مرايا – شكا عدد من سكان لواء الرصيفة من استمرار التلوث والروائح الكريهة في الأجواء المحيطة بسكناهم.

وقالوا إن مشكلة التلوث والروائح الكريهة في الرصيفة مزمنة، وضررها كبير على الصحة وخصوصا على كبار السن والمرضى والأطفال، مطالبين البلدية بضرورة إيجاد حلول جذرية.

واشاروا الى أن الروائح الكريهة تنبعث من النفايات بسبب تكدسها لأوقات طويلة في بعض الأحياء، ورغم إغلاق مكب النفايات القديم الذي كان يشكل كارثة بيئية بالنسبة لسكان اللواء، إلا أن آثاره لا زالت تؤرقهم بسبب انتشار الحشرات وخصوصا في فصل الصيف.

وقال احد السكان إن المدينة تعاني من الغبار الكثيف المنبعث من عمليات نقل الفوسفات الموجود قرب الأحياء السكنية والتي توثر على صحة المواطن وتتسبب بمشاكل تنفسية، مطالبا بضرورة ضبط أعمال نقل الفوسفات، وإيجاد حل لتسرب مياه الصرف الصحي في مجرى سيل الزرقاء، الأمر الذي يشكل بيئة خصبة لتكاثر الحشرات وانتشارها.

بدوره، قال رئيس بلدية الرصيفة اسامة حيمور إن الوضع البيئي في اللواء تحسن بنسبة 80 بالمئة بعد إغلاق المحطة التحويلية (مكب النفايات القديم) الذي كان يسبب مشكلة بيئية أرهقت سكان اللواء وأزعجتهم لسنوات طويلة، حيث قامت البلدية بإغلاق المكب نهائيا ومنع حرق النفايات فيه، واستعيض عنه باستئجار قطعة أرض بمساحة 5 دونمات داخل مكب النفايات التابع للبلدية في منطقة الغباوي، اذ يتم طمر النفايات بشكل صحيح ولا يتسبب بانبعاث روائح كريهة.
وأضاف أن البلدية تقوم بجمع نحو 350 طنا من النفايات يوميا، من جميع مناطق اللواء، مشيرا الى ان عمال الوطن يعملون بشكل متواصل لمنع تراكم النفايات داخل الأحياء والأسواق، داعيا المواطنين إلى التعاون مع البلدية ورمي النفايات في الأماكن المخصصة لها. وقال حيمور إن المشكلة الأخرى التي كانت تؤرق سكان الرصيفة هي تلال الفوسفات وما تشكله من تلوث بيئي وبصري،مشيرا الى انه تم الاتفاق مع الشركة ونقل ما نسبته 70 بالمئة منها، وسيتم بعد الانتهاء من نقلها، إنشاء حديقة بيئية بمساحة 75 دونما تخدم أهالي اللواء. واشار الى موقع بركة البيبسي التي تعتبر مشكلة مزمنة كونها تقع ضمن حدود اللواء ولكنها تابعة لأمانة عمان، كما تطرق الى مشكلة التلوث في سيل الزرقاء وقال انه يمر من خلال أراضي لواء الرصيفة لكنه يتبع لوزارتي الأشغال العامة والإسكان والمياه، وما يحدثه من تلوث سببه تسرب مياه الصرف الصحي من منطقتي شفا بدران وطبربور إلى مجرى السيل، ما يؤدي إلى انتشار الحشرات والروائح الكريهة. وأوضح حيمور ان الاوضاع البيئية تسير إلى الأفضل وسيشعر المواطن بالتحسن قريبا عند الانتهاء من مشكلة تلال الفوسفات وبركة البيبسي واستكمال أعمال التشجير المتواصلة في المساحات المتاحة لذلك. من جانبه، قال مدير البيئة في محافظة الزرقاء المهندس حيدر الربابعة إن الرصيفة تعتبر بؤرة ساخنة وعلامة بيئية يتم متابعة الوضع البيئي فيها بشكل مستمر وكون محافظة الزرقاء تحوي 52 بالمئة من المصانع والنشاط الصناعي في المملكة، فان انبعاثات هذه المصانع تؤثر بيئيا على الجو في المنطقة.
وأضاف إن لدى وزارة البيئة محطات رصد لجودة الهواء في معظم مناطق المملكة ومنها الزرقاء وتشمل لواء الرصيفة ويتم بواسطتها رصد أي تغير في جودة الهواء ومتابعة السبب ومعالجته. وأشار إلى أن نسبة كبيرة من التلوث سببها انبعاثات الغازات من وسائل النقل التي يصعب التحكم بها،لافتا إلى أن لواء الرصيفة يعاني أيضا من قلة الغطاء النباتي, فمعظم الأراضي مشغولة بالنشاط السكاني والتجاري ومساحة اللواء صغيرة مقارنة بالكثافة السكانية العالية فيه، فلا توجد حدائق عامة كبيرة ولا توجد مساحات كبيرة للأشجار الحرجية. واوضح رئيس شعبة المعلومات في مديرية زراعة الزرقاء المهندس كساب الدعجة ان الزحف العمراني على أراضي الرصيفة قلل بشكل كبير من الغطاء النباتي ،اضافة الى تدني معدل الأمطار الامر الذي لا يشجع على وجود رقعة زراعية او مساحات حرجية تنعش الجو العام وتخفف من الإحساس بالتلوث.