مرايا – طالب مواطنون ومهتمون بالشأن التراثي في معان بضرورة العناية بسوق معان القديم وإدراجه ضمن المسارات السياحية في المحافظة، وصولا للتعريف بالتراث المحلي والحفاظ عليه.

وأوضح مواطنون في معان لوكالة الانباء الاردنية( بترا) اليوم الأحد، أهمية ترميم وصيانة سوق معان القديم والذي يطلق عليه “سوق البدو” وهو أقدم سوق في معان، لما يحويه من ذاكرة مكان وتراث مادي وثقافي زاخر، يؤشر إلى مفردات الحياة القديمة لدى البدو والفلاحين في المحافظة الى جانب سكان القصبة، مطالبين الجهات المعنية بضرورة إيلائه الاهتمام الكافي والحفاظ عليه لكونه يمثل حقبة تاريخية هامة للمدينة.

وقال مدير سياحة محافظة معان الدكتور ياسين صلاح، إن وزارة السياحة نفذت عددا من المشروعات التراثية والسياحية في المدينة خلال العامين الماضيين، شكلت عتبة أولى لإدراج تراث معان على الخريطة السياحية الوطنية ضمن سلسلة من المواقع السياحية والتراثية الهامة في المحافظة. وأشار الى أن من أبرز تلك المشروعات متحف معان التراثي، مركز الحرف اليدوية، ترميم قلعة السرايا في معان، تطوير قصر الملك المؤسس ومنتزه الملك عبدالله الثاني.

وبين أنه تم وضع ثلاثة مسارات سياحية خلال الفترة الماضية وهي:معان السياحي وأذرح السياحي والشوبك السياحي، كما تم استحداث تطبيقات إلكترونية لتوضيح تلك المسارات وتوثيقها، ما يسهل للزائر الوصول إلى تلك المواقع والتعرف إليها، لافتا إلى أنه تم ادراج السوق القديم ضمن الإحداثيات كمسار سياحي يصل مواقع تراثية هامة منها: قصر الملك المؤسس، وبركة الحمام الرومانية، ومنتزه الملك عبدالله الثاني التراثي.

وبين أنه وضمن برنامج “أردننا جنة” ستكون معان حاضرة للتعريف بأبرز ملامحها التراثية والأثرية خلال العام الحالي، لكونها تشكل مرحلة تاريخية هامة في تأسيس الدولة الأردنية بداية العشرينات، كما ستحتفل معان أواخر العام الحالي بمرور مئة عام على مرور واستقرار الملك عبدالله الأول فيها تلك المرحلة.

وقال الدكتور صلاح إن السوق القديم يحتاج إلى مزيد من التأهيل والتطوير والحماية من خلال برامج ومشروعات خاصة، إذ يمتد تاريخ هذا السوق إلى القرن التاسع عشر، مستعرضا التحديات التي تهدد مستقبل هذا الموقع كوجود بعض الحرفيات التي تسبب تلوثا بصريا وبيئيا، مطالبا بضرورة توفير بدائل عادلة لأصحاب الحرف المنتشرة وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.

وتمنى مدير السياحة بإيجاد تشريع يضمن حماية المباني التراثية في السوق القديم وعدم العبث بها، أو إزالتها، مبينا أنه يوجد في معان أكثر من 200 منزل تراثي منتشرة في عدد من أحياء معان الحجازية ومعان الشامية إلى جانب البساتين الحجازية والشامية، ما يتطلب حمايتها وترميمها والحفاظ عليها كجزء من التراث المادي للمدينة، والذي يؤشر إلى الطراز المعماري في الواحات الصحراوية.

وقال رئيس رابطة الجنوب للإبداع التراثي مصطفى الخشمان إن إيجاد مشروع لحماية التراث الثقافي والمادي للسوق القديم في معان من الأهمية بمكان، إذ شكل في فترات تاريخية سابقة حاضنة اجتماعية وثقافية لمجتمعات الفلاحين والبدو في جنوب الأردن وشمال الحجاز، كما استمرت ولغاية اليوم الأنماط الثقافية فيه، ما يتطلب المزيد من العناية والاهتمام ليحتضن مطاعم ومحال تراثية وأزياء تقليدية.

ودعا بلدية معان الى إيجاد صيغة لاستملاك السوق وتطويره ليغدو حاضنة ثقافية وسياحية تخدم المجتمع المحلي وتعبر عن أنماط الحياة التقليدية وتحافظ عليها، مبينا أن المبيعات والمنتجات التراثية لا زالت تعرض في السوق الحالي ما يشجع أصحاب المحال على تطوير منتجاتهم والحفاظ عليها.