– تطوير المناهج واعتماد الكتب المدرسية الجديدة يجري خلال 3 أعوام
– السنة الأولى من الخطة تشمل صفوف الأول والرابع والسابع والعاشر
-أعطينا الأولوية للمناهج العلمية بسبب تراجع تحصيل الطلبة بها
– التطوير يتم بأيدي أردنيين غيورين على الهوية العربية الإسلامية
– علاقة المركز بوزارة التربية والتعليم “تشاركية تكاملية”
– هدفنا وضع مناهج تحفز الطلبة على التفكير الإبداعي الناقد

مرايا – كشفت المديرة التنفيذية للمركز الوطني لتطوير المناهج الدكتورة ربا البطاينة؛ أن تطوير المناهج واعتماد الكتب المدرسية الجديدة سيجري خلال ثلاثة أعوام، وفق خطة، تغطي كتب الصفوف من الأول وحتى الثاني عشر، إذ ستطرح أول مجموعة منها في العام الدراسي المقبل 2019/ 2020.

وبينت البطاينة، في حوار مع “الغد”؛ أن السنة الأولى من الخطة، ستشمل صفوف الأول والرابع والسابع والعاشر، بينما تغطي السنة الثانية صفوف الثاني والخامس والثامن والحادي عشر، والسنة الثالثة صفوف الثالث والسادس والتاسع والثاني عشر.

وقالت: “إننا أعطينا الأولوية للمناهج العلمية، إذ أظهرت الامتحانات الدولية التي يشارك بها الأردن، تراجعاً في تحصيل الطلبة، وسيبدأ المركز قريبا بمراجعة مناهج الموضوعات الإنسانية وتطويرها”، منوهة إلى أن أعضاء اللجان التي تعمل على وضع المناهج وتطويرها، هم من أبناء الوطن، الغيورين على هويته العربية الإسلامية.

وأوضحت أن الهدف من تطوير المناهج؛ هو بلورة مناهج أردنية بحلة عصرية، تغرس في الطلبة الانتماء الواعي للوطن، وتمكنهم من التفكير الإبداعي الناقد، وتكسبهم مهارات متنوعة، تساعدهم في بناء أردن حديث قادر على التنافسية على مستوى المنطقة والعالم.

ولفتت البطاينة إلى أن علاقة المركز بوزارة التربية والتعليم، “تشاركية تكاملية”، بما يضمن تضافر الجهود واستمراريتها وتجنب الازدواجية والهدر في تحقيق أهداف التعليم بالأردن، لافتة الى ان المركز يعمل يدا بيد مع إدارة المناهج وإدارات الوزارة الأخرى، وغيرها من الوزارات والجهات الوطنية الحكومية وغير الحكومية، المعنية بالشأن التعليمي، ليتمكن من أداء مهامه.

وأكدت أن المركز يعمل للاستفادة من أعوام الخبرة التي تتمتع بها دور النشر العالمية، بخاصة في المناهج العلمية، إذ ستجري مواءمتها للبيئة وللطالب الأردنيين، أما في المباحث الإنسانية، فستشكل فرق وطنية متخصصة لوضع أطر ومعايير ومؤشرات أداء للمباحث الدراسية الأخرى، بالتنسيق مع الوزارة ومؤسسة الملكة رانيا للتعليم والمؤسسات الوطنية المعنية الأخرى، ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات المختلفة، لتمكين المركز من أداء مهامه على أفضل وجه.

وفيما يلي تفاصيل الحوار..

* في نيسان (إبريل) العام الماضي، أعلن عن إنشاء المركز لوطني لتطوير المناهج، ما هي أبرز ملامح هذا المركز؟

– أنشئ المركز لتبني مناهج جديدة، تنقل الطلبة من مرحلة اقرأ واستخرج الفكرة الرئيسة إلى مرحلة التعلم من أجل الفهم والاستنتاج والتحليل والاستدلال، ومحاكاة الواقع، والاستفادة من التقدم السريع في جميع المجالات. ويجب ألا ننسى أن العلم لم يعد مقتصرا على ما هو موجود في الكتاب المدرسي، بل أصبح في متناول اليد عبر الفضاء الالكتروني، ما استوجب تغيير المنهاج ليواكب هذه النقلة النوعية، ويرسم نهجا يسير عليه المعلم والطالب كشركاء في اكتساب المعرفة، بعيدا عن الحشو وتكديس المعلومات.

