مرايا – كشفت دراسة اجراها مركز شرفات للدراسات والبحوث خلو الأردن من الإرهاب فعلياً عام 2020م، حيث لم تشهد المملكة أي عملية إرهابية خلال العام الماضي، وهذه هي المرة ‏الأولى منذ عام 2011م التي يخلو منها الاردن من العمليات الإرهابية. ‏

ووفق مؤشر الإرهاب العالمي احتل الأردن المرتبة 57 عالميا، و‏ضمن المناطق منخفضة التهديد، متراجعا بمقدار 7 نقاط بعد أن كان ترتيبه 64 عام 2019م، ومن المتوقع أن يرتفع معدل حدوث عمليات إرهابية في الاردن خلال العقد القادم الى 5 عمليات ‏إرهابية سنوياً.‏

وقالت الدراسة إن هذا لا يعني أن تهديد الإرهاب ضد الأردن قد انتهى، أو أنه لم يتعرض لمحاولة القيام ‏بعمليات إرهابية، حيث نجحت دائرة المخابرات العامة بإحباط 3 عمليات إرهابية خطيرة من قبل ‏تنظيم داعش في: عمّان، والزرقاء، وإربد.

وبينت الدراسة أن هذه العمليات هي:‏

‏1.‏ بتاريخ 2حزيران/ يونيو 2020م أحبطت دائرة المخابرات العامة عملية إرهابية ‏لعضوين ‏من تنظيم داعش استهدفا مبنى المخابرات في مدينة الزرقاء، ‏باستخدام أسلوب المتفجرات ‏لقتل المتواجدين، وأسلوب الأسلحة الخفيفة لقتل ‏كادر إحدى دورياتها الثابتة في حي ‏معصوم في مدينة الزرقاء. وبينت ‏تحقيقات “محكمة أمن الدولة” مع المتهمين أنهما ‏خططا لعمليتهما الإرهابية ‏نصرة لتنظيم داعش الإرهابي، وكانا خلال لقاءاتهما يتداولان ‏أخبار وإصدارات ‏داعش فيما بينهما عن طريق الإنترنت عبر قناتي (أخبار المسلمين) ‏و(وكالة ‏أعماق) التابعتين للتنظيم.‏

2.‏ بتاريخ 7حزيران/ يونيو 2020م. أحبطت دائرة المخابرات العامة عملية إرهابية ‏لخلية ‏مكونة من ثلاثة أعضاء من تنظيم داعش، كانت تستهدف كادر مركز ‏أمن اربد الشمالي ‏في مدينة إربد شمال الأردن ، باستخدام أسلوب الأسلحة ‏الخفيفة. وقد بينت تحقيقات ‏‏”محكمة امن الدولة” أنهم تعرفوا على أفكار تنظيم داعش ‏من خلال وسائل التواصل ‏الاجتماعي ومتابعة إصدارات التنظيم والتواصل ‏عبر تطبيق ( تلغرام) مع أعضاء التنظيم ‏خارج الأردن للتواصل والتنسيق.‏

‏3.‏ بتاريخ 28 حزيران/يونيو 2020م كشفت تحقيقات “محكمة أمن الدولة” فشل خلية من ‏أربعة أشخاص من تنظيم داعش من سكان منطقة الوحدات-عمان الشرقية في مهاجمة ‏محل لبيع المشروبات الكحولية وكنيسة الأرمن الأرثوذكس في منطقة الاشرفية القريبة من ‏الوحدات باستخدام أسلوب الأسلحة الرشاشة، وذلك بعد فشلهم بتصنيع المتفجرات محلياً. ‏واعترف أعضاء الخلية بأنهم تعرفوا على أفكار تنظيم داعش عن طريق وسائل التواصل ‏الاجتماعي وأنهم فشلوا بالالتحاق بصفوف تنظيم داعش في سوريا نتيجة تشديد ‏الإجراءات الأمنية على الحدود.

