مرايا – رفع المشاركون في المؤتمر التاسع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي، اليوم الاثنين، برقية شكر وامتنان إلى جلالة الملك عبدالله الثاني على حسن الاستقبال والضيافة.
وأكد رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر الذي تستضيفه عمّان على مدى يومين، أولوية القضية الفلسطينية وأهمية تصدرها مختلف المحافل العربية والإقليمية والدولية.
ودعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، الاتحاد البرلماني العربي الذي يعقد مؤتمره تحت شعار “القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين”، إلى “اتخاذ قرارات عملية تؤكد مركزية القضية الفلسطينية”.
وطالب في كلمته بمواجهة الحرب العدوانية التي يشنها الاحتلال على مدينة القدس سكانًا ومقدسات، وخاصة المسجد الأقصى، وتوفير الدعم المادي لتثبيت صمود المقدسيين في مدينتهم، والرفض القاطع والتصدي الثابت لكافة المشاريع والإجراءات التي تقودها الإدارة الأميركية.
كما دعا الزعنون للتمسك بقرارات القمم العربية ومبادرة السلام العربية التي تحرم كافة أشكال ومستويات التطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وحلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار 194.
وأعرب عن تقديره للمملكة التي تبذل بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني كل طاقتها وتسخر كل إمكانياتها للدفاع عن قضية العرب الأولى وعن مدينة القدس، وترعى مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتضعها على سلم أولوياتها الداخلية والخارجية.
وقال نائب رئيس البرلمان الاتحادي بجزر القمر عيسى آممادي: إن بلاده على عهد الأمة العربية والاسلامية حوّل القضية الفلسطينية والقدس، والمؤسسة البرلمانية في جزر القمر جنبًا إلى جنب مع جميع الجهات الفاعلة خاصة العربية والإسلامية لاستعادة الحق الفلسطيني، وتثبيت السلام الدائم في الشرق الأوسط.
وأشار آممادي إلى أن “الوقت قد حان لوضع حد لعقود من الاحتلال، وتحقيق الأمل للفلسطينيين في الحرية والكرامة تحت دولة فلسطين وعاصمتها القدس”.
وأكد نائب رئيس مجلس النواب اليمني محمد الشدادي، أنه رغم المعاناة التي يعشها اليمن جراء بشاعة ممارسات العصابات الإنقلابية، إلا أن بلاده تعتبر القضية الفلسطينية هي القضية الرئيسة والمحورية لامتنا التي تهون أمامها جميع القضايا الأخرى.
وأوضح أن الوضع الإنساني في بلاده يزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم، بل أصبح قريبًا من بدء الهلاك الجماعي، حيثُ أن هناك نحو 22 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية بحسب أرقام المنظمات الدولية.
وقال رئيس الوفد البرلماني الجزائري عبد الحميد سي عفيف في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري: إن “أمتنا العربية تشهد أخطارًا تُهدد وجودها دون أي مبالغة ما يجعلنا نعتقد أن المنطقة برمتها مستهدفة بطريقة أو أخرى.
وأضاف أن ما يواجهه القدس الشريف الذي هو بمثابة قطب القضية الفلسطينية محور الوحدة والتضامن الإسلامي يمثل تحديات خطيرة تتمثل بالانتهاكات الاجرامية التي يقوم بها الكيان الصهيوني والتي تريد من خلالها إسرائيل تغيير طابع القدس وطمس معالمه العربية والإسلامية، ما يُعد اعتداء صارخًا واثيمًا على المقدسات الإسلامية، وعلى جزء من التراث العالمي الذي من المطلوب حمايته من كل دول العالم؛ فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين، ينبغي أن تبقى فضاء للسلام وبمنأى عن الظلم والاقصاء”.
وأشار إلى أن نضال وتضحيات الشعب الفلسطيني لاستعادة الحقوق المسلوبة يعد بامتياز مسؤولية المجتمع الدولي، لأن العالم كله واع بأن الأمن والسلام في العالم لا يمكن أن يتحقق إلا اذا تم إيجاد حل لمشكلة الشرق الأوسط.
وقال مساعد رئيس مجلس نواب الشعب التونسي محمد سعيدان: إن واقع أمتنا العربية والأوضاع الصعبة التي تعيشها البلدان العربية يضعنا أمام حتمية العمل المشارك، من أجل تحقيق مصالح الشعوب، مؤكدا رفض بلاده المساس بالمكانة القانونية والسياسية والتاريخية لمدينة القدس، ورفضه لكافة الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل، مجددًا تمسك بلاده بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وقال رئيس لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري النائب أحمد رسلان، إنه لم يعد هناك مجال لإضاعة الوقت في السجال بشأن حقوق الشعب الفلسطيني، مطالبًا بتوفير الإرادة السياسية لاستئناف المفاوضات لحل القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أهمية أن يكون للبرلمانات العربية دور في إيجاد تلك الإرادة لدى المجتمع الدولي، بهدف وضع حد طال انتظاره لهذا الصراع، وفقًا مبدأ حلّ الدولتين، وحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال رئيس وفد مجلس النواب الجيبوتي محمد موسى آسى: إن تطور التحديات وما تفرضه من تهديدات للأمن القومي العربي لا يمكن مواجته فرديًا، وان التضامن العربي خيار مصيري وحتمي لمواجهة التحديات الراهنة في عالمنا العربي.
وتحقيقًا لذلك التضامن، أوضح البرلماني الجيبوتي أن “علينا تفعيل العمل العربي المشترك، وبناء استراتيجية عربية موحدة بجدية قادرة على تحقيق طموحات الشعوب العربية نحو عالم عربي يفرض إرادته ويستعيد قواه.
و قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب، رئيس الوفد الأردني الدكتور نصار القيسي: إن الأردن سيظل على العهد مملكة للوفاق والاتفاق، وأرضاً عربيةً تجمعُ الأشقاءَ دائما على كلمة سواء، لما فيه خير أمتنا ومصالح شعوبنا.
وأشار إلى أن المؤتمر يأتي في ظل تطورات مهمة تشهدها المنطقة، وتحديات جسام، بات مهما معها لزاما أن نتسلح بالمسؤولية والعمل الجماعي لنتمكن من معالجة أي ثغرات من شأنها إضعاف الواقع العربي، الذي يعاني ما يعانيه من فرقة وشتات.
ودعا الحكومات لانجاز ملفات التعاون العربي، وتمكين جسور التكامل والتضامن، وتجاوز عقد المراوحة عند حاضر صعب، والانطلاق نحو مستقبل تستحقه الأجيال.
وحذّر من مغبة أي تسوية للقضية تتجاوز المفاوض الفلسطيني ومشروعيةَ إعلان قيام دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 وعاصمتها القدس.
وأكد تمسك الأردن بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وهي أمانة يفخر الاردن بحمل جلالة الملك عبدالله الثاني لها، وريثا شرعيا وتاريخيا، والتمسك بالقدس عاصمة ابدية لدولة فلسطين وبرمزية المدينة المقدسة.