مرايا – بهطول كميات متفاوتة من المطر خلال اليومين الماضيين على قرى وبلدات محافظة جرش، يكون المطر قد أعلن بدء موسم الزيتون الذي يوفر آلاف فرص العمل في قطفه وعصره، لاسيما بعد أن غسلت الأمطار الأشجار ونظفتها من الأتربة والحشرات، واكتملت معالم النضج على الثمار.
وبحسب المزارع عيسى الناجي، فإن أغلب مزارعي الزيتون في محافظة جرش كانوا يترقبون بفارغ الصبر قطرات مياه الأمطار الأولى التي ستعلن بدء موسم قطف الزيتون، وتنظيف الأشجار من غبار علق بها طوال العام.
وأكد أن جميع أفراد الأسرة يشاركون في عملية القطف، فيما يحتاج مزارعون آخرون الى العديد من العمال من أبناء البلدة والقرى المجاورة، الذين يعتمدون على موسم الزيتون في تغطية جزء من نفقات فصل الشتاء ومستلزمات أسرهم.
ويؤكد المزارع مصطفى العياصرة، أن معالم النضج ظهرت على الثمار، وقد حان موعد قطفها، ولاسيما بعد بدء سقوط الأمطار، وغسل الثمار والأشجار، حتى لا تؤذي عيونهم من الأتربة والغبار والجراثيم.
ويوضح المزارع أبو مروان، من منطقة أم جوزة، أن ثمار الزيتون العام الحالي نضجت في وقتها وبكميات جيدة، مقارنة مع إنتاج العام الماضي، متوقعا أن يكون موسم الزيتون هذا العام بمستوى جيد وكميات مناسبة تغطي تكاليف الزراعة، وتعوض المزارعين عن خسائرهم الفادحة جراء انخفاض أسعار الزيت في الأسواق المحلية.
ويضيف أن معظم مزارعي محافظة جرش يعتمدون على موسم الزيتون لتغطية جزء كبير من مصاريفهم، لا سيما وأن محافظة جرش من أخصب محافظات المملكة إنتاجا للزيتون والزيت.
وقال المزارع أبو مروان إن المزارعين بدؤوا بقطف الزيتون في الموعد نفسه الذي يتم فيه كل عام، لأن الانتظار لن يفيد في إنضاج الثمر أو تحسين نوعيته، كون معظمه بدأ بالتلون، خصوصا في المناطق الشفاغورية في المحافظة، ومنها برما وسيل الزرقاء والمجدل.
ويطالب أبو مروان بوقف استيراد زيت الزيتون من الدول المجاورة، لضمان تسويق الزيت المحلي بأسعار مناسبة تغطي تكاليف الإنتاج.
كما دعا الى إخراج مشروع “مجلس الزيت الأردني” الذي سيحافظ على أسعار الزيت المحلي ويحميه من المنافسة، ويحول المعاصر من منشآت صناعية إلى زراعية، ويسهم في حل العديد من المشاكل العالقة في قطاع إنتاج زيت الزيتون في الأردن.
وأوضح أبو مروان، أن معالم النضج قد ظهرت على الزيتون، ومن أهمها تلون الثمر باللون الأسود، وظهور أعراض جفاف وصغر حجم الثمرة في مناطق متعددة.
إلى ذلك، أكد مدير زراعة جرش الدكتور عماد العياصرة، أن موسم قطف الزيتون في محافظة جرش قد بدأ مباشرة بعد تساقط الأمطار وزيادة كمية إنتاج الزيت وتشغيل جميع معاصر المحافظة الـ15 في مختلف القرى والبلدات على مدار الساعة، فضلا عن توفير مئات فرص العمل لأبناء المحافظة.
وقال العياصرة، إن أغلب المزارعين بدؤوا بعملية قطف ثمار الزيتون، خاصة وأنهم كانوا ينتظرون تساقط الأمطار ونضوج الثمر بشكل كامل وغسل الأشجار من الأتربة والغبار.
وأوضح أن فرص العمل بدأت تتزايد تدريجيا، ومن المتوقع أن تزداد في الأيام المقبلة، خاصة للشباب العاطلين عن العمل وأبناء المخيمات.
ويعتقد العياصرة، أن موسم قطف الزيتون من أهم المواسم التي توفر فرص عمل جزئية للشابات والشباب المتعطلين عن العمل، وخاصة أبناء القرى وأبناء مخيم غزة وبأجور جيدة تغطي تكاليف العمل، فضلا عن توفير فرص عمل لجمع “جوال الزيتون”، وهي الثمار المتبقية على الشجر، والتي توفر مدخولات إضافية لبعض الأسر ذات الدخل المحدود.
وتوقع أن ترتفع كمية إنتاج زيت الزيتون هذا العام في محافظة جرش مقارنة بالعام الماضي لجودة الموسم المطري الماضي، وعدم تعرض الثمار لأي أضرار حشرية أو طبيعية أو تغير مناخي.
وأكد العياصرة جاهزية معاصر الزيتون الـ15 الحديثة العاملة في المحافظة والتي بدأت عملها منذ بداية هذا الشهر، نظرا لتوفر كميات من الإنتاج وبدء المزارعين بقطف الثمار الناضجة، فضلا عن الانتهاء من تجهيز المعاصر فنيا ولوجستيا، وتجهيز الكوادر العاملة كذلك وتفقدها من خلال اللجان المعنية في مديرية الزراعة والتأكد من جاهزيتها على مدار الساعة.
ويعتقد أن كمية الإنتاج لن تقل هذا العام عن 18 ألف طن من الثمار و1500 طن من زيت الزيتون، وهذه الكمية مبشرة ومرتفعة مقارنة بإنتاج الأعوام الماضية، مما يسهم في تحسين دخل المزارعين ويوفر لهم تكاليف العمل الزراعي وتكاليف العناية بالثمر والأرض كذلك، فضلا عن توفير الآلاف من فرص العمل في محافظة جرش تحديدا للعمل على قطف الزيتون.
ويرى العياصرة أن الظروف المناخية أسهمت في تحسين المنتج الثمري للزيتون وزيادة جودته ونوعيته ووفرة كميات الزيتون هذا الموسم، مما يؤشر إلى إمكانية بيع كميات كبيرة من الزيت بأسعار مناسبة للجميع والحفاظ على سمعة المنتج الجرشي من زيت الزيتون.
وأكد أن اللجان المعنية في مديرية الزارعة، بالتعاون مع مختلف الجهات، قامت مؤخرا بعمل كشوفات دورية على معاصر محافظة جرش والبالغ عددها 15 معصرة، مشيرا الى أنه تم منحها تصاريح وتراخيص العمل بعد التأكد من الجاهزية الكاملة للعمل من دون أي معوقات.
وتوقع أن تكون نسبة الإنتاج هذا العام أفضل من العام الماضي، خاصة وأن موسم الزيتون يمر بظاهرة المعاومة، وهي تفاوت نسبة الإنتاج من عام لآخر.
ودعا العياصرة، المواطنين كافة، لعدم شراء الزيت من الإعلانات الوهمية التي تنتشر في وسائل الإعلام المختلفة، خاصة وأن كمية الزيت غير متوفرة الآن والأسعار تعتمد على العرض والطلب وخاصة بداية الموسم.
يذكر أن المساحة الكلية لأشجار الزيتون في المحافظة تبلغ 130 ألف دونم، نسبة المثمر منها مزروعة في 110 آلاف دونم، تتوزع بين مختلف المناطق في المحافظة. الغد