وقد قام الأرشمندريت أڤيديس إبيراجيان النائب البطريركي ‏لطائفة الأرمن الأرثوذكس وراعي الطائفة الأرمنية في الأردن على اثر ذلك بتاريخ 30 ‏حزيران/يونيو 2020م بتوجيه رسالة شكر لدائرة المخابرات العامة ومديرها اللواء احمد ‏حسني .‏

‏واشارت الدراسة إلى أنه بلغ عدد “العمليات“ الإرهابية الفعليّة في الأردن خلال الفترة الممتدة ما بين 1970 وحتى آخر ‏إحصاء بتاريخ 31-12-2020 ما مجموعه 133 عملية إرهابية، نتج عنها ما مجموعه ‏156 حالة وفاة، و 300 جريح.‏

وتخضع ظاهرة الإرهاب في الأردن – حتى الآن – لما يُسمى “الدورات الموسمّية ” بمعنى أن ‏ظاهرة الإرهاب في الأردن ليست مرتبطة بالبيئة المحلية أو الحاضنة المحلية؛ بل نتيجة مرتبطة ‏بسيرورة الأحداث والتطورات الجيوسياسية داخلياً وخارجياً؛ خاصة في ظل انخراط الاردن منذ ‏تأسيسه‎ ‎‏ 1921م بعمق في سيرورة العولمة ، حيث يحتل المرتبة (46) على مؤشر العولمة ‏‏2020 م الذي يصدره “معهد الاقتصاد السويسري” (‏KOF‏).‏

وتبين المؤشرات الفرعّية للارهاب؛ أن معدل حدوث عمليات إرهابية في الاردن هو (2)عمليتان ‏سنوياً . وبالنظر الى عدد العمليات المُحبطة خلال عام 2020م فإن المعدل قريب من توقعات ‏مؤشر الإرهاب في الاردن.‏
‏ ‏
‏ومن حيث الأهداف. تبين أن المدنيين هم اكثر ضحايا الإرهاب في الأردن ، وأن عمان(الكبرى) ‏هي الأكثر استهدافً وتعرضاً للإرهاب. ‏

وكشفت العمليات الثلاث المُحبطة أنّ الأهداف الاستخبارية والأمنية (دائرة المخابرات العامة ، ‏والأمن العام ) هي المستهدفة من تنظيم داعش في الاردن. ‏

ومن حيث الأساليب تبين أن “أسلوب التفجيرات” هو أكثر الأساليب الإرهابية استخداماً في ‏الاردن، وأقلها هو أسلوب العمليات الانتحارية.‏
‏- كشفت تحقيقات محكمة الدولة أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة هي الوسيلة ‏الأولى في الدعاية وتجنيد الأعضاء لدى تنظيم داعش في الأردن. ‏

وكشفت تحقيقات محكمة أمن الدولة أن معظم المتهمين والمشاركين في العمليات الإرهابية في ‏الاردن هم من فئة الشباب الجامعيين والمؤهلين تقنياً. ‏

وبحسب الدراسة فإن من الاتجاهات الجديدة في الإرهاب عام 2020م محاولة استهداف الكنائس المسيحية كما ‏ظهر باستهداف كنيسة “الأرمن الأرثوذكس” في منطقة الأشرفية . وقبلها عام 2019م بالتخطيط ‏لاستهداف كنيسة في عجلون من قبل مُنفذ عملية سياح جرش. ‏
ومن الاتجاهات الجديدة ايضاً سعي المجموعات الإرهابية في الاردن التابعة لتنظيم داعش الى ‏استخدام “الطائرات بدون طيار” كأسلوب جديد لتنفيذ عمليات إرهابية وهو ما أكدته لاحقاً تحقيقات ‏محكمة امن الدولة مع أعضاء خلية الفحيص السلط الإرهابية(11آب /أغسطس 2018م). ‏وتعتبر هذه أولُ عملية إرهابية تسجلُ في تاريخ الأردن حول نيةِ الإرهابين التخطيطُ لاستخدام ‏‏”المنظومات الجوية ‏المُسيّرة”(‏‎ Unmanned Aerial System) ، من خلال الطائرات بدون طيار، ‏وتزويدها بالمتفجرات ضد أهدافٍ أمنية وحكومية.‏

مشاركة النساء في عمليات إرهاب تنظيم داعش حسب اعترافات وتأكيد محكمة امن الدولة مع ‏أعضاء خلية السلط والفحيص حيث تم اعتقال 3 نساء على خلفية العملية. ‏

وتاليا الدراسة:

مؤشر الإرهاب في الاردن 2020م
الموجز التنفيذي ‏

* للسنة الثالثة على التوالي يقوم مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والارهاب بإصدار ‏تقريره حول “مؤشر الإرهاب في الاردن” الذي يتناول بالتحليل المكثف العمليات الإرهابية ‏ومؤشرات واتجاهات الإرهاب التي تحدث في الاردن سنوياً‏.

