مرايا – انتهت التحضيرات، وطوى المنتخب الوطني لكرة القدم الصفحة الودية من المباريات بحلوها ومرّها، وبات الآن على بُعد أسبوع واحد فقط من افتتاح مشواره في نهائيات كأس آسيا 2019، والتي تنطلق 5 كانون الثاني المقبل في الإمارات.

أمام أستراليا في السادس من الشهر القادم، وفي إمارة العين ستكون البداية، وفي ستاد هزاع بن زايد تحديداً، سيخط النشامى أول كلمات الرواية الجديدة له، في سجلات هذه البطولة القارية، والتي صاغ تاريخه فيه بألق ومجد بغض النظر عما تحقق وفي أي دور منها توقف وأخفق.

وقبل ما تعيشه مجموعة من الجماهير بحالة من الشؤم والسوداوية حول مصير المنتخب في النهائيات، قياساً بما ظهر عليه في المباريات الودية الأخيرة، فإن النشامى أنفسهم يدركون أن الفترة الماضية لم تكن عند ذلك المستوى الذي يرفع من سقف الطموحات، وهم دون أدنى شك متيقنون من أهمية وقيمة ما هم يقبلون عليه، وقادرون على استنهاض هممهم وبالتالي صياغة مفردات جديدة في الإمارات عنوانها المضي إلى أبعد ما يمكن وإثبات أن منتخبات أستراليا وسوريا وفلسطين لن تقف عائقاً أمام أهدافهم التي باتت تتعدى الدور الثاني ويريدها الجمهور أبعد من ذلك بكثير.

وبينما اتضح ما هو المطلوب تحقيقه في الإمارات من الـ 23 نشمياً وعلى رأسهم فيتال الذي أبدى ثقته وتفاؤله بالذهاب بعيداً في البطولة، فإن المطلوب من غيرهم وبمقدمتهم الجماهير الوفية والإعلام باعتبارهم الأكثر والأقرب تأثيراً، طي الصفحات الماضية، ووضع يدهم بيد النشامى لفتح هذه الصفحة الجديدة وحينها يكون الجميع قام بواجبه دون تقصير وعند النهاية ينال كل ذي حق حقه.

وعندما يعود الشارع الرياضي بالذاكرة إلى سنوات خلت، لا يمكن ان يغفل تلك التفاصيل الصغيرة، والتي يستذكرها العديد دون أدنى شك، ولا تقتصر على جزئية واحدة أو بسيطة، ولكنها باختصار، تكمن حينما اعتاد «النشامى» أن يخالف التوقعات ويرفض تسليم الأمور مبكراً دون اجتهاد، ولعل الصين وقطر كانتا شاهدتين على ذلك، ففي 2004 لم يضرب المنتخب الوطني، في أول مشاركة له، التكهنات والترشيحات عرض الحائط فحسب، إنما ضرب مثالاً لا يزال يلامس المشاعر الدفينة، عندما جعل من نفسه كابوساً يلازم اليابانيون مروراً في 2011 ووصولاً حتى وقتنا الحاضر والشواهد عديدة.

في الصين وقطر، كان النشامى على مستوى القول والفعل، وبقيوا كذلك في أستراليا 2015 رغم مرارة الوداع المبكر، ويقيناً لن يتخلوا عن هذه الميزة وهذا الوصف في الإمارات 2019، ولن تكون جملة «إجعل الأردن فخوراً» التي تتزين بها حافلتهم مجرد شعار، بل سيجسدونها على أرض الواقع، لأن الأردنيين اعتادوا أن يروا منتخبهم صامداً وقت الشدائد، ولأن النشامى «على قدر أهل العزم».

شفيع.. إسم يلازم «النشامى»

وحده حارس المرمى عامر شفيع من لازم إسمه المنتخب الوطني في كافة مشاركاته السابقة في نهائيات كأس آسيا.

بدأ شفيع مشواره الدولي شاباً يافعاً واكتشفه المرحوم محمود الجوهري وجهازه الفني منذ توليه مهامه مع النشامى، وسرعان ما خطف «الحوت» مركزه الأساسي نظير الامكانات الهائلة والموهبة الكبيرة التي يملكها وأهلته لنيل شرف الدفاع عن شباك المنتخب الوطني في نهائيات الصين 2004، ليثبت وقتها للجميع بأن الكرة الأردنية ينتظرها مكسب حقيقي من شأنه الذود بصلابة عن المرمى في المستقبل.