وجاء قرار انشاء المركز؛ استجابة لأحد أبرز توصيات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، بعد أن عكست نتائج الامتحانات الدولية والوطنية، ضعف مخرجات التعليم وتدني مستوى الطلبة، سيما وأن المناهج هي أحد المسببات الأساسية لهذا الضعف. لذلك، كان من الضروري أن يوضع المنهاج ضمن مواصفات ومعايير، تركز على نوعية التعليم وفعاليته لا كميته، لتعزز لدى الطلبة فرص تنمية مهارات التفكير الناقد والإبداعي، وحل المشكلات ضمن مشروع وطني تشاركي، يقوده المركز ووزارة التربية والتعليم، بالاستعانة ببيوت الخبرة من الجامعات ومراكز الأبحاث ودور النشر، وغيرها.

* لغاية الآن؛ هناك ضبابية حول دور المركز، وبعضهم يجد أن موضوع المناهج، بدل أن يكون في مديرية تتبع للوزارة، انتقل إلى مركز مستقل، يمارس ما كانت تقوم به المديرية. ما رأيكم بذلك؟

– أشكرك على هذه الصراحة. لن أقدم ما نص عليه النظام عن دور المركز، فما تزال إدارة المناهج والكتب المدرسية في الوزارة، تمارس دورها المعتاد، لكن دور المركز يتمحور حول بناء المنهاج لما له من أهمية، سيما وأن الكتاب المدرسي جزء من المنهاج وليس كله. لذلك، نعمل على ضمان اتساق المنهاج وتسلسله المنطقي، بما يتوافق مع الخصائص النمائية لكل مرحلة عمرية، كي لا يكون هناك حشو غير مبرر أو تكرار يشتت ذهن الطلبة ويعيق تعلمهم. وسنرسم الخطوط العريضة لكل ما له علاقة بالمنهاج من كتب مدرسية، وأدلة معلمين، ووسائل، وتقييم، وتدريب معلمين.

* مع تأسيس المركز؛ كانت هناك مخاوف من إلغاء إدارة المناهج بالوزارة أو تحييدها؟

– نحن جادون في العمل يدا بيد مع إدارة المناهج وإدارات الوزارة الأخرى وغيرها من الوزارات والجهات الوطنية الحكومية وغير الحكومية؛ المعنية بالشأن التعليمي، ليتمكن المركز من أداء مهامه على الوجه الأمثل؛ فالمركز لا يعمل في فراغ، بل ترفده خبرات أردنية من الوزارة والجامعات الأردنية الحكومية والخاصة، وغيرها من الجهات المعنية بالشأن التعليمي في المملكة.

* هل يمكن تبيان الفرق بين المنهاج والكتاب المدرسي؟

– يشير المنهاج إلى مجموعة معارف ومهارات وخبرات يتوقع أن يكتسبها الطلبة، داخل أسوار المدرسة أو خارجها، ويشمل أهداف ومعايير التعلّم، والمحتوى والوحدات والدروس المقدّمة، والوسائل والأنشطة، وأساليب التدريس، وأساليب التقييم وأدواته. بينما يشكل الكتاب المدرسي الوثيقة الإجرائية لمحتوى المنهج؛ وسبيله لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة، ويستعمل كأداة تدريس مطبوعة (أو الكترونية) ولمصدر مهم لدعم العملية التعليمية.

* ما هي أهداف ومهام المركز؟

– يعنى المركز بتطوير المناهج والكتب المدرسية لمراحل الطفولة المبكرة والتعليم الأساسي والثانوي. كما ينسق مع إدارة المناهج والكتب المدرسية بالوزارة، على مراجعة الأطر العامة والخاصة للمناهج وتطويرها، لجميع مراحل التعليم المدرسي، بما في ذلك النتاجات التعليمية والمعايير ومؤشرات الأداء للمباحث الدراسية. ونضع نصب أعيننا أن يلبي التطوير؛ الحاجات والطموحات الوطنية، ويتواءم مع أفضل الممارسات العالمية.

