مرايا – قال السفير الروسي في عمان غليب ديسياتنيكوف، ان الاردن وروسيا شريكان موثوقان في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث يتمتعان اليوم بمستوى ممتاز من التعاون المثمر الذي تدعمه العلاقات الشخصية المتميزة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس فلاديمير بوتين.

واكد السفير في حديث صحافي بمناسبة العيد الوطني لروسيا، انه في اطار التعاون على الاصعدة الثنائية والاقليمية والدولية، فان عمان وموسكو تجريان تنسيقًا مستمرًا بشأن أهم القضايا على جدول الأعمال الدولي والإقليمي، حيث يخصص الجزء الاكبر من حوارنا السياسي الصريح للوضع في الشرق الأوسط، معربا عن تقدير روسيا لدور الاردن في تعزيز السلام والأمن وضمان الاستقرار والفرص اللازمة لحل الأزمات الحالية. وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين الجانبين، قال السفير، ان عام 2018 كان عامًا هامًا للتجارة الثنائية بين روسيا والأردن حيث وصل حجم التبادل التجاري الى مستوى قياسي بلغ 5ر602 مليون دولار أميركي وتوجد إمكانية كبيرة لتحقيق مزيد من التقدم في التعاون التجاري والاقتصادي المتبادل ويعود الدور الاكبر في هذا النمو الى اللجنة الحكومية الروسية – الأردنية لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي التي عقدت اجتماعها الرابع اواخر العام الماضي في عمان واتفق الطرفان على مجموعة من التدابير الرامية إلى تنويع كفاءة التعاون في مجالات الاهتمام المشترك مثل الطاقة والصناعة والزراعة والنقل والسياحة والتعليم وغيرها.

واشار السفير، الى اهمية بروتوكول التعاون الموقع في عام 2017 بين صندوق الاستثمار المباشر الروسي وهيئة الاستثمار الأردنية الذي يشكل الاساس القانوني للتعاون الاستثماري، مبينا ان هناك مشاريع هامة روسية في الاردن منها مركز تجارة السيارات لادا الذي يعمل بنجاح ويخطط لتوسيع شبكته من خلال فتح صالات عرض في مختلف المدن الاردنية وهناك تعاون طبي متميز والعديد من المشاريع الواعدة الاضافية.
وفي اطار التعاون الثقافي، اكد السفير، وجود مصلحة مشتركة لتطوير وتعزيز العلاقات الثقافية والحوار بين الجانبين، معربا عن تقديره وامتنانه للجانب الاردني للمساعدة على افتتاح الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية في عمان في كانون الثاني 2019 خاصة في ظل التزايد المستمر في اعداد الحجاج من روسيا الذين يزورون الأماكن المقدسة في الأردن.

وحول المجتمع الروسي في الاردن، افاد السفير بانه يتواجد 7 الاف مواطن روسي في الاردن وهناك ترابط بينهم من خلال المجلس التنسيقي للمواطنين الروس في عمان. وفيما يتعلق بما يسمى بـ”صفقة القرن” اوضح السفير، اننا نشعر بقلق بالغ إزاء محاولات الولايات المتحدة غير المثمرة لاختراع هذه الصفقة المزعومة، ونحن على ثقة من أنه مسار لن يؤدي إلى نتيجة لأن السلام العادل والمستقر والشامل في المنطقة مستحيل تحقيقه ما لم يستند إلى حل الدولتين المعترف به دولياً للقضية الفلسطينية.
واكد موقف روسيا الداعم للاطار والموقف الدولي الذي ينص على حل الدولتين من خلال اقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، داعيا الى تضمين جميع القضايا ذات العلاقة بما فيها القدس في المفاوضات المباشرة بين الاطراف المعنية.

كما اعتبر قرار الرئيس الأميركي بإعلان مرتفعات الجولان جزءا من إسرائيل يمثل ضربة هائلة للأساس الكامل للحل المحتمل لهذه القضية، مؤكدا ان مرتفعات الجولان كانت وستبقى اراضي ذات سيادة سورية بموجب جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. ولفت السفير، الى اهمية الدور الذي تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” ومساهمتها في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة وتخفيف العبء عن الدول المضيفة لهم، مؤكدا ان خفض الدعم المالي للأونروا ووقف تمويلها هو نوع من الضغط على أحد أطراف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي رأينا أن مثل هذه الانتهاكات في الواقع حالة من حالات الابتزاز يمكن أن تؤدي إلى نتيجة مشكوك فيها، لأن حل الدولتين فقط هو المفتاح العادل والنزيه للخروج من ازمة الشرق الاوسط.

وفيما يتعلق بالاتفاق الروسي الصيني على عدم المشاركة في مؤتمر المنامة، قال انه ليس فقط روسيا والصين رفضتا المشاركة ولكننا حتى الان لم نر اي حماس لذلك من أي دولة أخرى باستثناء بعض دول الشرق الأوسط واننا نعتبر أن الحدث القادم في المنامة ليس أكثر من محاولة أخرى من جانب الولايات المتحدة لتغيير الأولويات في جدول الأعمال الإقليمي وفرض الرؤية الأحادية لتسوية هذا الصراع الذي طال أمده.
واضاف، اننا نشعر بقلق بالغ لأن واشنطن تحاول باستمرار استبدال هدف التوصل إلى حل سياسي شامل بمجموعة من الحوافز الاقتصادية وتقويض مبدأ الدولتين لشعبين.

وحول الازمة السورية قال السفير الروسي ان بلاده كانت على الدوام داعمًا قويًا للتسوية السياسية – الدبلوماسية للأزمة السورية وساهمت في إرساء الأساس القانوني الدولي المناسب لهذه العملية وكنا من مهندسي قرار مجلس الأمن رقم 2254 ورعاة عملية السلام في أستانا التي تم بموجبها تحقيق وقف إطلاق النار المستمر في سوريا.
وقال اننا نحث جميع الأطراف في سوريا على العمل بجد وفاعلية من أجل ضمان انتقال سياسي بقيادة سورية بناءً على بيان جنيف، مشيرا الى ان العمل جار الان لتشكيل اللجنة الدستورية ونأمل أن يتمكن زملاؤنا في الأمم المتحدة قريباً من تقديمها إلى المجتمع الدولي.

وحث الشركاء العرب على إتاحة الفرصة لعودة سوريا إلى “الأسرة العربية”، مؤكدا ان عودة دمشق إلى مداولات الجامعة العربية ستسرع من عملية السلام في سوريا.