الأردن والسلطة الفلسطينية وحدهما في مضمار مواجهة “صراع البقاء”

مرايا – تشنّ الإدارة الأمريكية الحالية حربا واسعة النطاق خلف الستارة والكواليس لإنتاج واقع موضوعي يلغي تماما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ويخرجها من الخدمة، ورغم اننا كتبا في هذا الملف من قبل ، الا ان الحملة الدبلوماسية التي يقودها الاردن في سبيل الابقاء على رمزية منظمة الاونروا كرمز لحق العودة وحق اللاجئيين يدفعني من جديد الى الكتابة في هذا الملف اذ كانت إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب وقفت مع الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وتخلت عن السياسة الأميركية المتبعة منذ عقود في تقديم حصة دعم الى المنظمة ، ولكن ادارة ترامب و قرار وزارة الخارجية الأسبوع الماضي الاميركية، بقطع 200 مليون دولار من المساعدات للفلسطينيين، كجزء من تخفيض واسع للدعم الخارجي، وتصعيد حملتها ضدّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي تقدم الدعم للاجئين في الضفة الغربية وغزة ولبنان والأردن وسوريا، جعل من هذا الملف محل انتقاد ايضا في الداخل الامريكي وعبر الصحف الامريكية .
الأردن كثف من اتصالاته وتحركاته وجهوده لسد العجز المالي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والذي يهدد قدرتها على الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ بمناطق عمل الوكالة الخمسة.
‏ اذ أجرى وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اتصالات هاتفيا مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو ومع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزيرة خارجية السويد مارغو فالستروم والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغاريني والمفوض العام للوكالة بيير كرينبول، كما بحث جهود دعم الوكالة مع وزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط وأمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات،يأتي ذلك في سياق تعاون الأردن مع عدد من الدول والهيئات المعنية لتنظيم مؤتمر خلال انعقاد الجمعية العامة لبحث سبل تجاوز الأزمة.
وحذر الصفدي من أن “عدم توفير الدعم اللازم للوكالة سيمثل انتهاكا لحق اكثر من نصف مليون طفل فلسطيني في التعليم وملايين غيرهم في العيش الكريم”. وقال إن “حماية الأنروا هو حماية لحق اللاجئين في التعليم والخدمات الصحية والإغاثية وفي العودة والتعويض وفق قرارات الشرعية الدولية”.
امس الاول الثلاثاء شككت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في إحصاءات الأمم المتحدة لعدد اللاجئين الفلسطينيين، وقالت هايلي في كلمة لها أمام ندوة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن إن الولايات المتحدة ستمول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في حال عدلت الوكالة إحصاءاتها لعدد اللاجئين الفلسطينيين حتى تتناسب مع “التقديرات الدقيقة”.
وأضافت أنه “في هذه الحالة نحن سنعيد إلى الشراكة معهم”،وتقول الأونروا إنها تقدم الدعم لحوالي 5 ملايين لاجئ فلسطيني.
وقدَّرت أجهزة أمنية إسرائيلية أن تقليص الإدارة الأمريكية مساعداتها لوكالة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بشكل أحادي الجانب، سيؤدي إلى حدوث فراغ قد تستغله حركة حماس لصالحها.
ووفقًا لصحيفة “معاريف” العبرية، اتفق رئيس هيئة الأركان السياسية الأمنية السابق، اللواء احتياط عاموس جلعاد، مع هذه التقديرات، اليوم الثلاثاء، قائلًا:”إن الأونروا هي منظمة حقيرة، ووجودها يؤكد على حق العودة للفلسطينيين، وهي تدير دعاية معادية لإسرائيل”.
وأضاف أنه “من جهة أخرى، عندما حدثت أزمة في غزة، فإن الوحيدين الذين كان من الممكن الحديث معهم، هم مسؤولو الأونروا، فهم الذين أقاموا العيادات الصحية، والبنى التحتية، وارتباط العائلات في غزة وثيق جدًا مع الأونروا، أما البنى التحتية الأخرى فهي ملك لحماس، العدو الذي من الصعب الحديث معه”.