* لكن ماذا أنجز المركز لغاية الآن؟

– مرّ المركز خلال الشهور القليلة الماضية، بمرحلة تأسيسه بكل ما تنطوي عليه من تخطيط وتدقيق وتنظيم وتنسيق، ووضع معايير ضبط لأدائه، بما ينسجم مع الحداثة والمستجدات التربوية المتواترة، للوصول إلى نتائج نوعية، تليق به وبنبل رسالته. وفي أثناء ذلك؛ انجزنا الإطار العام للمناهج، والأطر العامة والخاصة ومعايير ومؤشرات أداء مباحث العلوم والرياضيات واللغة العربية، ومنهاج مرحلة الطفولة المبكرة (رياض أطفال 1 و2). ونؤكد في هذا المقام، أن من قام على انجاز هذه الأطر لجان وطنية، شارك فيها خبراء، ومختصون، وباحثون، وعاملون في الميدان التربوي، في القطاعين العام والخاص، وكان في مقدمة أولوياتها الالتزام بأفضل الأساليب الحديثة لتصميم المنهاج، وبما يلبي احتياجات المملكة في ضوء الثوابت الدينية والوطنية، وفلسفة التربية وأهدافها، كما وردت في المادة (3) من قانون التربية والتعليم.

ومن إنجازت المركز، ايضا تشكيل لجنة عطاءات، خاصة لاستدراج عروض لتأليف كتب العلوم والرياضيات للصفوف من الروضة وحتى الثاني عشر. وقد مثل المركز بمجلسيه التنفيذي والأعلى، بصياغة خطاب التعبير عن الرغبة في المشاركة؛ بتأليف كتب هذه المباحث في إطار المرجعيات التربوية الأردنية، وإرساله لثلاثة عشر من أبرز دور النشر العالمية، تبع ذلك صياغة “طلب استدراج العروض”، وفق مواصفات وشروط دقيقة تضمن جودة الكتب ونوعيتها.

وبعد حصر دور النشر الراغبة بالمشاركة، أرسلنا طلب استدراج العروض لست من دور النشر هي: كامبردج، وماجرو هيل، وهاركورت، وبيرسون، وهاربر كولينز، وألفا. وقد تقدمت جميع الشركات، باستثناء كامبردج، بعروض لتأليف كتب العلوم والرياضيات، وزودت المركز بعينات من كتبها للحكم على جودتها وملاءمتها على يد لجنتين وطنيتين، شكلتا لهذه الغاية من الجامعات وإدارات الوزارة ومعلمي الميدان. وقد انهت اللجنتان المكلفتان النظر في العروض الفنية المقدمة من دور النشر، لتأليف كتب العلوم والرياضيات، وأهلت ثلاثا من دور النشر المتقدمة، إذ نظرت لجنة العطاءات الخاصة لتأليف كتب العلوم والرياضيات في التقارير الفنية للجنتين، وكلفتهما بالنظر في العروض المالية، وتقديم توصيتيهما بهذا الخصوص، تمهيدا لإحالة العطاء حسب الأصول.

ولا ننسى ان المركز بنى أيضا أداة لتقييم العروض، عرضت على خبراء ومختصين للحكم على مدى صلاحيتها وتعديلها وفق الأصول قبل إخراجها بصورتها النهائية، وتوزيعها على أعضاء اللجنتين الفنيتين وتدريبهم على توظيفها، لضمان استخدامها على النحو الأمثل.

* ما هي المواد التي يجري تطويرها؟

– أعطينا الأولوية للمناهج العلمية، بحيث أظهرت الامتحانات الدولية التي يشارك بها الأردن تراجعاً في تحصيل طلبتنا. وسيبدأ المركز قريبا بمراجعة مناهج الموضوعات الإنسانية وتطويرها.

