مرايا – قال رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ناصر الشريدة ان منظومة التشريعات في المنطقة الخاصة لم يتغير فيها شيء جوهري منذ انشائها باستثناء بعض التعديلات التي وحدت الضرائب على عدة سلع اهمهما الدخان والمشروبات الروحية بهدف منع التهريب في هاتين السلعتين.

واضاف في مؤتمر صحفي مساء امس الاثنين استعرض فيه منجزات المنطقة الخاصة ومؤشرات الاداء التي ربطت بخطتها الاستراتيجية، ان تطبيق قرار رفع الرسوم الجمركية على هاتين السلعتين اتخذته الحكومة بناء على مباحثات مع القطاع الخاص الذي طالب بذلك، مشيرا الى ان السلطة بذلت جهدا كبيرا خلال السنوات الماضية لمكافحة التهرب الضريبي والتهريب الجمركي وهو الامر الذي اكد ان العقبة الخاصة لم تستحدث ولم يتم انشاؤها لتكون مشجعة على التهريب او التهرب، وانما لتكون انموذجا اقتصاديا متميزا يخلق قيمة مضافة في الاقتصاد الوطني.

واكد ان حجم الضريبة المحصلة على المبيعات من مختلف السلع خلال النصف الاول من العام الجاري بلغ حوالي 2 مليون و839 الف دينار مقارنة مع 2 مليون و400 الف خلال نفس الفترة من العام الماضي بمؤشر نمو وصل الى 42 بالمائة، فيما انخفضت الضريبة على المؤسسات المسجلة وغير المسجلة بنسبة 13 بالمائة.

وحول منح المزيد من الاعفاءات للبضائع الخارجة مع المواطنين عبر المعابر الجمركية للعقبة اكد الشريدة ان قيمة الاعفاءات الحالية والبالغة 200 دينار لكل فرد مغادر من المنطقة الخاصة الى المنطقة الجمركية تم وضعه بناء على دراسات معمقة لواقع الحال ولايجاد توازن في التعامل بين تجار المنطقة الخاصة وتجار المملكة للمحافظة على بيئة اعمال تجارية منافسة، موضحا ان رجال الجمارك يميزون بين الشراء للاستهلاك الشخصي وبين الشراء لغايات تجارية.

وأشار الى ان الشكوى وارتفاع الضجيج من قبل بعض التجار في العقبة لا مبرر له مطلقا وخال من اي مضمون حقيقي ويعود لمعاناة تشريعية ولن يتم اتخاذ اي اجراء لتعديل التشريعات يكون مؤثرا على البيئة الاستثمارية داخل المنطقة الجمركية، مثلما ان السلطة معنية ايضا بعدم ايقاع الضرر والتأثير على بيئة الاعمال في بقية مناطق المملكة .

واستعرض رئيس مجلس المفوضين حقيقة التهرب الجمركي في المنطقة الخاصة خلال الاعوام الماضية، مشيرا الى تراجع في حجم التهريب والتهرب بفعل الإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطة والجمارك العامة والتي ضيقت الخناق على مرتكبي هذه الجرائم الاقتصادية .

وحول منظومة الموانئ اشار الى ان خطة تشغيل الميناء الجديد وترحيل الميناء القديم تسير وفق ما هو مخطط له ووفق الجدول الزمني الموضوع لهذه الغاية، موضحا ان كامل ارصفة الميناء الجديد ستدخل حيز التشغيل بحلول نهاية آب المقبل، موضحا أنه تم ترحيل 90 بالمئة من الاليات الموجودة في الميناء القديم ويبلغ نسبة الاعتماد عليه حاليا ما يقارب 15 بالمئة.

وبين ان تسليم الميناء القديم الى شركة ايجل هيلز سيتم في ايلول القادم وستقدم الشركة المخطط الاستثماري الجديد للمنطقة للموافقة عليه من قبل مجلس المفوضين، متوقعا ان تبلغ الكلفة الاجمالية لمشروع مرسى زايد بحدود 6 مليارات دينار ومن شأن ذلك اضافة استثمار جديد للعقبة منافس على مستوى الاقليم .

وحول عمليات هدم وازالة صوامع الحبوب في الميناء القديم اوضح ان ما شهدته منطقة الصوامع من حدث مؤلم على المستوى الوطني وادى الى وفاة عاملين في الموقع كان مؤلما لنا جميعا، ويرجع ذلك لعدم تقيد المقاول المنفذ بإجراءات السلامة العامة الموضوعة من قبل السلطة كان السبب في الحادث، مؤكدا ان المقاول ملتزم التزاماته تجاه اهل المتوفين، وان القضية ما زالت امام القضاء ولا يوجد اي خلاف بخصوص تحمل مسؤولية ما حدث.