وأوضح جلعاد:”من حيث المبدأ، كل ما يقال على الأونروا صحيح، ولكن من حيث المبدأ الفعلي، فإن تقليص الولايات المتحدة 200 مليون دولار من ميزانية الأونروا، سيؤدي إلى فصل معلمين، وإغلاق العديد من العيادات الصحية، والمدارس، ونتيجة لذلك، سيتجول أكثر الناس في الشوارع، ما يمس بأمن إسرائيل”.
وأضاف اللواء جلعاد:”إذا كنا نريد حلَّ منظمة ما، يجب إيجاد البديل، ولذلك من الممكن إقامة منظمة منافسة تحل مكان الأونروا، بدلًا من رمي آلاف الأشخاص في الشوارع، فلا فائدة من هدم القائم والمساس بأمن إسرائيل، ولا بد من إعداد برامج إستراتيجية”.
على صعيد متصل، قال الكاتب الصحفي تسفي برئيل، إن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعقّد المشكلة مع الفلسطينيين ولن يحلها، حيث استندت النية بتجميد مبلغ 200 مليون دولار من أصل 250 مليون دولار التي تمنحها الولايات المتحدة للأونروا، إلى الإستراتيجية نفسها، التي تقول إن ما لا يمكن حله من خلال المفاوضات يمكن حله من خلال قرارات أحادية الجانب، الكسر من أجل التغيير”.
وأضاف برئيل أن هذه الإستراتيجية “البلطجية” لا تتسق مع إعلان ترامب الذي يقول إن “الفلسطينيين سيحصلون على شيء ما جيد مقابل نقل السفارة الأمريكية للقدس، وهو يناقض حلمه بخصوص (صفقة القرن)، التي سيُضطر الطرفان فيها لدفع ثمن باهظ من أجل التوصل إلى السلام”.
وبحسب أقوال برئيل، “هناك أمر واحد واضح في هذه الصفقة الآخذة في النزول عن جدول الأعمال، وهو الثمن الذي سيدفعه الفلسطينيون، والذي دفعوه حتى الآن.
وبحسب نظرية ترامب، بقي عليه الآن فقط أن يُملي حدود دولة إسرائيل وفقًا لخريطة الاستيطان، وأن يحدد من واشنطن مكانة الأماكن المقدسة، وبذلك يستطيع عرض اتفاق السلام التاريخي الذي سيتم التوقيع عليه بوجود الطرفين، رئيس الولايات المتحدة ورئيس حكومة إسرائيل”.
وذكر الكاتب في صحيفة “إسرائيل اليوم”، ماتي توكفيلد،أن “المواقف الصادرة عن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يتعارض مع المستوى السياسي في تل أبيب، الذي يبارك توجهات واشنطن، لإلغاء حق العودة، وتجميد مساعدات بمئات الملايين من الدولارات للأونروا، بما ينسجم مع السياسة الإسرائيلية المعلنة لإغلاق هذه المنظمة، مرة واحدة وإلى الأبد، بعكس ما ذكره أولئك الجنرالات في تلك النقاشات الداخلية”.
ونقل الكاتب عن أحد الجنرالات الإسرائيليين الذي أخفى هويته، اعتباره أن “القرارات الأمريكية ذات العلاقة بالأونروا من شأنها إشعال المنطقة أكثر، وهي التي تجد نفسها على حافة المواجهة، ما جعل الأوساط السياسية في تل أبيب تعتبر موقف المؤسسة العسكرية مقلقا جدا، ومن شأنه أن يشكل إسنادا للموقف العربي الرافض للتوجهات الأمريكية”.
من جهته، رحب وزير شؤون القدس زئيف ألكين بقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي ادعى أنها “محقة”، زاعما أن “الحل النهائي للفلسطينيين المقيمين في الدول العربية يجب أن يكون في الدول ذاتها التي تستقبلهم”.
وزعم أن “الأونروا عملت على تأبيد الصراع، واعتبرت منصة لمهاجمة إسرائيل، ولذلك كان يجب طي صفحتها منذ زمن بعيد”، على حد وصفه.