وكما أسلفت؛ نعمل حاليا على تأمين كتب مدرسية مطورة في العلوم والرياضيات، بحيث نتمكن من تجريبها في مدارس عدة، للحصول على التغذية الراجعة من الميدان قبل الطباعة النهائية والتوزيع على نطاق واسع، في المرحلة الأولى للمشروع لصفوف الأول والرابع والسابع والعاشر. وتجدر الإشارة هنا؛ إلى أن المركز لن يتدخل بطباعة الكتب، بل بتوفير النسخ الرئيسة منها وتطوير محتواها فقط.

* ما هو الجدول الزمني لطرح المناهج والكتب الجديدة؟

– سيتم تطوير المناهج واعتماد الكتب المدرسية الجديدة خلال ثلاثة أعوام، وفق خطة محكمة لتغطية الصفوف من الأول حتى الثاني عشر، بحيث تشمل السنة الأولى من الخطة صفوف الأول والرابع والسابع والعاشر، بينما تغطي السنة الثانية صفوف الثاني والخامس والثامن والحادي عشر، والسنة الثالثة صفوف الثالث والسادس والتاسع والثاني عشر.

وستطرح أول مجموعة من هذه الكتب في العام الدراسي المقبل 2019/2020، بحيث نراعي المرحلة العمرية والنمائية للطلبة، وبما يتيح لهم ولمعلميهم فرصة التكيف التدريجي مع التطوير، لضمان الانتقال السلس من الكتب القديمة إلى الجديدة، وتجنب عرقلة العملية التعليمية.

* ما هي أفضل الممارسات العالمية في مجال تطوير الكتب المدرسية؟

– تشير أفضل الممارسات العالمية؛ إلى أن تطوير المناهج مسعى وطني تشترك به أطراف عدة منها الوزارة، والجامعات، والخبراء، ومراكز البحوث، ودور النشر المتخصصة، وغيرها. وقد سبقتنا العديد من الدول، كسنغافورة وبلجيكا وفنلندا وألمانيا وكندا وانجلترا وكوريا الجنوبية ولبنان والإمارات، لتطوير مناهجها والتعاون مع مؤسسات، ودور نشر متخصصة لتطوير كتب مدرسية ذات جودة عالية.

* من سيقر المناهج والكتب المدرسية؟

– بموجب قانون التربية والتعليم رقم 3 لسنة 1994، يقوم مجلس التربية والتعليم، باتخاذ القرارات بما يخص المناهج والكتب المدرسية، ولا يجوز تدريس أي كتاب أو تطبيق أي منهاج في أي مؤسسة تعليمية أردنية إلا بموافقة المجلس.

* كيف سيتم تجريب وفحص الكتب المدرسية في الميدان؟

– هذه المهمة من مسؤولية الوزارة، اذ ستجمع الملحوظات الواردة من المعنيين في الميدان (من طلبة، وأولياء أمور، ومعلمين، وخبراء تربويين، وغيرهم)، ومشاركتها مع المركز لتوظيفها في عمليات التطوير اللاحقة.

* ما هو الدور الذي سيقوم به المركز بعد الانتهاء من تطوير الكتب المدرسية؟

– لا شك بأن تطوير المناهج؛ عملية دورية مستمرة لمواكبة المستجدات والتطورات المتسارعة في العلوم المختلفة، والأساليب الحديثة بتصميم المناهج وتدريسها، بما يتناسب مع احتياجاتنا وواقعنا التربوي الأردني. لذلك فإن من مهام المركز إجراء مراجعة دورية للمناهج، بما يشمل الكتب المدرسية، والمواد التعليمية، وأدلة المعلمين.

* هل صحيح أن المركز سيترجم مناهج جاهزة؟

– هذا ما يشاع حاليا برغم عدم دقته، لأننا نعمل في المركز للاستفادة من سنوات الخبرة التي تتمتع بها دور النشر العالمية، بخاصة في المناهج العلمية التي ستتم مواءمتها للبيئة وللطالب الأردنيين، أما في المباحث الإنسانية (كالدراسات الاجتماعية، والتربية الإسلامية، وغيرها)، سنشكل فرقا وطنية متخصصة لوضع وتطوير أطر ومعايير ومؤشرات أداء للمباحث الدراسية الأخرىـ بالتنسيق مع الوزارة ومؤسسة الملكة رانيا للتعليم والمؤسسات الوطنية المعنية الأخرى، ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات المختلفة، لتمكين المركز من أداء مهامه على أفضل وجه.

