للمرة الثانية على التوالي يطل عيد الفطر على عائلات، وسط ظروف اقتصادية وصحية صعبة، ومخاوف من استمرار تداعيات جائحة كورونا التي أرهقت جيوب المواطنين وأوجعت قلوبهم.

آباء يقفون مكتوفي الأيدي غير قادرين على رسم ابتسامة على وجوه الأبناء ليلة العيد، سواء كان بشراء ملابس جديدة أو حتى مستلزمات العيد، فالاحتياجات والنفقات تأتي في وقت “تتآكل” فيه الدخول.
بفرحة منقوصة، يقبل عيد الفطر مع أمنيات أن تكون الأيام أفضل حالا، ووعود للصغار بأن القادم ربما أجمل، غير أن استمرار تبعات جائحة كورونا والظروف التي تعيشها الأسر كانت أقوى بعد أن أمضت سنة اقتصادية هي الأصعب في ظل استمرار الخصومات الواقعة على الرواتب وفقدان البعض لوظائفهم، وبالتالي ارتفاع نسبة البطالة.
“بأي حال عدت يا عيد”.. هكذا عبر أحد الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي عبر منشور له يشرح الظروف المتعبة التي يعانيها المواطن والتي زادت تعقيدا مع استمرار جائحة كورونا.
لم يسعف الدخل المتواضع لأبو أحمد أن يتمكن من مرافقة طفليه إلى السوق لشراء ملابس للعيد، كما وعدهم من قبل، إذ جاءت الظروف لتكون أكثر صعوبة، بعد أن فقد ما يقارب نصف دخله بسبب جائحة كورونا.
وبعد مضي خمس وعشرين يوما من شهر رمضان، تحاول أسر أن تؤمن أقل القليل في ظل ارتفاع الأسعار و”تبخر” الدخل، ليطل عليهم العيد ولم يعد بمقدور رب الأسرة إلا أن يرحل وعود العام الماضي للعام المقبل لعل ذلك يكون أخف وطأة على أبنائه.
اختصاصي علم الاجتماع الاقتصادي حسام عايش يشير إلى أن تبعات جائحة كورونا ما تزال متواصله إلى اليوم وأبرز مظاهرها ارتفاع نسبة البطالة وتفاقمها والتي وصلت بحسب دائرة الإحصاءات العامة خلال الربع الأخير من العام الماضي إلى 25 %.
ويبين عايش أن انخفاض الأجور وغياب القدرة لدى المواطنين على استقراء المستقبل والخوف في ظل غياب الانتعاش الاقتصادي في القطاعات المتضررة خلال “كورونا”، وتوقف العمل بكثير من الشركات، وتأثر عمال المياومة بصور مضاعفة، كل ذلك دفع ثمنه أفراد الأسرة، صغارا وكبارا.
وبطبيعة الحال يستدعي شهر رمضان بحسب عايش، زيادة بالإنفاق، عازيا ذلك إلى أسباب تتعلق في ارتفاع الأسعار وحاجة الناس إلى شراء مستلزمات أكثر بسبب استمرار العمل بالحظر، ما تسبب بأعباء إضافية.
ويلفت عايش إلى أن التجار من خلال رفع الأسعار الذي رافق هذا الشهر، يحاولون تعويض ما فاتهم من خسائر خلال الأشهر الماضية باعتبار رمضان هو موسم بالنسبة لهم ومصدر ربح.
يقول، “الجميع متضرر.. عائلات وحتى أصحاب المحلات التجارية مع تراجع مدخولها، وكثير من الأسر أصبحت تكتفي بالمواد الغذائية والدوائية والطبية وهذا يشكل مزيدا من الضغط على القطاعات الأخرى.
وينوه عايش أن تداعيات “كورونا” طالت الجميع، وهذا يتطلب زيادة برامج التحفيز من دون شروط معقدة وإيجاد طريقة تنقذ من فقدوا دخولهم بسبب تعطلهم عن العمل، وأصحاب الدخول المتدنية كذلك.الغد