وفي السياق ذاته، قال السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة،رون فروشاور، في مقال في صحيفة “إسرائيل اليوم”، إن “جنرالات الجيش الإسرائيلي يجب أن يفهموا أن الأونروا بحد ذاتها هي المشكلة، وليست الحل، بعد انتقاداتهم لسياسة ترمب اتجاه المنظمة الدولية، وتوجهه بإغلاق ملف اللاجئين الفلسطينيين”.
وزعم في المقال الذي ترجمته أن “الأونروا ذاتها تعمل على تخليد المشكلة القائمة، وتخشى على نفسها من حرمان الحق في وجودها على الأرض، ولكن لحسن حظها فإن في إسرائيل ذاتها من يدافع عنها انطلاقا من قصر في الرؤية، ورغم أن هناك العديد من الأوساط الإسرائيلية تنادي بإيجاد حل لمشكلة اللاجئين المستمرة منذ سبعين عاما، لكنهم في كل مرة يقولون إنه ليس الوقت المناسب للمباشرة في إيجاد الحل”.
وقال فروشاور، وهو رئيس معهد “أبا إيبان” للدبلوماسية الدولية في معهد “هرتسيليا” مهاجما “أونروا”: “نرى أن الأونروا تبذل كل ما لديها من جهود لإبقاء قضية اللاجئين قائمة ومستمرة، بدلا من المساهمة في حلها، وتسعى لتحويل مؤسساتها لمنابر ومنصات للتحريض على إسرائيل، بدلا من العمل على ترويج مفاهيم التعايش، وتعزز تعاونها المشترك مع المنظمات المسلحة بدلا من محاربتها”.
وختم بالقول: “إنني خلال السنوات الماضية بذلت جهودا كبيرة لإغلاق الأونروا، وأنا سعيد اليوم لأنني أرى أن واشنطن باتت تدرك غايات ما دأبت على المناداة به، وآمل أن تنتقل ذات القناعة لمقر وزارة الحرب في تل أبيب أيضا”.
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” في مقال للكاتب إيشان ثارور، يعلق فيه على تقارير ذكرت أن إدارة دونالد ترامب قد تقطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بالكامل في الأسبوع المقبل ،ورأت “واشنطن بوست” أن بصمة ترامب على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الاميركية لها، تعد بمثابة رفض لحق الفلسطينيين في القدس الشرقية ودولتهم بشكل عام”، مشددة على أن الادارة الاميركية تحاول الضغط على الفلسطينيين أكثر، فبحسب تحقيق نشرته مجلة “فورين بوليسي” بداية هذا الشهر، وكشف عن مراسلات لصهر ومستشار الرئيس المكلف بملف التسوية، الذي عبر بوضوح عن رفضه لـ”الأونروا”، وضرورة تفكيكها، خاصة أن إسرائيل ترفضها، وكتب جارد كوشنر “من المهم القيام بجهود صادقة لوقف الأونروا”، وزعم في رسالة إلكترونية كتبها في 11 كانون الثاني هذا العام أن بقاء “الأونروا” هو بمثابة تأبيد الوضع القائم، وهي “فاسدة وغير فاعلة ولا تساعد على السلام”.
ويبين الكاتب أن “هذا الموقف يحظى بدعم من الصقور المتشددين في أميركا المؤيدين لإسرائيل، وكذلك داعمي نتنياهو، الذين ينظرون لمؤسسات كالأونروا والسلطة الوطنية على أنها بقرة لحلب المال، وهم ساخطون على الأونروا، التي تمنح حق اللجوء لأبناء اللاجئين الذين طردوا من أراضيهم التي أقيمت عليها إسرائيل، فيما يحاول كوشنر والمسؤولون في إدارة ترامب تجريد الفلسطينيين من حق اللجوء، وتحديده بعدد قليل بصفة ذلك وسيلة لحرمان الأونروا من التفويض التي تتمتع به في المنطقة.
ويورد كاتب المقال في “واشنطن بوست” ايشان ثارور نقلا عن عمود نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” يوم الاثنين، قوله: “يمثل اللاجئون الأمل الفلسطيني لمحو إسرائيل عن الوجود.. دعم الأونروا يغذي النزاع ولا يساعد على حلّه”، مشيرا إلى أن كوشنر كتب في رسالته الإلكترونية بداية العام: “هدفنا هو ألا نحافظ على الأمور كما هي.. أحياناً يجب أن تخاطر استراتيجياً وتكسر الأمور حتى تصل إلى ما تريد”.