* ما هي أولويات عمل المركز في المرحلة المقبلة، ومتى سيبدأ بتطوير المناهج الإنسانية؟

– خصصنا المرحلة الأولى لتطوير المناهج العلمية، لأننا ما نزال في مرحلة التأسيس، بحيث نحتاج لبناء معايير وقياس فعاليتها وبناء أطر عامة للمناهج، بما يساعدنا على الاختيار مما هو متاح ومجرب على المستويين العربي والدولي، لهذا استدرجنا عروضا لتأليف كتب العلوم والرياضيات التي تركز على البناء المفاهيمي ومواكبة الحداثة في العلم. أما مناهج المباحث الإنسانية، فستكون أولويتنا التالية، كونها تتطلب خبرات وطنية وانتقاء نوعيا للطرح والعرض، بعيدا عن الازدواجية والسرد في ضوء الأساليب الحديثة لبناء المناهج.

ونضع على سلم أولويات المركز تطوير مناهج العلوم والرياضيات (من صفوف الروضة حتى الثاني عشر)، استجابة لأولويات تمكين الطلبة من منافسة أقرانهم، وإحراز مراكز متقدمة في الاختبارات الدولية الرئيسة (كاختبار التوجهات الدولية في دراسة العلوم والرياضيات TIMSS)) والبرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA) وغيرها). وبعد ذلك، ستطور مناهج الطفولة المبكرة، استجابة لأولويات تطور الشخصية والتفكير لدى الأطفال من هذه الفئة العمرية وما بعدها (التعليم الأساسي والثانوي)، والنأي عن التركيز على مجرد التذكر والحفظ، بدلا عن مهارات التفكير الناقد والفهم التفاعلي والتحليل، وحل المشكلات في الكتب المدرسية. كما سيطور المركز مناهج اللغة العربية، استجابة لأولويات تمكين الطلبة من إتقانها، تمهيدا لإتقان لغات عالمية أخرى. كذلك سنطور المركز مناهج التعليم المهني، وتحفيز الطلبة للالتحاق به، استجابة لأولويات مأسسة التعليم المهني، وتغيير نظرة المجتمع له. كذلك، سيطور المركز معايير التفكير الحاسوبي، استجابة لأولويات تمكين الطلبة الأردنيين من ممارسة التفكير، وتذويت مهاراته المختلفة، عبر الاستثمار الأمثل لتكنولوجيا التعليم.

* كيف سيضمن المركز أن تلتزم المناهج والكتب المدرسية بفلسفة التعليم الأردنية؟

– حسب المادة (4) من نظام المركز الوطني لتطوير المناهج، يلتزم المركز بتبني أفضل الأساليب الحديثة في تصميم المناهج، وبما يتماشى مع احتياجات المملكة، والثوابت الدينية والوطنية، ومسيرة التعليم الأمثل، وفلسفة التربية وأهدافها الواردة في المادة (3) من قانون التربية والتعليم.

* للمركز دور رئيس برسم سياسات وأطر عامة للمناهج، فما هي الآلية التي يعتمدها في تطوير المناهج والكتب المدرسية؟

– كما هو معرف للمركز مجلسان: المجلس الأعلى؛ ويتكون من نخبة شخصيات اعتبارية من ذوي الخبرة والاختصاص، ويقر خططا واستراتيجيات وسياسات عامة وميزانية ونتاجات عامة للمناهج المطورة والتقييم والتقويم، وإحالة المناهج المطورة لمجلس التربية والتعليم لإقرارها. والمجلس التنفيذي؛ ويتكون من أشخاص ذوي خبرة واختصاص تربويين، إذ ينفذ المهام والسياسات المقررة من المجلس الأعلى، وما يتطلبه سير العمل في المركز من أعمال، بما في ذلك تنفيذ السياسات الداخلية وإعداد الخطط والبرامج؛ وتحديد أهداف المركز وفق ما يقرره المجلس الأعلى.

