مرايا – تعتبر بيئة قضاء الأزرق من أنسب الأراضي الزراعية الملائمة لزراعة أشجار النخيل، إلا أن المساحة المزروعة، صغيرة نسبياً، مقارنة بما يمكن استغلاله وزراعته من النخيل في القضاء، حيث يوجد في الأزرق 50 ألف شجرة نخيل تنتج 1100 طن من البلح، من إجمالي ما تنتجه المملكة سنوياً من تمر البلح والذي يقارب 30 ألف طن سنوياً.
وبين مدير مديرية زراعة الزرقاء، المهندس كريم الحسامي، أن أهم الأصناف المزروعة من النخيل بالأزرق تتمثل في: البرحي ، اللولو، السكري، الزهدي، والخلاص، مشيراً إلى أن نوع البرحي يعتبر من أكثر الأنواع ملاءمة لبيئة الأزرق، بسبب متطلبات الصنف الحرارية، حيث يتم تسويق بلح هذا النوع إلى العديد من الدول الأوروبية سنوياً، سيما فرنسا.
ونوه بأنه يتعين تغيير نمط الزراعة في قضاء الأزرق، على وجه الخصوص، بحيث يتم التوسع بزراعة النخيل بدلاً من الخضروات والزيتون والأصناف الأخرى، اذ يتوجب زراعة الأصاف الزراعية الأقل استهلاكاً للمياه، والأكثر جدوى، مثل زراعة أشجارالنخيل، التي تعد بيئة الأزرق ملائمة جداً لزراعتها، حيث أن الدونم المزروع من النخيل يستهلك من المياه نحو 600 متر مكعب بالسنة، بينما يستهلك الدونم المزروع بالزيتون نحو 1500 متر مكعب من المياه بالسنة، أي أكثر من ضعف الكمية، كما أن هناك زيادة كبيرة في زراعة الزيتون ومحدودية في الأسواق التصديرية.
وأشار إلى أن إجمالي المساحة المزروعة في قضاء الأزرق بالأصناف المتنوعة مثل :”الزيتون والعنب والنخيل والخضار وغيرها “، تقدر بنحو 80 ألف دونم، في حين تقدر مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في القضاء بأكثر من 292 ألف دونم، الأمر الذي يدعونا إلى التفكير جدياً بضرورة الاستغلال الجيد للمياه، وإدارة المياه المتوفرة بشكل أمثل.
وأوضح أنه يوجد في الأزرق نحو 30 قاعا مائيا، توفر ملايين الأمتار المكعبة من مياه الأمطار الجارية من الأودية والسيول سنوياً، وفيما لو تم استغلالها، من خلال زيادة أعداد الحفائر المائية والسدود الترابية، واستخدام تقنيات الحقن الجوفي، بهدف تقليل عملية التبخر وزيادة كميات المياه الجوفية، لأمكن التوسع بالزراعة بشكل يسهم في تعزيز الأمن الغذائي للمملكة .
وبين أن المديرية، ومن خلال قسم وحدة الإرشاد الزراعي، تساعد المزارعين في تذليل المعوقات والتحديات أمام مشروعاتهم الزراعية المختلفة، سواء في الأزرق أو في مناطق المحافظة كافة، حيث تسهم في مكافحة سوسة النخيل، التي تعد من أكبر التحديات التي تواجه مزارعي أشجار النخيل، من خلال عمل 87 ألف من “المصائد الفرمونية” لمكافحة هذه السوسة التي تضر بإنتاج البلح.
وبخصوص أهم التحديات التي تواجه المزارعين بشكل عام، لفت المهندس الحسامي إلى أن الزراعة تعتمد بشكل أساسي على مياه الآبار الارتوازية، حيث أن الطاقة الإنتاجية لحوض الأزرق المائي تبلغ نحو 25 مليون متر مكعب سنوياً، بينما أدى الضخ الجائر للمياه من الحوض لزيادة نسبة الملوحة في الآبار، مثلما يواجه المزارعون تحدي ارتفاع تكلفة الطاقة والحاجة إلى الأيدي الماهرة والمدربة من العمال في مواسم القطاف. (بترا)