* يدرك مركز شُرُفات إن الجزء الأكبر من مشكلة دراسة الإرهاب العالمي يتمحور حول ‏إشكالية تحديد مؤشرات الإرهاب “الكمية”، وتأتي طبيعة هذه الإشكالية من جوهر مفهوم ‏الإرهاب نفسه واختلاف وجهات النظر حوله، وسيطرة وجهة النظر الغربية والأمريكية ‏تحديداً في حقل الدراسات والأبحاث في هذا المجال.‏

* ليس هناك مؤشرات كمّية للإرهاب في الوطن العربي. ولذلك بادر مركز شُرُفات لدراسات ‏وبحوث العولمة والارهاب وأخذ على عاتقه بجهود شخصية وتمويل ذاتي مهمة بناء ‏وإصدار “مؤشر الإرهاب في الأردن”.‏

* يهدف التقرير الى تسليط الضوء على ظاهرة الإرهاب في الاردن، والتوعية المجتمعّية من ‏خطر الإرهاب ، ونشر ثقافة مقاومة الإرهاب بكافة أشكاله، وتزويد صانع القرار والخبراء ‏ومراكز البحث والدراسات ومؤسسات المجتمع المحلية والعالمية بالدراسة والتحليل ‏الموضوعي والدقيق لظاهرة الإرهاب العالمي واتجاهاته المستقبلية بما يساعد ويساهم في ‏دراسة ومقاومة هذه الظاهرة وحماية السلم العالمي.‏

* ‏ يعتمد “مؤشر الإرهاب في الاردن” (في الجزء المتعلق بتغطية الإرهاب العالمي) على ‏قاعدة بيانات “مؤشر الإرهاب العالمي ” الذي يصدر سنوياً عن مركز الاقتصاد والسلام ‏في سيدني-أستراليا لعام 2020م.‏

* مؤشر الإرهاب في الاردن؛ وحالة الأردن بالكامل من إنتاج وتحليل مركز شُرُفات لدراسات ‏وبحوث العولمة والارهاب.‏

* ‏ يحتوي التقرير على جزئيين : الأول خارطة الإرهاب العالمي بالاعتماد على مؤشر ‏الإرهاب العالمي .والجزء الثاني “مؤشر الإرهاب في الاردن” –حالة الأردن 2020م. ‏

* ‏ انخفضت العمليات ،والوفيات الناجمة عن الإرهاب في العالم للعام الخامس على ‏التوالي.‏

* إن ( 96%) من الوفيات ‏الناجمة عن الإرهاب وقعت في الدول التي تعاني من ‏الصراعات المسلحة.‏

*‏ احتلت الدول العربية والإسلامية قائمة الدول العشر الأولى على مؤشر الإرهاب العام ‏‏2020م.‏

* ‏ لأول مرة منذ عشر سنوات (2011م) يخلو الأردن من العمليات الإرهابية الفعلّية.‏

* جاء ترتيب الأردن على “مؤشر الإرهاب العالمي” ضمن المناطق منخفضة التهديد واحتل ‏المرتبة 57 عالمياً.‏

* دائرة المخابرات العامة تُعلن عن إحباط ( 3 )عمليات إرهابية لتنظيم داعش .‏

* محكمة أمن الدولة تحكم على (3 ) نساء بالإرهاب بموجب قانون مكافحة الإرهاب. ‏

* تنظيم داعش يستهدف في الأردن الأهداف الاستخبارية ، والأمنية(دائرة المخابرات العامة ‏، وقوات الأمن العام ) ، والأهداف “الرخوة” مثل دور العبادة والكنائس. ‏

* ساعدت جائحة كورونا بالحد من انتشار الإرهاب ؛ لكن العمليات الإرهابية لم تتوقف وقد ‏أخذت معظم العمليات أسلوب الذئاب المنفردة. ‏

* وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة هي الأسلوب الأول للدعاية وتجنيد الأعضاء ‏والمؤيدين لتنظيم داعش في الأردن.‏