ونوه الشريدة الى قرب ازالة الصوامع بعد الانتهاء من تفريغ خزانات شركة مصفاة البترول الاردنية في الموقع وعلى ضوء ذلك سيتم تحديد اليوم الذي ستتم فيه ازالة الصوامع وفق خطة محكمة واجراءات علمية تأخذ بعين الاعتبار كافة وسائل السلامة العامة، موضحا ان هذا الحدث جدير بالمشاهدة .

وبخصوص مؤشرات الاداء في القطاع السياحي قال، ان الارقام تشير الى تقدم ملحوظ في العقبة حيث ارتفع عدد السياح القادمين الى المدينة خلال النصف الاول من العام الحالي الى 332477 مقارنة بـ 306588 لنفس الفترة من العام الماضي، وبلغت نسبة الاشغال الفندقي خلال النصف الاول من العام الحالي 1ر51 بالمئة مقارنة بـ 49 بالمئة لنفس الفترة العام الماضي، كما ارتفعت معدلات الليالي التي امضاها السياح في العقبة لتصل الى 7ر3 ليلة مقارنة بـ 4ر3 ليلة خلال النصف الاول من العام 2017 .

وأشار ايضا الى ارتفاع عدد الرحلات العارضة عبر مطار الملك الحسين الدولي بعد الانتهاء من مراحل تطويره لتصل الى 341 طائرة خلال النصف الاول من العام الحالي حملت على متنها 44037 راكبا هذا العام مقارنة بـ 23101 خلال نفس الفترة من العام الماضي مشيرا الى ان نسبة النمو في عدد المسافرين بشكل عام وصل الى 49 بالمائة ونمو في حركة الطيران 51 بالمائة.

وكشف الشريدة في المؤتمر الصحفي عن ان مباحثات انشاء شركة طيران العقبة وصلت الى مراحلها النهائية متوقعا ان تبدأ اولى رحلاتها في تشرين الأول القادم المقبل لربط العقبة مع محيطها الاقليمي، مشيرا من جانب آخر الى ان عدد السفن السياحية التي امت ميناء العقبة خلال النصف الاول من العام الحالي بلغ 30 سفينة مقابل 22 للنصف الاول من العام الماضي فيما بلغ عدد السياح القادمين عبر البحر خلال النصف الاول من العام الحالي 39725 سائحا بنسبة ارتفاع بلغت 5ر35 بالمئة.

وحول المشاريع الاستراتيجية الاستثمارية الكبرى في العقبة أشار الشريدة الى مشروع المطل الذي تقدم له ائتلاف صيني سويسري بريطاني وتم توقيع مذكرة تفاهم معهم بخصوصه قبل ثلاثة شهور ونتابع معهم بشكل حثيث تمهيدا لاستلام دراساتهم الاولية لمكونات المشروع، كما كشف عن قرب انشاء مصنعين احدهما للسكر وتم تسجيل الشركة المعنية بتنفيذه، ومشروع آخر لصناعة غير قائمة حاليا في المملكة وسيشكل علامة فارقة في الاقتصاد الوطني.

وحول تطوير المنطقة الشمالية للعقبة واضافة 87 كلم من الشريط الحدودي لوادي عربه الى 22 كلم من اراضي المنطقة الخاصة على ان تتمتع بالمزايا والحوافز الاستثمارية التي تتيحها المنطقة الخاصة بين ان المشروع يأتي ضمن الخطة الاستراتيجية لسلطة المنطقة الخاصة لتحفيز النمو والنشاط الاقتصادي في المنطقة من خلال اضافة مناطق استثمارية جديدة، موضحا ان المنطقة الجديدة المطورة سيطبق عليها قانون المنطقة الخاصة والحوافز والمزايا الاستثمارية المعمول بها في المنطقة لتكون اكثر قدرة على جذب الاستثمار وتشجيعه.