ويستدرك الكاتب قائلا إن “تكسير الأمور سيضر بالفلسطينيين، خاصة أن الأونروا تقدم الدواء والخدمات التعليمية، ففي الضفة الغربية وحدها توفّر المدارس والمراكز المهنية لأكثر من 50 ألف تلميذ، ويصل العدد في غزة إلى مليون”.
وتنقل الصحيفة عن ديلان ويليامز من مجموعة اللوبي اليهودية الليبرالية “جي ستريت”، قوله إن “محاولة وقف عمل الأونروا التي يقوم بها جارد كوشنر -وضد نصيحة البنتاغون والخارجية والمجتمع الاستخباراتي- متهورة وخطيرة”، وأضاف ويليامز، الذي كان يعلق على قطع المساعدات عن الفلسطينيين، قائلا: “فاقمت هذه التخفيضات الأزمة الإنسانية في غزة، وأسهمت بعدم الاستقرار، الذي يقول الجنرالات الإسرائيليون إنه يهدد الأمن الإسرائيلي، وهذا آخر مثال عن اهتمام إدارة ترامب بالإجراءات العقابية ضد الفلسطينيين أكثر من البحث الجاد عن السلام”.
ويفيد ثارور بأن الجانب الفلسطيني يرى في إجراءات واشنطن ضد “الأونروا” هجوما وجوديا على العملية السلمية، لافتا إلى أن القادة الفلسطينيين رفضوا التحاور مع الإدارة الاميركية بعد قرار ترامب بشأن القدس، بالإضافة إلى أن آمال واشنطن بقدرة السعودية على دفع الفلسطينيين للعودة إلى التحاور تراجعت، فيما عبر القادة العرب في الوقت ذاته عن عدم ارتياحهم من تبني ترامب أجندة اليمين المتطرف في إسرائيل.
وتنقل الصحيفة عن المؤرخ للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني يورغين هينسنهوغين، قوله: “من الصعب عقد سلام مع عدوك، لكن من المستحيل صناعة السلام دونه.. لم تنجح مبادرات السلام من طرف واحد في الماضي ولن تنجح الآن”.
وينوه الكاتب إلى أن سفير الولايات المتحدة السابق دان شابيرو قال في تغريدة له، معلقا على قرار الإدارة الأخير، إن “القرار يمثل تحركاً رهيباً من فريق ترامب، الذي يفكر على ما يبدو أن الضغط على الفلسطينيين سيدفعهم إلى الطاولة، لن يأتوا”.
ويجد ثارور أنه على خلاف ذلك، فإن قرارات ترامب ستشجع على التطرف وانهيار السلطة وتهديد إسرائيل، كما قال المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر.
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن ليرنر كتب في صحيفة “هآرتس” أن صفقة القرن لن تصنع مع إسرائيل فقط، لافتا إلى أن دفع الفلسطينيين للإذعان سينفجر على باب إسرائيل.
تنديد ومواقف معارضة للموقف الامريكي
الموقف الأوروبي هو ميال للإبقاء على الوكالة ودفع المزيد من المال لمواجهة مخاوف إفلاسها وتوقف خدماتها، لكن دون مواجهة مباشرة مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، في إيحاء يشير إلى أن بعض الدول الأوروبية سيعزز واردات الوكالة المالية، لكنها هذه الدول ليست بصدد تعويض العجز المالي الناتج عن امتناع الأمريكيين فجأة عن توفير ودفع المخصصات التي التزموا بها لعدة عقود.
في صحيفة التايمز تقريراً لريتشارد سبنسر بعنوان “معظم الفلسطينيين لم يعودوا لاجئين، بحسب الولايات المتحدة”.
وقال كاتب التقرير إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخطط لتغيير أحادي الجانب يتعلق بتعريف اللاجئ الفلسطيني وخفض العدد الذي تعترف به بمعدل التسع في آخر محاولة لها “لتفكيك وإعادة ترتيب الشرق الأوسط”.