* قطاع الشباب الجامعيين والمؤهلين تقنياً أهداف للتجنيد لدى تنظيم داعش في الأردن

الجزء الأول ‏
خارطة الإرهاب العالمي عام 2020م
‏‎
‏- انخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب للعام الخامس على التوالي، حسب “مؤشر الإرهاب ‏العالمي” لعام 2020م (يرجى ملاحظة أن المؤشر صدر 2020م لكنه يتحدث فعلياً عن ‏العمليات التي جرت عام 2019م) بعد أن بلغت ‏ذروتها في عام 2014. وانخفض العدد ‏الإجمالي للوفيات الذي سجل(826‏‎,‎‏ 13‏‎ (‎وفاة، وانخفضت النسبة إلى 15.5 في المائة مقارنة ‏مع عام 2019م، وهي أقل بنسبة 59 في المائة من ذروتها في عام 2014عندما قتل‎)‎‏ ‏‏33,438 ) شخصاً.‏

‏- كان انخفاض عدد الوفيات أكبر في العراق وسوريا ونيجيريا. وقد عكس انخفاض عدد الوفيات ‏انخفاض في تأثير الإرهاب، حيث سجل 103 بلدان ‏تحسنا في درجة “مؤشر الإرهاب العالمي” ‏مقارنة بـ 35 بلدا سجلت تدهورا.‏

– احتلت الدول العربية والإسلامية قائمة الدول العشر الأولى على المؤشر وهي : أفغانستان، ‏العراق ، نيجيريا ‏،سوريا ،الصومال، اليمن، باكستان، الهند، الكونغو ، الفلبين.‏

– سجلت مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وروسيا وأوراسيا وأمريكا الجنوبية وجنوب آسيا ‏انخفاضا في عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 20 في المائة على الأقل.‏

– على الرغم من الانخفاض ‏العام في أثر الإرهاب في جميع أنحاء العالم، فإنه لا يزال مشكلة ‏كبيرة وخطيرة في العديد من ‏البلدان. ‏

‏- حدث أكبر انخفاض في تأثير الإرهاب في أفغانستان، التي سجلت 1654 حالة وفاة أقل من ‏‏الإرهاب في عام 2018، بانخفاض قدره 22.4 في المائة عن العام السابق. ومع ذلك، لا تزال ‏‏أفغانستان البلد الأكثر تأثراً بالإرهاب، وحركة طالبان أكبر جماعة إرهابية في العالم ، بعد أن ‏تجاوزت العراق في عام 2018.‏

– سجلت نيجيريا ‏ثاني أكبر انخفاض في عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام 2019، ‏حيث انخفض العدد ‏من 2043 وفاة إلى 1245، بانخفاض نسبته 39.1 في المائة، ويرجع ذلك ‏بشكل رئيسي إلى ‏انخفاض في الوفيات الناجمة عن الإرهاب المنسوبة إلى المتطرفين من أثنية ‏الفولانيين. وقد حدث ‏هذا الانخفاض على الرغم من الزيادة الطفيفة في عدد الوفيات المنسوبة إلى ‏جماعة بوكو حرام، ‏التي كانت أكثر الجماعات الإرهابية نشاطا في البلد على مدى العقد ‏الماضي. أما الوفيات ‏الناجمة عن الإرهاب في نيجيريا فهي الآن أقل بنسبة 83 في المائة مما ‏كانت عليه في ذروتها ‏في عام 2014.‏

– يعتبر الصراع المسلح من أهم أسباب الإرهاب، حيث أن أكثر من( 96%) من الوفيات ‏‏الناجمة عن الإرهاب في عام 2019 وقعت في بلدان تشهد بالفعل صراعات حيث تشارك البلدان ‏‏العشرة الأولى الأكثر تأثرا بالإرهاب في صراع مسلح واحد على الأقل.‏
إرهاب تنظيم داعش ‏

– تراجع قوة داعش ونفوذه؛ حيث انخفضت الوفيات المنسوبة إلى التنظيم في عام 2019 إلى ‏‏942، بعد أن كانت 1571 في ‏العام السابق. وهذه هي المرة الأولى منذ أن نشطت الجماعة في ‏عام 2013، حيث كانت ‏مسؤولة عن أقل من ألف حالة وفاة بسبب الإرهاب في أي عام. كما ‏انخفض عدد الهجمات ‏الإرهابية المنسوبة للجماعة إلى أدنى مستوى لها منذ تشكيلها، حيث تم ‏نسب 339 حادثاً للجماعة ‏في عام 2019. لكن داعش يدّعي بأنه نفذ (1408) عملية ‏إرهابية في النصف الأول 2020، من بينها (980) عملية بالعراق وسوريا، و(428) عملية ‏خارج العراق وسوريا.‏

