مرايا – استبق مختصون حلول عيد الأضحى الشهر الحالي، بدعوة الحكومة لوقف استيراد اللحوم، وتأمين مسلتزمات القطاع الحيواني، الذي يواجه تحديات إنتاجية وتقنية وتمويلية، والتي قالوا أنها “ما تزال تلقي بظلالها على المربّين والمنتجين وتؤدي تلقائياً إلى التزايد المستمر بأسعار المنتجات الحيوانية بكل أشكالها ومشتقاتها”.
وتتلخص هذه التحديات التي تعترض قطاع تربية وتنمية الثروة الحيوانية وتحدّ من إنتاجيته ومردوده، بحسب هؤلاء، في الحاجة إلى تطوير وتفعيل التشريعات الناظمة لتنمية وضبط آلية عمل هذا القطاع بمرونة أكبر في الحصول على المستلزمات، وفي الترخيص والتوسع بالمنشآت، وتوفير احتياجات ومستلزمات تربية وتنمية الثروة الحيوانية التي تتعدد أنواعها في المملكة بوجود الثروة السمكية والأحياء المائية، اضافة لوجود قطعان الأبقار والأغنام وخلايا النحل وغيرها.
وطالبوا بدعم هذا القطاع وتأمين مستلزماته واحتياجات تطويره، وزيادة المقننات العلفية، ووقف الاستيراد وإحداث صندوق دعم لمربي الثروة الحيوانية، وتفعيل المختبرات المركزية ودعم الأعلاف، على أمل انعاش الانتاج المحلي لموسم عيد الاضحى القادم.
واكدوا على ضرورة تشديد الرقابة على تداول مستلزمات الإنتاج الزراعي وضرورة التركيز على ضبط التداول العشوائي للأدوية البيطرية ومعالجة أثره السلبي على قطعان الثروة الحيوانية، وتحديث المسالخ ومراقبة سلامة عمليات نقل اللحوم، والحدّ من ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية، وتأمين فرص تشغيلية وإحداث مسلخ فني للدواجن على مستوى المملكة، وتوزيع لقاحات الدواجن مجاناً، وتأمين عقود عمل لتعيين الأطباء البيطريين وخريجي الثانويات والمعاهد الزراعية والبيطرية، وإحداث صندوق دعم لمربّي الأبقار، ودعم المربّين ومحاسبة المتلاعبين والمتاجرين بالثروة الحيوانية، والتوسع بإنشاء مزارع بحرية للأسماك.
مدير اتحاد المزارعين محمود العوران بين ان قطاع الثروة الحيوانية “يلفظ انفاسه الاخيرة” واصبح مربو المواشي بخطر حقيقي بعد حالات الجفاف التي شهدتها المملكة وغياب فصل الربيع وتفشي الامراض وعدم مقدرة المزارعين تامين مستلزمات العلاجات البيطرية.
ورفض العوران “فتح باب الاستيراد على مصراعيه دون رقابة بذريعة تعويض الاسواق عن الكميات المنقوصة بالاسواق وذريعة اخرى بهدف تخفيف العبء على المواطن، علما بأن فتح باب الاستيراد لا يخدم المواطن وعلى العكس تماما فهو يخدم المستوردين” بحسب العوران.
واضاف ان “اسعار اللحوم المستوردة أعلى من سعر البلدي ولكن هناك اقبال على المستورد نتيجة قناعة خاطئة مفادها بأن المستورد اقل سعرا”، داعيا وزارة الصناعة لان يكون هناك نشرة ارشادية عن اسعار اللحوم وقرار فوري بوقف الاستيراد على أمل انعاش الانتاج المحلي لموسم عيد الاضحى، موضحا ان هذه الفرصة الاخيرة لمربي الثروة الحيوانية لاستعادة انفاسهم خوفا من دمار هذا القطاع .
وتساءل العوران “هل يعقل أن يكون سعر كيلو المستورد قائم بثلاثة دنانير وسبعماية فلس والبلدي بثلاثة دنانير وثلاثماية فلس…أين الجدوى من الاستيراد؟ لافتا الى ان اكثر من ربع مليون مواطن يعتمدون على تربية المواشي بحياتهم.
المهندس الزراعي واحد مربي الاغنام في مادبا محمد الزن اكد ان اهم التحديات التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية هو ارتفاع اسعار مستلزمات الانتاج وضعف التنافسية ومحدودية الانتاج المحلي من الاعلاف ومخاطر الامراض العابرة والوبائية وضعف البحوث التطبيقية، وضعف نظم واساليب تسويق المنتجات وصغر حجم الحيازات.
وطالب الحكومة بضرورة شطب قروض صغار المزارعين التي أثقلت كواهلهم، وزادت من أعبائهم، مبينا أن الفوائد المركبة على القروض الزراعية تركت مربي الثروة الحيوانية، بين سندان أعوام الجفاف ومطرقة الديون التي تهدد المئات من المربين، وبيع أغنامهم التي هي مصدر رزقهم الوحيد لتسديد القروض وفوائدها.
بدوره، قال رئيس الجمعية التعاونية لتربية وتسمين وتسويق المواشي زعل الكواليت أن المواطن سيكون الضحية الأولى في المعادلة إذا لم يتم إيجاد حل لذلك، مؤكدا وجود أكثر من 100 ألف عائلة تعمل في قطاع الثروة الحيوانية سواء في التربية أو التصنيع أو التسويق، الأمر الذي سيزيد من نسب الفقر والبطالة ولجوء الناس الى صندوق المعونة الوطنية.
ويطالب الكواليت الحكومة بتشكيل لجنة لدراسة الأضرار التي لحقت بمربي الثروة الحيوانية نتيجة الجفاف وقلة الأمطار وتراجع المراعي الطبيعية وارتفاع أسعار الأعلاف ومدخلات الإنتاج.