مرايا – استحوذت قضايا حماية الصحفيين من المخاطر في مناطق النزاعات والمناطق المستقرة وتأهيلهم لمواجهة الصعوبات في هذه المناطق والاستقلال المالي للصحف وصحافة البيانات ومواقع التواصل الاجتماعي، على محاور جلسات المنتدى العالمي الأول للصحافة الذي عقد في العاصمة التونسية تونس.
وتناول المتحدثون، في المؤتمر الذي اختتم أمس وكان افتتح الخميس برعاية رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد، المخاطر التي تواجه الصحفيين، محذرين من لجوء بعض وسائل الإعلام لاستخدام الصحفيين من غير العاملين لديها في مناطق النزاع من أبناء المنطقة دون تأهيل، ما يؤدي إلى حوادث قتل واختطاف يتعرضون لها وعجزهم عن مواجهة هذه المخاطر.
ويقول رئيس الجمعيّة جيروم بوفييه إن الهدف هو “مناقشة ظروف إنتاج معلومة ذات جودة، وتداول مواضيع كيفية التثبت من المعلومة على الإنترنت وأساليب وتقنيات الحماية الشخصية بالإضافة إلى عمليات توظيف التكنولوجيا في معالجة المعلومة والحصول عليها مثل تقنية الطائرات دون طيار”.
وشكل المنتدى الذي شارك به 500 صحفي من 30 بلدا فرصة للقاء مهنيين من جنسيات وثقافات متعددة، لتبادل تجاربهم وتسليط الضوء على التحديات وعلى فرص النجاح في مؤسساتهم ومنظماتهم التي يعملون بها. وتناول المنتدى أحدث التقنيات بوسائل الإعلام والاتصال وتطوير وتزويد المضامين الإعلامية والصحفية مع التركيز على صحافة مفيدة للمواطن.
وسلط المشاركون الضوء على ثنائية كيف تكون الصحافة في خدمة المواطن ونقل وجهة نظره إلى السلطات في بلادهم، وكذا ضمن ورش عمل، استقلالية وسائل الاعلام العامة والتضليل الإعلامي والآليات الجديدة للصحافة وكيفية التثبت من المعلومات على الإنترنت.
وضم المنتدى ورشات تدريبية حول التحقق من المعلومة والصورة، لاسيما في ظل التدفق الهائل للمعلومات والصور في شبكات التواصل الاجتماعي فضلا عن تدريب صحفيي “الغد” والدعوات إلى صحافة تتبنى خطاب السلام والتعددية في مواجهة الحروب والكراهية.
المنتدى الذي جاء بتمويل وتنظيم من الاتحاد الأوروبي والمركز الإعلامي المفتوح والوكالة الفرنسية لتطوير وسائل الإعلام وعديد الجمعيات التونسية الخاصة بالإعلام، أوصى بإدراج التربية الإعلامية والتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي ضمن مناهج الدراسة في جميع الأطوار الدراسية. كما اتفق على تشكيل لجنة تضم صحفيين استقصائيين من ضفتي المتوسط لإجراء تحقيقات عابرة للحدود.
شعار المنتدى العالمي كان صحافة مفيدة للمواطنين، حيث ناقش الحاضرون مسألة إعادة الشراكة الثقافية والصحفية في حوض البحر الأبيض المتوسط، كما كان هناك نقاش حول العمل المشترك بين الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والصحفيين لتسليط الضوء حول الواقع والتحديات.
جلسة مناقشة الأخبار الكاذبة والمضللة شهدت حضور العديد من الصحفيين والمواطنين للحديث عن تجاربهم وكذا إبداء قلقهم من انتشار الأخبار المضللة في الآونة الأخيرة، فيما بحث المشاركون سبل مواجهتها في ظل الانتشار السريع لها خصوصا عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
تعامل الصحفيين والمسؤولين على السواء مع قضايا الهجرة وتنقل الأشخاص كانت من أبرز المواضيع التي تم مناقشتها، حيث تحدث مسؤولون من المركز الدولي لتطوير السياسات لشؤون الهجرة والمركز الإعلامي المفتوح المنبثق عن منظمة تمسون المهتمة بمواضيع الهجرة عن ضرورة تسليط الضوء على مواضيع الهجرة بشكل أوسع، متحدثين عن تخصيصهم لجوائز سنوية للصحفيين الباحثين في مواضيع الهجرة والمهاجرين.
وتم مناقشة قضية التهديدات والمضايقات التي يتعرض لها الصحفيون في جميع أنحاء العالم، خصوصا في البلدان التي تشهد بعض الصراعات والنزاعات كاليمن وفلسطين وسورية وليبيا وتم التطرق لقضية المصادر التي يعتمد عليها الصحفي في عمله وكيفية مواجهة مختلف التهديدات التي تصله بشكل مباشر أو غير مباشر.