مرايا – فيما تشهد أسعار بيع المنتوجات الزراعية في سوق العارضة المركزي انخفاضا بشكل غير مسبوق بنسبة وصلت إلى 25 % مقارنة بالشهر الماضي، ما ألحق خسائر “موجعة” بمزارعي وادي الأردن، تؤكد جمعية حماية المستهلك، تلقيها شكاوى وملاحظات بارتفاع أسعارها في أسواق المحافظات بشكل كبير ومبالغ فيه.
ونقلت الجمعية على لسان رئيسها، الدكتور محمد عبيدات قوله “إن كوادر الجمعية قامت بمتابعة هذه الشكاوى والملاحظات وذلك من خلال قراءة أسعارها في الأسواق، حيث تبين أن أسعار هذه السلع ارتفع بشكل جنوني، مثل البندورة حيث تباع ما بين 60 قرشا إلى 90 قرشا والبطاطا تباع ما بين دينار ودينار ونصف والبصل ما بين 70 قرشا إلى دينار والموز المستورد الحجم العادي ما بين دينار وربع ودينار ونصف”.
وطالب عبيدات وزارة الصناعة والتجارة والتموين ببيان الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ارتفاع أسعار هذه السلع، مطالبا كذلك الوزارة بوضع “أسعار تأشيرية لها” للحد من الارتفاع الجنوني، لتصبح متاحة للمستهلكين بأسعار معتدلة وجودة عالية، وذلك لأهمية هذه السلع التي يحتاجها المواطنون بشكل يومي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها”.
ويعزو مدير سوق العارضة المركزي المهندس احمد الختالين، هذه المفارقة بالأسعار بين السوق المركزي وأسواق المحافظات إلى تعدد حلقات البیع، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار والتلاعب بها بشكل غير منطقي وغير معبر عن سعرها الحقيقي، والذي قد يزيد على 300 %.
وأضاف الختالين ان المنتوجات الزراعية تصل إلى المستهلك من أرض المزرعة بعد أن تباع للسوق المركزي، ومن ثم ما یعرف بـالسماسرة، فتجار الجملة إلى تجار التجزئة فتجار المناطق إلى الموزعین، فأصحاب المحلات الكبرى في المدن الكبرى ثم المحلات الكبرى في المدن والمحافظات للوصول إلى محلات بیع الخضار والفواكه في تلك المناطق.
ويؤكد مزارعون في وادي الأردن ان الموسم الحالي يشهد اوضاعا مأساوية طالت الغالبية العظمى من مزارعي الوادي، خاصة مزارعي الخيار مع ارتفاع الكلف سواء المستلزمات الزراعية، أو أجور العمالة الزراعية أو كلف الإنتاج والتسويق.
ويقول المزارع احمد الحسن إن أسعار بيع المنتوجات، يقل كثيرا عن كلف الإنتاج ما يزيد من خسائر المزارعين، إذ أن أسعار البيع بالكاد تغطي كلف الإنتاج والتسويق فقط وفي بعض الاحيان تقل عنها، ليتحمل الكلف التي أنفقها لزراعة أرضه بدءا من حراثتها وزراعتها بالأشتال وريها والانفاق عليها، وما رافق ذلك من أجور عمالة واثمان مستلزمات.
ويبين الحسن أن أسعار بيع صندوق الخيار تراوح ما بين 60 قرشا إلى 1.2 دينار لأعلى نخب، فيما تزيد كلفة الإنتاج عن 1.5 دينار ما يضطر المزارع لتغطية الفرق من جيبه الخاص، موضحا أن بيع صندوق الخيار بأقل من دينارين يحمل المزارع خسارة أكيدة.
ويرى المزارع حسين احمد، أن كلف قطاف المحصول ونقله وثمن الصندوق الفارغ واجور الكمسيون والبلدية وهي الكلف التسويقية تفوق أسعار البيع ومعظم فواتير البيع تكون خاسرة، مبينا ان المزارع يضطر لتحمل بعض هذه الكلف لتغطية فرق السعر بهدف المحافظة على المحصول حتى نهاية الموسم.
ويحذر أحمد من نفاد صبر المزارع الذي لن يستطيع الاستمرار على هذا الحال ما سيضطره إلى المجازفة بانهاء موسمه للحد من الخسائر التي يتحملها يوميا ، لافتا إلى أن بقاء الأمور على ما هي عليه سيشكل كارثة حقيقية لمزارعي وادي الأردن بشكل خاص والقطاع الزراعي بشكل عام.
ويبين رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، ان الخسائر التي يمنى بها القطاع الزراعي حاليا الحقت ضررا بالغا بصغار المزارعين، الذين لم يعد باستطاعتهم الاستمرار في رعاية محاصيلهم لوقت طويل، مشيرا إلى ان هذا الأمر سيؤدي إلى نهاية الموسم الحالي بشكل مبكر وسيؤدي إلى تراجع المساحات الزراعية المستغلة للزراعة بنسب كبيرة.
ويقول “إن المزارع استبشر خيرا بفتح المعبر الحدودي بين الأردن وسورية، الا انه لم يتم تصدير أي انتاج خضري إلى السوق السورية إلى الآن،” مشددا على تكاتف جهود القطاعين العام والخاص لإيجاد حلول عاجلة لانقاذ القطاع خاصة فيما يتعلق بتيسير عملية التبادل التجاري مع دول الجوار.
ورغم ان الكميات الواردة إلى سوق العارضة ما زالت دون المعدل السنوي، الا ان اسعار البيع شهدت انخفاضا كبيرا وصل إلى 25 %، بحسب مدير سوق العارضة المركزي المهندس احمد الختالين، عازيا ذلك إلى انعدام حركة التصدير إلى الأسواق الخارجية كما في المواسم الماضية ما أدى إلى زيادة الكميات المعروضة عن حاجة السوق.
ويوضح الختالين، ان اوضاع السوق تراجعت بشكل كبير مقارنة ببداية الموسم مع توقف التجار عن التصدير إلى مناطق الـ48 بفلسطين المحتلة، وخاصة محصول الخيار الذي يمثل ما يزيد على 80 % من واردات السوق، مبينا أن هذا التوقف بحسب زعم التجار انفسهم يعود لاسباب وإجراءات إسرائيلية كعدم منح تصاريح استيراد الخضار لتجار عرب 48 وفرض رسوم على المنتوجات الأردنية.
ويأمل الختالين أن يبدأ التجار بالتصدير إلى أسواق سورية ولبنان ودول أوروبا وهو امر مرهون بالعوامل الجوية لان انخفاض درجات الحرارة في تلك البلدان سينهي ما لديهم من انتاج خضري ما يدفعهم إلى تعويضه من خلال المنتج الأردني.