37 كادراً من 10 أحزاب سياسية يتلقون تدريباً نوعياً على معايير الديمقراطية الداخلية في الحزب ومهارات إعداد أوراق السياسات

مرايا – أنهى مركز القدس للدراسات السياسية بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور ورشتين تدريبتين، من يومين لكل واحدة منهما، استهدفت تدريب 37 شاباً وشابة من كوادر عشرة أحزاب سياسية على مهارات إعداد أوراق السياسات العامة وتمليك القيادات الحزبية الشبابية الواعدة، لأسس ومعايير الديمقراطية الداخلية في الحزب السياسي.
واستُهلت أعمال الورشتين بترحيب عريب الرنتاوي مدير مركز القدس وهالة أبو غزالة مديرة المشروع في مؤسسة كونراد أدينارور بالمشاركين، وشرح أهدافهما ومجرياتهما. واشتملت ورشة التدريب الأولى، على استعراض ومناقشة معايير الديمقراطية الداخلية وقواعد الشفافية المالية والإدارية، فضلاً عن سبل وأدوات تعزيز مكانة الشباب والنساء في صفوف الحزب وهيئاته القيادية، كما تلقى المشاركون تدريبات على أنظمة التقاضي وفض النزاعات داخل الحزب، وأطر وهيئات وأدوات الرقابة المالية الحزبية… وقد عمل المشاركون أنفسهم، بعد توزيعهم على مجموعات عمل، على بلورة وتطوير كل معيار من هذه المعايير، كما أجرى الحزبيون الشباب المشاركون في الورشة، تمارين على تحديد نقاط القوة والضعف في أنظمة أحزابهم الداخلية، ارتباطاً بهذه المعايير.
وفيما انصب التدريب في الورشة الأولى حول “أفضل المعايير الدولية” للديمقراطية الداخلية للحزب السياسي، ومن بينها مأسسة العلاقة التشاورية والتشاركية مع قواعد الحزب وجمهوره، فضلاً عن بناء التحالفات والائتلافات، جرى استعراض مضامين الأنظمة الداخلية للأحزاب المشاركة، ومدى انسجامها مع هذه المعايير والممارسات الفضلى دولياً، الأمر الذي حفز بعض المشاركين إلى البحث مطولاً في أفضل الصيغ والمبادرات، لتطوير الأنظمة الداخلية لأحزابهم السياسية.
أما ورشة العمل الثانية، فقد بدأت بالتعريف بوظائف الحزب السياسي في تأطير المواطنين وتنظيم مساهمتهم في الحياة السياسية، وخوض الانتخابات العامة بأنواعها، وممارسة الحزب لنشاطه بوسائل ديمقراطية وسلمية بهدف تداول تشكيل الحكومات البرلمانية والمشاركة فيها. كما تم التركيز على إظهار الفروق بين أوراق السياسات والبحوث العامة والأكاديمية، وعلى إبراز أهمية وحيوية مهارة إعداد أوراق السياسات في الشأن العام على تعزيز دور الحزب السياسي وفعاليته في أوساط جمهوره وعلى الصعيد الوطني.
وتناولت الورشة التي تولى التدريب فيها كل من عريب الرنتاوي مدير مركز القدس وحسين أبورمان مدير وحدة الدراسات في المركز، أبرز العناوين الخاصة بأوراق السياسات من تحديد للمشكلة ذات الصلة بالسياسة العامة، وتحديد للجمهور المستهدف بدءاً من صناع القرار وانتهاء بالجمهور العام ذي الصلة، وكذلك تصميم البحث لدراسة أسباب المشكلة واستنباط الحلول العملية والواقعية لها، وجمع الأدلة والبيانات اللازمة لإعداد ورقة السياسات، واختيار البدائل للسياسة أو الممارسات القائمة، وتقييم هذه البدائل من حيث الفعالية والتكاليف، والتوصية بالخيار الأكثر مواءمة للمشكلة السياساتية المطلوب معالجتها.
واستعرضت الورشة الهيكل المناسب لورقة السياسات واستراتيجية الحزب السياسي في نشر ورقة السياسات على الجمهور المعني وعلى الرأي العام، مستفيدين من الخيارات التي تتيحها وسائل الاتصال والمعلومات الحديثة.
وجدير بالذكر أن الورشة التدريبية قد كرست الجانب الأكبر من الوقت لإجراء التمارين العملية على مهارة إعداد ورقة السياسات، حيث تم توزيع المشاركين على خمس مجموعات عمل، وكُلّفت كل مجموعة منها باختيار مشكلة سياساتية تعمل عليها من بين عدة مشكلات مقترحة، وعلى أساس أن تتولى المجموعة تعريف المشكلة التي اختارتها، وتحديد الجمهور المستهدف بها، وجمع المعلومات، وتحليل أسباب المشكلة والخيارات الممكنة لحلها، والتوصية بالحل الأنسب.
وبعد انتهاء المجموعات من إعداد تصورها المتكامل لورقة السياسات ضمن الوقت المتاح، ومناقشة كل مجموعة بمدى فعالية العمل الذي قامت به، اختار المشاركون تقرير إحدى المجموعات كأفضل تقرير من أجل وضع خطة لكسب التأييد لورقة السياسات المقترحة، وتطبيق هذه المهارة من خلال قيام المجموعات المشاركة الأخرى بتجسيد أدوار المكونات الرئيسية للجمهور المستهدف. بما فيها المجتمع المدني المحلي والإدارة المحلية من بلدية ولامركزية، ومن نواب، وحكومة.
وقيّم المشاركون هذه الورشة التدريبية تقييماً عالياً، وأعلنت أربع مجموعات من المشاركين أنها ستعمل على متابعة المشاكل التي تم اقتراحها لأوراق سياسات لإعداد أوراق سياسات نظامية، وأكد عريب الرنتاوي أن مركز القدس يضع خبرته في هذا المجال تحت تصرف المشاركين والمشاركات من الحزبيين الشباب لوضع ما تعلموه موضع التطبيق العملي.