وبالفعل كان شفيع عند حسن الظن، والثقة التي حازها لم تكن مجرد حالة مؤقتة، انما عاد ليقف أمام مرمى المنتخب الوطني في نهائيات الدوحة 2011 وفي تلك الأثناء نال الحارس عبارات الثناء والإشادة واعتبر من افضل حراس البطولة إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق.

مضت السنوات تلو السنوات، ورغم تطور حراس الخبرة وبزوغ نجم العديد من الحراس الشباب، بقي شفيع كلمة السر الأساسية لدي أي جهاز فني تولى النشامى، وبفضل ذلك ظهر مجدداً في نهائيات أستراليا بالمشاركة الآسيوية الثالثة، وبات الآن ينتظر المشاركة الرابعة له وهو في عامه السادس والثلاثين.

لعب عامر شفيع في كأس آسيا 11 مباراة، وقبلت شباكه تسعة أهداف، يضاف اليها ثلاث ركلات ترجيحية من اليابان، ولكن تصدياته المهمة ومواقفه لا تزال في الذاكرة، فضلاً عن دوره الريادي في القيادة والتوجيه داخل الملعب والشد من أزر وعزيمة رفاقه اللاعبين.

على كفتي ميزان

الأردن + أستراليا: تقابل المنتخبان في أربع مناسبات سابقة على صعيد التصفيات القارية لكأس العالم، فيما تعد المواجهة الخامسة بينهما في الإمارات الأولى على مستوى النهائيات.

فاز المنتخب الوطني في مباراتين مقابل خسارتين، وبدأت سلسلة المواجهات، في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014، ووقتها تمكن النشامى من الفوز 2/1 في المباراة التي اقيمت على ستاد الملك عبدالله الثاني يوم 11 أيلول 2012، لحساب المجموعة الثانية وبعد ذلك تواجه الطرفان في ملبورن وحينها خسر النشامى 0/4.

عاد المنتخبان ليجتمعا في مجموعة واحدة بالتصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، واستطاع النشامى الفوز ذهابا بنتيجة 2/0 يوم 8 تشرين الاول 2015، فيما كان الرد الاسترالي حاضراً في سيدني بالفوز بنتيجة 5/1.

الأردن + سوريا: يملك المنتخبان الوطني والسوري سجلاً زاخراً في المواجهات وصلت الى 20 مباراة على مختلف البطولات، العربية منها أو التصفيات المؤهلة لكأس آسيا او بطولات اتحاد غرب آسيا.

فاز المنتخب الوطني في 8 مباريات وخسر في 9 وتعادل الطرفان في 3 مناسبات، وبدأت المواجهات قديماً منذ عام 1957 وحينها فاز المنتخب السوري 6/0 وهي أكبر نتيجة في تاريخ لقاءاتهما، فيما آخر المواجهات على الصعيد الودي عام 2015 ووقتها فازت سوريا على ستاد عمان الدولي 1/0.

وعلى مستوى التواجه في النهائيات الآسيوية، فقد سبق وتقابلا في نهائيات الدوحة 2011 وفي ذاك الوقت فاز النشامى في الدور الأول بنتيجة 2/1، بينما كان للمنتخبين مواجهتان في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2015، في الاولى ذهاباً تعادلا 1/1 وفي الثانية إيابا فاز النشامى 2/1.

الأردن + فلسطين: 10 مباريات سابقة جمعت المنتخب الوطني بنظيره الفلسطيني، وفاز النشامى في ست مباريات منها مقابل فوز واحد للفلسطيني فيما كان التعادل حاضراً في ثلاث مناسبات.

بدأت المواجهات عام 1976 على صعيد دورة الألعاب العربية وكانت الغلبة حينها للمنتخب الفلسطيني بنتيجة 2/1، بينما آخر المواجهات كانت في نهائيات كأس آسيا 2015 وفاز وقتها النشامى 5/1 بدور المجموعات وهي أكبر نتيجة وكانت حاضرة قبل ذلك عام 2000 في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا.