وأضاف أن ترامب وصهره جاريد كوشنر قررا أن “500 ألف فقط من أصل 5.5 مليون لاجئ فلسطيني يمكن تصنيفهم كلاجئين”.
وأردف أن هذا الاقتراح الذي سيعلن عنه الشهر المقبل سيكون جزءاً من استراتيجية جديدة تتضمن تخفيض الكميات الكبيرة من الأموال التي تدفعها الولايات المتحدة للسلطات الفلسطينية.
وتابع بالقول إنه ” في يناير/كانون الثاني، خفض ترامب المساعدات المخصصة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)”.

وقال سبنسر إن هذه الاستراتيجية من شأنها التخفيف من الضغوط المتمثلة بحق العودة للفلسطينيين الذي يعتبر من أبرز أسباب فشل مفاوضات السلام الإسرائيلية – الفلسطينية.
وقال كوشنر في رسائل إلكترونية مرسلة لزملائه إنه ” لا يمكن إبقاء الأشياء ساكنة في مكانها كما هي، ففي بعض الأحيان يجب المخاطرة والعمل على تفكيك الأشياء بطريقة استراتيجية”، بحسب ما ورد في التقرير.
وأشار كاتب التقرير إلى أن هناك أكثر من مليوني لاجئ مسجل في الضفة الغربية وغزة من أصل 4 ملايين لاجئ يعيشون هناك، كما يقيم ثلاثة ملايين ونصف من اللاجئين الفلسطينيين في البلاد المجاورة حيث تتولى (الأونروا ) مسؤولية تعليمهم ورعايتهم اجتماعياً.
ويرى السياسيون الإسرائيليون أن30 – 50 ألف من الفلسطينيين يمكن أن يصنفوا كلاجئين وهم الذين ولدوا في إسرائيل اليوم، لذا ليس من المعروف كيف توصل كوشنير ليحدد الرقم 500 الف، بحسب كاتب التقرير.
وختم سبنسر بالقول إنه بحسب الرسائل الإلكترونية المسربة لكوشنير فإنه يعتبر الأونروا من إحدى الأسباب التي تعرقل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية لأنها تعتبر الفلسطينيين لاجئين مؤقتين في الدول المجاورة التي لجأوا إليها وليسوا سكان دائمين فيها”.
في رام الله قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين إن نيكي هيلي سفيرة أمريكا في نيويورك واصلت الإدلاء بمواقفها وتصريحاتها الخارجة عن القانون الدولي والشرعية الدولية والمعادية للشعب الفلسطيني وحقوقه، كان آخرها هجومها على حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومحاولاتها تذويب قضيتهم وإزاحتها عن طاولة المفاوضات والنقاش، لصالح الاحتلال ومخططاته الإستعمارية التوسعية، متوهمة أن الإدارة الأمريكية إستطاعت (إزاحة) قضية القدس والإستيطان عن الطاولة، وأن الأجواء ملائمة (لشطب) قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة أيضا، في إمتداد للحرب التي تشنها إدارة الرئيس ترامب على “الأونروا” كرمز لهذه القضية التي تشكل جذر القضية الفلسطينية برمتها.
وأدانت الوزارة في بيان لها مواقف وتصريحات سفيرة ترامب لدى الأمم المتحدة، فإنها تؤكد أن قضايا الصراع الجوهرية بما تمثل من معاناة حقيقية لشعبنا أكبر بكثير وأعمق من أن تستطيع “هيلي” وغيرها من الفريق الأمريكي المتصهين شطبها أو القفز عنها مهما طال الزمن.
وأكدت الوزارة أن تلك التصريحات دليل جديد على إنقلاب الإدارة الامريكية الحالية على المنظومة الدولية ومرتكزاتها وعلى الشرعية الدولية وقراراتها، وتأكيد على أن السياسة الخارجية الأمريكية تقوم على الإملاءات والإبتزاز والترهيب.
وتساءلت” أيـن العالم من هذه التصريحات التي تُشكل مجزرة سياسية حقيقية بحق شعبنا وحقوقه؟”.الانباط