ولذلك من المهم الإشارة الى أن هذا التضارب بالأرقام يعود الى فروقات منهجية في عملية ‏الإحصاء بين “مؤشر الإرهاب العالمي” 2020م الذي يُصدره معهد الاقتصاد والسلام، ويتحدث ‏عن العمليات الإرهابية التي جرت بالفعل السنة الماضية 2019م. بينما يتحدث تنظيم داعش ‏عن عمليات حصلت بالفعل عام 2020م . وبالتالي لن تظهر هذه الفروقات إلا في مؤشر ‏الإرهاب العالمي لعام 2021م. ‏

‏- على الرغم من انخفاض نشاط تنظيم داعش في الشرق الأوسط وشمال ‏أفريقيا، لا تزال ‏الجماعات التابعة لداعش نشطة في جميع أنحاء العالم، وبشكل ‏خاص في أفريقيا جنوب ‏الصحراء الكبرى حيث زادت الوفيات المنسوبة إلى الجماعات المنتسبة ‏إلى داعش. وقد تعرض ‏‏27 بلدا لهجوم إرهابي بسبب داعش أو أحد فروعه.‏‎ ‎

إرهاب اليمين المتطرف ‏

– كشف “المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف” في هولندا (ديسمبر 16, 2020) عن تقرير ‏للاستخبارات البلجيكية يكشف أن اليمين المتطرف في أوروبا الغربية بدأ في تغيير نمط أنشطته، ‏وأن قيادات بعض مجموعاته المتطرفة بدأت بأمر عناصرها بالتدريب على الرماية وحيازة أسلحة ‏بطرق قانونية أو غير قانونية.‏

وأشار التقرير إلى أن معاداة المهاجرين أصبح من أهم المواضيع على أجندة الأوساط المتطرفة ‏منذ أزمة المهاجرين في 2015 و2016. ووصف تقرير الاستخبارات البلجيكية الشكل الجديد ‏لليمين المتطرف باليمين المتطرف ذي الياقة البيضاء . ويؤمن المتطرّفون اليمنيون بنظرية ‏‏“الاستبدال العظيم” التي تعتبر أن الشعوب الأوروبية البيضاء يجري استبدالها بشكل منتظم ‏بوافدين من خارج القارة. وهم يعملون بشكل متزايد على بناء شبكات عابرة للحدود مع نشطاء ‏آخرين لاسيما من الروس ومتطرفي دول أوروبا الشرقية‎.‎

جائحة كورونا والارهاب ‏
‏- منذ أن أعلنت “منظمة الصحة العالمية” في آذار/مارس 2020 أن فيروس كورونا هو وباء ‏‏عالمي، تشير البيانات الأولية إلى انخفاض في مؤشرات عدد القتلى، والعمليات الإرهابية. لكن ‏العمليات الإرهابية لم تتوقف العالم وقد أخذت معظم العمليات أسلوب الذئاب المنفردة. وتم إحباط ‏عدد من العمليات الإرهابية في الاردن، والمغرب، ومصر، وتونس . ‏

– أشارت دراسة لوزارة الخارجية الألمانية الى أن جائحة كورونا على وجه الخصوص أتاحت ‏للمتطرفين اليمينيين إمكانية توسيع جهودهم التعبوية حول أساطير المؤامرة المناهضة للحكومة”، ‏والتي تهدف إلى انتقاد القيود الحالية، والتي تم تصويرها على أنها تأسيس لـ “دولة بوليسية”. ‏وأشارت الدراسة إلى أن الأوساط اليمينية المتطرفة تحاول أيضا الاستفادة من الجدل الدائر حول ‏اللقاح المضاد لفايروس كورونا لتسخير معارضي اللقاح لأغراضهم. ‏

– حذرت هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية الألمانية) في تقرير لها من خطر اليمين ‏المتطرف وإمكانية استغلاله أزمة جائحة كورونا لنشر نظريات المؤامرة والتحريض ضد اللاجئين ‏وتحميلهم مسؤولية تفشي الوباء. وتقدر الهيئة، خطر تعرض اللاجئين في ألمانيا إلى هجمات ‏من قبل اليمين المتطرف في سياق أزمة كورنا، بأنه كبير جدا. وجاء في تقرير الهيئة أن وباء ‏كورونا يحظى باهتمام كبير لدى اليمين المتطرف الذي يفترض أن الإغلاق المتأخر للحدود، ‏واستقبال المزيد من اللاجئين هو سبب الانتشار الواسع للفايروس‎.‎

