموسم المقبل كالغطاء البلاستيكي وأنابيب الري وتوفير كميات المياه المسالة إلى مزارعهم وأثمان المبيدات والأسمدة، والتي كان بالإمكان الاستمرار في استخدامها لو أن الأسعار بقيت مستقرة عند الحد الذي لا يشعر فيه المزارع بالخسارة.
ويضيف ان انهاء الموسم سيعقبه عدد من العمليات الزراعية اللازمة للتجهيز للموسم المقبل، كحراثة ألارض لتعقيمها شمسيا، مبينا ان مزارعي وادي الأردن لم يشهدوا منذ عقود طويلة موسما اسوأ من الموسم المنقضي إذ بدأ بخسائر كبيرة وانتهى بنهاية حزينة.
ويؤكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، ان الموسم الزراعي انتهى بخسائر جسيمة لغالبية المزارعين ما سينعكس على حجم التحضيرات للموسم المقبل، موضحا ان التحدي الأكبر هو ازدياد رقعة الفقر والبطالة مع توقف العمل في القطاع الذي كان يوفر العيش الكريم لآلاف الأسر.
ويضيف ان ما آل اليه حال القطاع الزراعي خلال السنوات الأخيرة يحتاج إلى وقفة جادة لتقييم الأوضاع بشكل جدي ومحاولة الخروج من الازمة التي يعيشها القطاع الذي يعتمد عليه شريحة كبيرة من أبناء الوطن لتأمين سبل العيش الكريم، مشددا على ضرورة تحمل الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني مسؤولياتهم لحماية هذه الاسر التي بدأ الفقر ينخر عظامها، وإيجاد الحلول المناسبة هذه الشريحة من الضياع.
ويشير الى أن مواصلة العمل بمهنة الزراعة بات صعبا للغاية في الظروف الحالية، ما سيؤدي إلى تراجع مساحات الأراضي المزروعة للموسم المقبل، خاصة وان الأوضاع ما زالت لا تبشر بخير ولا يوجد أي بوادر انفراج في قضاياه العالقة واهمها التسويق.الغد