وبين ان المنطقة التطويرية الجديدة تشتمل على العديد من العناصر المحفزة والداعمة للاستثمار مثل شبكات الطرق والصرف الصحي وتصريف مياه الامطار ومعالجة مشكلة ارتفاع الطاقة على الاستثمار من خلال انشاء مشروع للطاقة المتجددة يبدأ بتوليد 20 ميجا واط كل عام ليصل الى طاقة توليدية تبلغ 200 ميجا واط مع اكتمال المشروع، مشيرا الى ان المنطقة الاستثمارية الجديدة تضم مشروعا لتحلية مياه البحر بطاقة تبلغ 20 مليون متر مكعب سنويا لتصل الى 120 مليون متر مكعب مع انتهاء العمل فيها، اضافة الى شبكة من الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

واكد ان المشروع التطويري الجديد يشتمل ايضا على منتجعات وخدمات سياحية مختلفة تعمل على تطوير المنتج السياحي من خلال ربط السياحة البيئية في وادي عربة مع البتراء ومنطقة وادي رم للاستفادة من المزايا التي توفرها، مبينا ان المنطقة التطويرية الجديدة تشتمل على اراض للاستثمارات الصناعية الجديدة مستفيدة من المدن اللوجستية ومنظومة الموانئ المتطورة والمنافسة في العقبة التي تم الانتهاء منها وايجاد مدن صناعية داعمة للاستثمار الصناعي المتخصص والصناعات التحويلية كما سيتم انشاء حاضنات اعمال للمشاريع الانتاجية والتحويلية ذات القيمة المضافة.

ولفت الى ان السلطة تركز في مشروعها الاستثماري الضخم الجديد على تطوير السياحة الرياضية من خلال انشاء مدينة للألعاب الاولمبية وناد ومضمار لرالي السيارات وكذلك السياحة الفنية بتهيئة البنية التحتية والخدمية لأنشاء ستوديوهات للتصوير السينمائي .

وحول المناطق التنموية المقررة في لواء القويرة وعددها ست مناطق اوضح الشريدة ان اول المنطقة والبالغ مساحتها 1200 دونم ستبدأ عمليات تهيئة بنيتها التحتية خلال اسبوعين لاستقبال الاستثمارات، مشيرا الى التنسيق في ذلك مع مدينة العقبة الصناعية الدولية ومقاطعة شنيزن الصينية لجلب استثمارات صينية مميزة وفي صناعات مختلفة في مناطق القويرة التنموية .

وفيما يتعلق بمشروع السكك الحديد التي ستربط بين موانئ العقبة ومعان البري قال ان كلفة المشروع الكلية ستبلغ حوالي 450 مليون دينار وستتم على مدى ثلاث سنوات وسيتم اللجوء الى شريك استراتيجي لتحمل كلفة انشاء المشروع.

وحول توفير فرص العمل في العقبة اكد ان القطاع العام اصبح غير قادر على توفير فرص العمل لكافة الاردنيين ولذلك لجأت السلطة الى استحداث مديرية للتدريب والتشغيل في القطاع الخاص وتم تشغيل 2400 شاب من ابناء الوطن في مختلف المشروعات الخاصة القائمة في العقبة وسيتم الاعلان عن اسماء من عينوا واماكن عملهم وارقام ضمانهم الاجتماعي قريبا، مشيرا الى ان قاعدة بيانات السلطة لطالبي التشغيل تجاوزت 7 آلاف طلب لكن البعض يعرض عن الفرص المتوفرة وسيتم ازالة اسم كل طالب عمل يستنكف اكثر من مرة عن الفرص المتوفرة.

ولفت الشريدة الى مشروع المركز الترفيهي وسط مدينة العقبة الذي سيوفر خدمة سياحية مميزة للزائر الاجنبي والمحلي يتضمن سينما ومسرح مكشوف يقدم عروضا عالمية وسينما اطفال واستوديوهات للعالم الافتراضي وترفيه ومركز للبولنغ ونافورة موسيقية وعدد من المطاعم الدولية .

وحول مشروع حماية العقبة من مخاطر الامطار الذي بدئ العمل به قبل عام ونصف العام اكد ان كلفته الاجمالية تصل الى حوالي 35 مليون دينار ويشتمل على انشاء 40 سدا ركاميا في مناطق تدفق المياه من خارج العقبة ومن الجبال المحيطة بها، مبينا انه تم انجاز 22 سدا منها وما زال العمل جاريا داخل المناطق الاكثر تعرضا لمخاطر السيول وتدفقات المياه داخل المدينة وفي بعض الشوارع الرئيسة، مشيرا الى ان تنفيذ الاعمال داخل المدينة واجه عقبات اهمها تدفق المياه الجوفية على مسافات قصيرة، وسيتم إعادة انشاء الشوارع التي تعرضت للحفريات.