– بلغت خسائر الاقتصاد العالمي نتيجة الإرهاب حسب المؤشر العام للارهاب عام 2020م ‏‏(‏‎6.4‎‏) مليار دولار أمريكي بانخفاض نسبته (‏‎25%‎‏)‏‎ ‎عن عام 2019م. ‏

الجزء الثاني ‏
مؤشر الإرهاب في الأردن – حالة الأردن ‏
‏- خلى الأردن من الإرهاب فعلياً عام 2020م. ولم يشهد أي عملية إرهابية. وهذه هي المرة ‏الأولى منذ عام 2011م التي يخلو منها الاردن من العمليات الإرهابية . ‏
‏ – لكن هذا لا يعني أن تهديد الإرهاب ضد الأردن قد انتهى؛ أو أنه لم يتعرض لمحاولة القيام ‏عمليات إرهابية. حيث نجحت دائرة المخابرات العامة بإحباط (3) عمليات إرهابية خطيرة من قبل ‏تنظيم داعش في: عمان ، والزرقاء وإربد . وهذه العمليات هي:‏

‏1.‏ بتاريخ 2حزيران/ يونيو 2020م أحبطت دائرة المخابرات العامة عملية إرهابية ‏لعضوين ‏من تنظيم داعش استهدفا مبنى المخابرات في مدينة الزرقاء، ‏باستخدام أسلوب المتفجرات ‏لقتل المتواجدين، وأسلوب الأسلحة الخفيفة لقتل ‏كادر إحدى دورياتها الثابتة في حي ‏معصوم في مدينة الزرقاء. وبينت ‏تحقيقات “محكمة أمن الدولة” مع المتهمين أنهما ‏خططا لعمليتهما الإرهابية ‏نصرة لتنظيم داعش الإرهابي، وكانا خلال لقاءاتهما يتداولان ‏أخبار وإصدارات ‏داعش فيما بينهما عن طريق الإنترنت عبر قناتي (أخبار المسلمين) ‏و(وكالة ‏أعماق) التابعتين للتنظيم.‏
‏2.‏ بتاريخ 7حزيران/ يونيو 2020م. أحبطت دائرة المخابرات العامة عملية إرهابية ‏لخلية ‏مكونة من ثلاثة أعضاء من تنظيم داعش، كانت تستهدف كادر مركز ‏أمن اربد الشمالي ‏في مدينة إربد شمال الأردن ، باستخدام أسلوب الأسلحة ‏الخفيفة. وقد بينت تحقيقات ‏‏”محكمة امن الدولة” أنهم تعرفوا على أفكار تنظيم داعش ‏من خلال وسائل التواصل ‏الاجتماعي ومتابعة إصدارات التنظيم والتواصل ‏عبر تطبيق ( تلغرام ) مع أعضاء التنظيم ‏خارج الأردن للتواصل والتنسيق.‏
‏3.‏ بتاريخ 28 حزيران/يونيو 2020م كشفت تحقيقات “محكمة أمن الدولة” فشل خلية من ‏أربعة أشخاص من تنظيم داعش من سكان منطقة الوحدات-عمان الشرقية في مهاجمة ‏محل لبيع المشروبات الكحولية وكنيسة الأرمن الأرثوذكس في منطقة الاشرفية القريبة من ‏الوحدات باستخدام أسلوب الأسلحة الرشاشة، وذلك بعد فشلهم بتصنيع المتفجرات محلياً. ‏واعترف أعضاء الخلية بأنهم تعرفوا على أفكار تنظيم داعش عن طريق وسائل التواصل ‏الاجتماعي وأنهم فشلوا بالالتحاق بصفوف تنظيم داعش في سوريا نتيجة تشديد ‏الإجراءات الأمنية على الحدود. وقد قام الأرشمندريت أڤيديس إبيراجيان النائب البطريركي ‏لطائفة الأرمن الأرثوذكس وراعي الطائفة الأرمنية في الأردن على اثر ذلك بتاريخ 30 ‏حزيران/يونيو 2020م بتوجيه رسالة شكر لدائرة المخابرات العامة ومديرها اللواء احمد ‏حسني .‏

