مرايا – فرحة كبيرة تغمر الفقير الذي يتسنى له الحصول على كيلو جرام واحد أو أكثر بقليل من اللحم، عبر إحدى المؤسسات الخيرية أو من جيرانه او أقاربه المقتدرين، ممن يتقربون إلى ربهم في عيد الأضحى المبارك بالأضاحي، في طقس ديني يمتاز به هذا العيد “الكبير” كل عام.
عاماون في مؤسسات وجمعيات خيرية لا يترددون في التأكيد على أن كثيرا من العائلات باتت، ومنذ سنوات مع ارتفاع مؤشرات الفقر والبطالة وتردي الأحوال المعيشية، غير قادرين على تناول اللحوم إلا في الحدود الدنيا، وفي المناسبات، وعلى رأسها مناسبة عيد الأضحى المبارك، عبر ما يوزعه من لحوم الأضاحي محسنون ومؤسسات خيرية.
ربة المنزل ام جهاد تشكو ضيق ذات اليد مع “غلاء كل شيء”، لتصل للقول “انا واولادي نشتهي اللحم طوال العام.. وهو غالي (مرتفع السعر) ما بنقدرله.. يللا نجيب الخبز والحمص.. كيلو اللحمة بسبعة دنانير، والكيلو ما بكفي العيلة”، وعائلة أم جهاد، الارملة، تضم سبعة ابناء بسن الدراسة.
لاتجد ام جهاد بديلاً عن اللحم خلال العام إلا العدس، ما يجعلها تعد حساء العدس على مدار الأسبوع، وفي بعض الأيام لا يتوفر ثمنه، بحسبها. وهي لا تخفي سعادتها بعيد الأضحى، وانها وعائلتها تنتظره على أحر من الجمر، وتزداد السعادة حينما تحصل على قطع من اللحم، تمكنها من طبخ طعام بلحمة لأبنائها.
ولا يختلف الحال كثيرا لدى عائلة “أبوأبراهيم ” الذي يشعر بألم كبير، جراء عدم قدرته على توفير مستلزمات عائلته الأساسية من الطعام وباقي الحاجيات، ويقول: “سعر كيلو اللحمة بالنسبة لي غال جداً، خاصة أنني فقدت عملي الاخير” وذلك بعد سقوطه من الطابق الثاني بعد ان كان يعمل عامل طوبار، الأمر الذي جعله قعيد الفراش وزوجته تعمل بتنظيف المنازل، الأمر الذي يجعل أطفاله ينتظرون لحمة الأضحية كل عام من الأهل والجيران ومن المؤسسات الخيرية.
ويضيف: “عيد الأضحى رحمة بالفقراء فإن لم يكن هنالك عيد أضحى فعائلتي لن تتمكن من تناول اللحمة خاصة أنني أعجز عن شرائها”.
الشاب عبد الله، وهو موظف بإحدى الجمعيات الخيرية، بين انه أصيب بحالة من الذهول حينما حمل أكياسا من اللحمة لإحدى العائلات الفقيرة العام الماضي، فكانت المفاجأة أن العائلة لم تذق اللحوم منذ عيد الأضحى الذي قبله، مبينا أنه يعلم أن هنالك الكثير من الفقراء بمختلف المناطق والمخيمات، لكنه لم يتصور أن هنالك من لا يتناول اللحم إلا في عيد الأضحى.
يشار إلى أن تكية أم علي الخيرية، التي تنظم سنويا حملة للأضاحي لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، قررت هذا العام، ولكثرة العائلات التي لا تتناول اللحم الا في عيد الاضحى، أطلاق حملتها تحت شعار: “أضحيتك عيدهم طول السنة”، بحيث يتم توزيع لحم الاضاحي على اسر مستحقة طوال العام، وذلك بهدف “تسليط الضوء على أثر أداء الأضحية مع تكية أم علي على الأسر المعتمدة والتي تستفيد من لحوم الأضاحي طوال العام وليس فقط في فترة عيد الأضحى” كما قالت الحملة بتصريح امس.
وتستهدف حملة “تكية ام علي” أكبر عدد من موكلي الأضاحي للمساهمة بتوفير لحوم الأضاحي لـ 30 الف أسرة منتفعة من التكية على مدار العام بمختلف محافظات المملكة، حيث تقوم بأداء الأضحية نيابة عن المضحين ذبحاً مطابقاً للشريعة الإسلامية وبإشراف مفتٍ من دائرة الإفتاء العام والذي يرافق بعثة تكية أم علي إلى أستراليا.
وتلتزم تكية أم علي بأداء الأضاحي خلال أيام عيد الأضحى في كل من أستراليا والأردن ليتم توزيعها على الأسر المعتمدة لديها، وتبلغ تكلفة الأضحية 100 دينار يتم أداؤها في أستراليا ويبلغ إجمالي أوزان هذه الخراف 45 كغم و18 كغم صافي. ويشمل ثمن الأضحية ذبحها وتقطيعها وتجميدها وتخزينها وشحنها للأردن وتوزيعها على الأسر المنتفعة من برامج تكية أم علي في كافة المحافظات شهريا وعلى مدار العام، كما تقوم تكية أم علي بإيصال كتف الأضحية إلى أهلنا في الضفة الغربية وغزة في فلسطين.
من ناحيته قال مدير عام “تكية أم علي” سامر بلقر: “نشكر متبرعينا والتزامهم معنا خلال الأعوام السابقة ضمن برنامج الأضاحي حيث تستمر تكية أم علي بتوفير خدمة توكيل الأضاحي للعام الرابع عشر على التوالي والذي يمكننا سنويا من توفير لحوم الأضاحي للأسر الأشد فقراً والمنتفعة”، وأضاف: “عدد كبير من أرباب هذه الأسر لا يستطيعون توفير اللحوم لأفراد أسرهم ونسعى من خلال حملة الأضاحي بتوفير حصص اللحوم لهم على مدار العام، كما ندعم هذا البرنامج من خلال الذبائح الشهرية التي تقوم تكية أم علي بتوفيرها من عقائق و ذبائح ونذور وغيرها”.الغد