وزير أسبق يدعو لتبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مراقبة الشبكات
مرايا – حذر رئيس منتدى الشرق الأوسط للمياه، وزير المياه والري السابق حازم الناصر من ” أن الأمن المائي وشح المياه باتا، مهدداً حقيقياً لسبل العيش في المنطقة العربية، بعد أن دخل الامن المائي العربي مرحلة جديدة من الاهتمام، خاصة في أعقاب ما شهدته المنطقة العربية مؤخراً، من مشاكل واضطرابات سياسية؛ نتيجة للشح المائي”.

وقال في مقال نشره أول من أمس على الموقع الرسمي لمنتدى الشرق الأوسط للمياه” بات على الدول العربية أن تواجه أيضاً تحديات توفير مياه الشرب لمواطنيها، وإنتاج الغذاء، وتلبية الاحتياجات الاقتصادية، لخلق فرص للحياة تواجه بها أزماتها المائية التي تفاقمت مع الأيام وانتقلت إلى مرحلة من التهديد للحياة العامة وعدم الاستقرار.”

وزاد” ان التحديات المائية الكبيرة في عصرنا، وهي تغير المناخ والنمو السكاني وتزايد التحضر والبنية التحتية المجهدة والمهترئة بشكل كبير، تسبب ضغطا كبيرا على شبكات المياه.”

ولفت” الى أن قطاعات المياه، ولا سيما مرافق المياه الحكومية، تحتاج إلى التكيف لتلبية المتطلبات الناشئة لبيئة ديناميكية ومتحررة من القيود والمنافسة في سياق مناخ متغير.”

ودعا” إلى ضرورة التصدي لهذه التحديات المستمرة والمتنامية بإحداث تحول لتحسين عمليات مرافق المياه التشغيلية ورفع كفاءتها وخاصة موضوع فاقد المياه، مشيرا إلى هذه التحديات وتزايد تعقيدها، يستدعي تحولا نموذجيا إلى الجيل القادم من شبكات المياه التي تتجاوز البنية التحتية التقليدية للمياه والمجاري.

وقال” للتمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة وصائبة في عالم متزايد التغير والتعقيد والغموض، لابد من تطوير نظم جديدة على خلفية النظم السبرانيه أو نظم الضبط والسيطرة والتحكم، والتحويل الرقمي والبيانات الضخمة التي تدمج فيها البرمجيات وأجهزه الاستشعار والمعالجات وتكنولوجيات الاتصالات والتحكم بشكل متزايد”.

و أشار إلى أن فاقد المياه في شبكات مياه الشرب في المنطقة العربية تتراوح ما بين ١٥-٦٠٪ ، وفي المشاريع الزراعية تتراوح ما بين ٣٠-٨٠ بالمئة بسبب اهتراء الشبكات وقدمها، التوسع العمراني العشوائي، نقل المياه من مسافات بعيدة ( عدة مئات من الكيلومترات) وأخيرا الاعتداء والاستعمالات غير المشروعة.”

وقدّر ما تخسره المنطقة العربية من مياه عذبة بسبب إهتراء شبكات مياه الري والشرب”بأنه يساوي حجم البحر الميت مما يجعل منطقتنا الأعلى في العالم من حيث فاقد المياه ، علما بأنها الأفقر من حيث موارد المياه”.

وزاد”أن مجموع ما يُستخدم لأغراض الشرب في المنطقة العربية حوالي ٣٠ مليار متر مكعب سنويا وحوالي ٢١٠ مليار للأغراض الزراعية وبحدود ٢٠ مليار للأغراض الصناعية وبمجوع استخدام كلي حوالي ٢٦٠ مليار متر مكعب سنويا”، مشيرا إلى أن معدل الفاقد في كافة القطاعات حوالي ٥٠٪ ، و بالتالي ما يُفقد من المياه في المنطقة العربية يبلغ حوالي ١٣٠ مليار متر مكعب.

أما ماليا، فقدّر الناصر مجموع ما تخسره اقتصاديات المنطقة العربية بسبب فاقد المياه يقارب ٢٦٠ مليار دولار أمريكي سنويا، في حال اعتبار فرصة الكلفة البديلة لإنتاج متر مكعب واحد من المياه والتي تتراوح بين ١-٣ دولار أمريكي للمتر المكعب.

وشدد على “أهمية تبني الإدارة الذكية وتطبيقاتها للمياه، كونها وسيلة لجمع وتبادل وتحليل البيانات من انتاج ونقل وتخزين وتوزيع بحيث يتم استخدامها بطريقة متكاملة، وفي اغلب الأحيان عن بعد، لتوفير الطاقة والتنبؤ بالأعطال مثل تسرب المياه او الاعتداء على الشبكات او تغير نوعية المياه والتخطيط الأمثل لمنظومة المياه بهدف توفير الكلف وتقديم أفضل الخدمات.

ولفت ” إلى أن تغيير الشبكات المهترئة لم يعد ذو أولوية، إذا ما تم استخدام مراقبة الشبكات الرقمية والذكاء الاصطناعي التي من شانها أن تشير إلى مكامن الخطاء بسرعة فائقة من شانها وقف الهدر وإصلاحه بكلف اقل بكثير من استبدال الشبكات أو قطع المياه لفترات طويلة للبحث عن سبب تلوث المياه”.الرأي