‏- بلغ عدد “العمليات “الإرهابية الفعليّة في الأردن (خلال الفترة الممتدة ما بين 1970حتى آخر ‏إحصاء بتاريخ 31-12-2020) ما مجموعه (133) عملية إرهابية، نتج عنها ما مجموعه ‏‏(156) حالة وفاة، وما مجموعه (300) جريحاً.‏

‏- جاء ترتيب الأردن على “مؤشر الإرهاب العالمي” ضمن المناطق منخفضة التهديد واحتل ‏المرتبة 57 عالمياً متراجعا بمقدار 7 نقاط بعد أن كان ترتيبه 64 عام 2019م.‏
‏- تخضع ظاهرة الإرهاب في الأردن – حتى الآن – لما يُسمى “الدورات الموسمّية ” بمعنى أن ‏ظاهرة الإرهاب في الأردن ليست مرتبطة بالبيئة المحلية أو الحاضنة المحلية؛ بل نتيجة مرتبطة ‏بسيرورة الأحداث والتطورات الجيوسياسية داخلياً وخارجياً؛ خاصة في ظل انخراط الاردن منذ ‏تأسيسه‎ ‎‏ 1921م بعمق في سيرورة العولمة ، حيث يحتل المرتبة (46) على مؤشر العولمة ‏‏2020 م الذي يصدره “معهد الاقتصاد السويسري” (‏KOF‏).‏
‏- تبين المؤشرات الفرعّية للارهاب؛ أن معدل حدوث عمليات إرهابية في الاردن هو (2)عمليتان ‏سنوياً . وبالنظر الى عدد العمليات المُحبطة خلال عام 2020م فإن المعدل قريب من توقعات ‏مؤشر الإرهاب في الاردن.‏
‏ – يتوقع أن يرتفع معدل حدوث عمليات إرهابية في الاردن خلال العقد القادم الى (5) عمليات ‏إرهابية سنوياً. ‏
‏- من حيث الأهداف. تبين أن المدنيين هم اكثر ضحايا الإرهاب في الأردن ، وأن عمان(الكبرى) ‏هي الأكثر استهدافً وتعرضاً للإرهاب. ‏
‏- كشفت العمليات الثلاث المُحبطة أنّ الأهداف الاستخبارية والأمنية (دائرة المخابرات العامة ، ‏والأمن العام ) هي المستهدفة من تنظيم داعش في الاردن. ‏
‏- من حيث الأساليب تبين أن “أسلوب التفجيرات” هو أكثر الأساليب الإرهابية استخداماً في ‏الاردن، وأقلها هو أسلوب العمليات الانتحارية.‏
‏- كشفت تحقيقات محكمة الدولة أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة هي الوسيلة ‏الأولى في الدعاية وتجنيد الأعضاء لدى تنظيم داعش في الأردن. ‏
‏- كشفت تحقيقات محكمة أمن الدولة أن معظم المتهمين والمشاركين في العمليات الإرهابية في ‏الاردن هم من فئة الشباب الجامعيين والمؤهلين تقنياً. ‏
‏- من الاتجاهات الجديدة في الإرهاب عام 2020م محاولة استهداف الكنائس المسيحية كما ‏ظهر باستهداف كنيسة “الأرمن الأرثوذكس” في منطقة الأشرفية . وقبلها عام 2019م بالتخطيط ‏لاستهداف كنيسة في عجلون من قبل مُنفذ عملية سياح جرش. ‏
‏- من الاتجاهات الجديدة ايضاً سعي المجموعات الإرهابية في الاردن التابعة لتنظيم داعش الى ‏استخدام “الطائرات بدون طيار” كأسلوب جديد لتنفيذ عمليات إرهابية وهو ما أكدته لاحقاً تحقيقات ‏محكمة امن الدولة مع أعضاء خلية الفحيص السلط الإرهابية(11آب /أغسطس 2018م). ‏وتعتبر هذه أولُ عملية إرهابية تسجلُ في تاريخ الأردن حول نيةِ الإرهابين التخطيطُ لاستخدام ‏‏”المنظومات الجوية ‏المُسيّرة”(‏‎ Unmanned Aerial System) ، من خلال الطائرات بدون طيار، ‏وتزويدها بالمتفجرات ضد أهدافٍ أمنية وحكومية.‏
‏- مشاركة النساء في عمليات إرهاب تنظيم داعش حسب اعترافات وتأكيد محكمة امن الدولة مع ‏أعضاء خلية السلط والفحيص حيث تم اعتقال 3 نساء على خلفية العملية. ‏