مرايا – عادت احلام الاربديين بحل اصعب عقدة مرورية في مدينتهم الى التبخر مجددا مع تصريح لوزير الاشغال العامة والاسكان المهندس يحيى الكسبي بعدم وجود مخصصات على موازنة 2021 لانشاء نفق وجسر الثقافة الذي يربط مدينة اربد بجامعة العلوم والتكنولوجيا ومستشفى الملك المؤسس ومحافظة المفرق ولواء الرمثا.

وقال رئيس بلدية اربد الكبرى المهندس حسين بني هاني ان البلدية تفاجات بكتاب وصلها من وزير الاشغال العامة والاسكان الحالي المهندس يحيى الكسبي خلال شهر تشرين الثاني بالاعتذار عن المشروع لعدم وجود مخصصات له على موزانة العام الجاري..

واوضح بني هاني ان ثلاث رؤساء حكومات متعاقبة اقروا باهمية وضرورة المشروع واوصوا وزاء الاشغال والتخطيط في حكوماتهم بالعمل على تنفيذ المشروع حلال عام 2020 على ابعد تقدير.

واشار الى ان رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبدالله النسور وافق على اقامة النفق والتقاطعات المرورية المرتبطة به واوعز لوزير الاشغال انذاك بالاسراع بعمل المخططات والدراسات تمهيدا لطرح العطاء بقيمة 25 مليون دينار.

واستمر المشروع “الحلم” بالانتقال من حكومة الى اخرى حيث اكد رئيس الوزراء الاسبق الدكتور هاني الملقي اهمية انجاز المشروع وتشكيل لجنة من وزارة الاشغال العامة والاسكان وبلدية اربد الكبرى لانجاز المخططات والدراسات الفنية بهدف انتاج حلول مرورية متكاملة في المنطقة.

وتم التواصل بين الحكومة وصندوق الاستثمار السعودي لتمويله بقيمة 25 مليون دينار لكن التنفيذ على ارض الواقع لم يغادر السياق النظري ويقي مجرد دراسات ومخططات صماء ورحل المشروع رحيل حكومة الملقي.

لكن البلدية لم تياس فبقيت تحاول وتجتهد لاخراج المشروع لحيز الوجود نظرا لاهميته في ايجاد حلول مرورية لاكبر عقدة مرورية في المدينة الى جانب اهمية المشروع في خدمة حركة التجارة والترانزيت بين شمال الاردن والعراق وسوريا.

ولفت بني هاني الى انه قابل رئيس الوزراء السابق الدكتور عمر الرزاز بحضور عدد من اللنواب من بينهم رئيس مجلس النواب الحالي المحامي عبدالمنعم العودات، مشيرا الى ان الرزاز خاطب وزير الاشغال في حينه المهندس فلاح العموش بالعمل على طرح المشروع قبل نهاية 2020 وبالتنسيق مع وزارء المالية والتخطيط لتوفير مخصصات كافية له على حساب الموازنة الراسمالية.

الا ان مسلسل المشروع “الحلم “كما يطلق عليه الاربديون دخل نفقا مظلما جديدا بدل ان يكون نفقا تتنفس منه الحركة المرورية في ظل جائحة كورورنا وهو امر استثنائي يتفهمه الجميع وهو ما دفع بوزير الاشغال العامة السابق العموش الى طلب تاجيل المشروع لعام 2021 نظرا للتحديات الاقتصادية والمالية التي فرضتها الجائحة.

ووصف بني هاني قرار وزير الاشغال الحالي بمثابة الصدمة التي وجهت لمشروع حيوي طال انتظاره ويعد من الاولويات ليس على صعيد مدينة اربد بل على صعيد المحافظة وشمال الاردن لافتا الى ان عدد من الحلول المرورية لمواجهة الاختناقات في منطقة دوار الثقافة والمناطق المحيطة به مرتبطه بانجازه وهو ما ابقى الوضع المروري القائم في غاية الصعوبة خصوصا في ساعات الذروة.

وناشد بني هاني رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة العمل على تنفيذ المشروع العام الحالي لان الاختناقات المرورية في المنطقة تزداد تعقيدا مع توسع المدينة شرقا وجنوبا وتزايد عدد الاستثمارات في المنطقة والتي بدا بعضها بالتفكير بالهروب الى خارج اربد ازاء واقع مروري صعب ومرير على حد تعبيره.

يشار الى ان دراسات المشروع الموجودة في اروقة وزارة الاشغال العامة والاسكان تتضمن انشاء نفق تحت دوار الثقافة باتجاه اشارة بردى التي سيستعاض عنها بنفق من الجنوب الى الشمال لاستدامة حركة المرور شمالا دون توقف وجسر علوي فوق نفق الثقافة يلتف باتجاه مجمع عمان الجديد يتبعه نفق مقابل المجمع تعبر من المركبات باتجاه دوار مدينة الحسن الرياضية.
الرأي