مرايا – دعا الكاتب الإسرائيلي، ران أدليست، في صحيفة معاريف القيادة الإسرائيلية إلى ما وصفها “إجراء محاسبة مع الذات، بسبب خذلانها لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وأخطأت بحقه وغدرت به كثيرا، وأصابها العمى في قراءة المشهد الفلسطيني”.

وأضاف في مقال أن “عباس يعمل بصورة صارمة ضد العمليات المسلحة، وأجهزته الأمنية منعت في الآونة الأخيرة هجمات كبيرة ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية، ورغم ذلك فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يدير مفاوضاته مع حماس، هذه خطيئة، تستوجب التكفير عنها”.

وأشار الكاتب ذو الميول اليسارية، إلى أن “القضية الفلسطينية باتت بنظر كل من يقرأ الأحداث بجدية ورصانة، القضية الأكثر أهمية أمام إسرائيل أكثر من إيران، التي تحولت فجأة لتصبح تهديدا استراتيجيا، رغم أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى الدعم الإيراني لتنفيذ عمليات وهجمات ضد الإسرائيليين”.

وأوضح أن “إسرائيل تُعتبر المشجع والمحرض الأول للفلسطينيين على سلوك الطريق الدامي ضدها، من خلال منظومة الاحتلال التي تديرها ضدهم، وذلك يستوجب ويتطلب إجراء محاسبة مع الذات، وطرح أسئلة حساسة وجدية على أنفسنا: إلى أي أحد أخطأنا مع الفلسطينيين، وكيف يمكن اتهامنا، ولماذا غدرنا بشركائنا الحقيقيين في الساحة الفلسطينية؟”.

وأكد أدليست أن “ما يردده بعض الصحفيين الإسرائيليين عن تراجع عباس في صحته، وأنه يقترب من نهايته، ولم يعد يتذكر من حوله، ليس دقيقا، وبضاعة لا يشتريها أحد، لأن عباس ما زال يبدو يمسك بزمام المبادرة، ولا يبدو أن أخذها منه سهل لذلك الحد الذي يتصوره بعض الإسرائيليين”.

واستدرك بالقول: “صحيح أن بعض الأوساط الطبية تتحدث عن صعوبة الوضع الصحي لعباس، لكن مسألة تراجع ذاكرته أمر يدعو للضحك والسخرية، ولعل آخر ما طرحه أمام إسرائيل ما اشترطه على موافقته على الكونفدرالية مع الأردن أن يعلن نتنياهو موافقته على الانضمام إليها، لتصبح كونفدرالية ثلاثية: فلسطينية أردنية إسرائيلية”. عربي21