* يجري تداول أقوال بأن التعيينات في المركز تجري وفي نطاق المحسوبية والعلاقات الشخصية، وأن هناك ضغوطات من جهات عليا لتعيين معارفهم وأقربائهم وأبنائهم؟

– لا يخفى على أحد أن المركز، كأي مؤسسة حكومية أخرى، يواجه ضغوطات من كبار المسؤولين لتعيين اشخاص محسوبين عليهم، لكن تعيين كادره، يتم بموجب أحكام نظام الخدمة المدنية رقم (82) لسنة 2013 وتعديلاته. ويقتصر كادره حاليا على مديره التنفيذي، وسكرتيرة تنفيذية (منتدبة من جامعة اليرموك)، ومدير مالي وإداري (منتدب من الوزارة)، ومحاسب (منتدب من الوزارة)، وخدمات مساندة (سائق، عامل مكتب). وللقيام بالمهمات المنوطة به، يشكل المركز لجانا، تُحدد مهامها وزمن إنجازها، على مبدأ شراء الخدمات، ويستبعد منها من لا ينجز عمله بشكل نوعي، يليق برسالة المركز وعظم مسؤوليته.

ويجدر التنويه هنا إلى أن المركز، وفق أحكام نظامه، جهة حكومية تخضع لتشكيلات الدوائر الحكومية الواردة في المادة (120) من الدستور، ويخضع لرقابة ديوان المحاسبة؛ استناداً لأحكام المادة (4) من قانون الديوان وتعديلاته رقم 28 لسنة 1952، كما أن مخصصات المركز ترصد ضمن الموازنة العامة للدولة استناداً لأحكام المادة (9/أ) من مسودة النظام المذكور مما يجعله مشمولاً بأحكام المادة (3/أ،ج) من ذات القانون. وتتكون الموارد المالية للمركز من المخصصات المرصودة للمركز ضمن الموازنة العامة للدولة، وأي موارد مالية أخرى (بموافقة مجلس الوزراء)، وعائدات الدورات التدريبية، وبدل الخدمات التي يقدمها.

* يجري تداول إشاعات مفادها بأن المركز بصدد تغيير المفاهيم الدينية واستبعادها كليا أو جزئيا من المناهج؟

– هذا كلام عار عن الصحة؛ فأعضاء اللجان التي تعمل على وضع المناهج وتطويرها، من أبناء الوطن الغيورين على هويته العربية الإسلامية. وما نسعى إليه، مناهج أردنية بحلة عصرية تغرس في طلبتنا الانتماء الواعي لثرى هذا الوطن، وتمكنهم في الوقت نفسه من التفكير الإبداعي الناقد، وتكسبهم مهارات عدة، تمكنهم من بناء الأردن الحديث القادر على التنافسية على مستوى المنطقة والعالم.

* ما هو دور الوزارة في عمل المركز؟

– تقوم الوزارة، من خلال مجلس التربية والتعليم، بمراجعة جميع أطر المناهج والكتب المدرسية التي طورت أو المزمع تطويرها في المركز، ولا يعتمد أي منها إلا بقرار من المجلس. وكما أسلفت، ستبقى الوزارة مسؤولة عن طباعة الكتب المدرسية، وجمع الملاحظات والتغذية الراجعة التي ترد من الميدان على الكتب المدرسية ومشاركتها مع المركز. كما يقع على عاتق الوزارة ايضا تجريب الكتب قبل اعتمادها؛ للحصول على التغذية الراجعة من المعلمين والطلبة واولياء الامور.

ويجب أن يعلم الجميع بأن علاقة المركز مع الوزارة؛ تشاركية تكاملية، بشكل يضمن تضافر الجهود واستمراريتها، وتجنب الازدواجية والهدر في تحقيق أهداف التعليم في الأردن. الغد