اختتام التحضيرات

اختتم المنتخب الوطني رسمياً أمس السبت تحضيراته التي تسبق مشاركته في النهائيات القارية، عبر التدريب الذي اجراه في الدوحة على هامش المعسكر التدريبي الذي اقيم هناك.

النشامى الذي عاد الليلة الماضية إلى عمان ويتأهب للتوجه إلى الإمارات يوم غد الاثنين، كان بدأ منذ 13 كانون الاول الجاري معسكراً في الدوحة جاء امتداداً لمعسكر بدني سبقه امتد لاسبوع في مسقط.

وتخلل معسكر الدوحة خوض المنتخب الوطني لثلاث مباريات ودية، الأولى أمام قيرغيزستان وانتهت بخسارته 0/1 والثانية أمام قطر وخسرها كذلك 0/2، فيما الأخير جاءت بمواجهة الصين وانتهت بالتعادل 1/1.

وعلى الرغم من اختيار فيتال لـ 29 لاعباً في المعسكر كتشكيلة أولية للنشامى، الا ان الصفوف في الدوحة لم تكتمل سوى في الايام الاخيرة وتحديداً قبل ملاقاة الصين أمس الأول بيومين، وهو الموعد الذي كان الجهاز الفني يستقر فيه على التشكيلة النهائية التي تضم 23 لاعباً هم: عامر شفيع، معتز ياسين، احمد عبد الستار، طارق خطاب، يزن العرب، محمد الباشا، أنس بني ياسين، براء مرعي، فراس شلباية، سالم العجالين، بهاء عبد الرحمن، عبيدة السمارنة، خليل بني عطية، احمد سمير، سعيد مرجان، صالح راتب، يوسف الرواشدة، احمد عرسان، يزن ثلجي، ياسين البخيت، موسى التعمري، بهاء فيصل وعدي القرا.

وبالمقابل تم استبعاد محمد الشطناوي، احمد الصغير، رجائي عايد، محمود مرضي وجيمي سياج من التشكيلة، فيما تقرر الابقاء على اللاعب احسان حداد، لاستكمال برنامج تأهيله وتجهيزه بشكل مثالي، تحسباً لأي مستجدات قد تطرأ على المنتخب خلال المرحلة القادمة، حيث يبقى المنتخب الوطني قادراً على تعديل قائمة الـ 23 قبل 6 ساعات من مباراته الاولى في النهائيات.

فيتال سعيد بالأداء أمام الصين

أبدى مدرب النشامى سعادته بالاداء الذي قدمه المنتخب الوطني امام الصين خاصة في الشوط الاول، مؤكداً ان «خطأ دفاعي غير مبرر» منح المنافس هدفاً غير مستحق.

وقال فيتال للموقع الالكتروني للاتحاد: نجحنا في التحكم بايقاع المباراة.. تناقلنا الكرة بسهولة من اللمسة الاولى وفرضنا اسلوبنا منذ البداية، سجلنا هدف واهدرنا الكثير، وخرجنا بالتعادل، لكن الاهم هو الاداء في المباريات الودية.

اضاف: في الشوط الثاني انخفض الايقاع بسبب كثرة التبديلات ورغبتنا في تجنب الاصابات.. نعمل كثيراً على اهمية استثمار الفرص وتسجيل الاهداف ومعالجة السلبيات كافة، والوقت مناسب من اجل العمل المكثف خلال الايام القادمة لبلوغ الجاهزية المطلوبة.

ولفت فيتال ان المنتخب الوطني يملك الثقة الكبيرة قبل خوض النهائيات الآسيوية، «ردة فعل الفريق مميزة للغاية خاصة بعد ان استقبلنا هدفا امام الصين.. لعبنا بكل ثقة، سجلنا وكنا الاقرب للفوز، وهذا امر ايجابي للغاية».

وحول طريقة لعب النشامى ومفاضلته بين (4-3-3) و(3-5-2)، ختم حديثه: لعبنا بأكثر من شكل تكتيكي وهذا مهم جداً قياساً بما سنواجهه في الامارات 2019.. وصلنا الى النضج الفني المطلوب ونعمل على تعزيز ذلك باستمرار، وسنختار النهج الانسب على ضوء المنافس.