مرايا – يُنذر استمرار استخدام مكب نفايات المنشية، المخصص لبلديات لواء الأغوار الشمالية، بـ”تفاقم الوضع البيئي له، جراء زيادة الضغط عليه بسبب ارتفاع كميات النفايات الصلبة والسائلة الواردة إليه إلى حد فاق طاقته الاستيعابية”، وفق مواطنون وصف الوضع بأنه عبارة عن “قنبلة بيئية قابلة للانفجار في أي لحظة”.
وقال هؤلاء المواطنون إن مشكلة “مكب نفايات المنشية” تطال مناطق العرامشة والفضين والمنشية، والتي باتت تتسبب بـ”انتشار الحشرات والقوارض والبعوض والجرذان بشكل كبير، ناهيك عن أمراض صدرية وجلدية”.
وأضافوا “أن بعض آليات النظافة التابعة لبلديات اللواء معطلة، ما يتسبب بتسرب سوائل النفايات منها في الشوارع العامة”، مؤكدين أنهم “تقدموا بشكاوى أكثر من مرة إلى الجهات المعنية يطالبون فيها بضرورة وضع حد لهذه المشكلة، وإيجاد حل لعمليات حرق النفايات في هذا المكب، والتي تكون في أوجها عند ساعات المساء، حيث يتصاعد بفعلها الدخان مسببا تلوثا بيئيا بالإضافة إلى أضرار للسكان والبيئة”.
كما أشاروا إلى “التأثير السلبي للغبار المتطاير من هذا المكب على انتاج أراض زراعية والأشجار المثمرة”، واصفين ذلك الغبار بـ”السموم”.
وحذر المواطن توفيق العمري “من حدوث كارثة بيئية وصحية، لاسيما بعد إصابة العشرات من العاملين وأهالي المنطقة بأمراض خطيرة، وفق تقارير طبية، فضلًا عن الأضرار الصحية والبيئية جراء حرق النفايات بالمكب بطريقة غير صحيحة”، لافتا إلى “نفوق أغنام إثر الوضع غير الصحي لهذا المكب”.
وطالب بضرورة “اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمعالجة الأخطار البيئية والصحية الناجمة عن مكب نفايات المنشية”، داعيًا إلى ضرورة تعيين عضو مجلس محلي من نفس المنطقة المتضررة من المكب كون أهل المنطقة أدرى بمشاكلها.
من جهته، قال المواطن محمد خالد “إن الأراضي الزراعية، الموجودة حول ذلك المكب، بدأ انتاجها يقل بصورة واضحة، بالإضافة إلى أضراره السلبية التي طالت معظم الأشجار المثمرة، وخصوصًا القريبة منه”، مشيرًا إلى “نفوق العديد من الأغنام في المنطقة، والتي تقدر خسائرها بـ3 آلاف دينار سنويا”.
وأوضح “أن مشكلة هذا المكب طالت كثيرا من التجمعات السكنية، فيما كانت أكثر تأثيرا على مناطق: المنشية والفضين والعرامشة والتي يبلغ تعداد سكانها حوالي 5 آلاف نسمة”.
بدوره، قال المواطن حسام ماهر “إن مكب نفايات المنشية أدى إلى انتشار أمراض وروائح كريهة وحشرات وقوارض ضارة وجرذان”، معربًا عن تخوفه من “الآثار البيئية والصحية الناجمة عن الدخان المنبعث بين الفينة والأخرى من المكب”.
ودعا إلى ضرورة إلى “إغلاق هذا المكب ونقله إلى مكان آخر، وعمل محطة حديثة في المكب للتعامل مع النفايات المتراكمة، كونه بات مصدر أضرار بيئية وصحية للمواطن”، قائلا إنه “تم تقديم عدة مذكرات إلى الجهات المعنية، ولكن بلا جدوى حتى الآن”.
من ناحيته، أكد المواطن علي التلاوي “أن العديد من المزارعين هجروا أراضيهم، وخاصة تلك المزروعة بالقمح والشعير، جراء تأثرها من تطاير غبار وأكياس بلاستيكية من ذلك المكب”، مبينا أنه وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه فإن أراضيهم ستكون غير قابلة للزراعة”.
وأكد أهمية تخصيص مبالغ مالية إضافية تمكن الجهات المعنية (البلديات) من القيام بدورها في عملية رش المبيدات للقضاء على الجرذان والحشرات والقوارض الضارة، موضحا أن “التعامل مع النفايات بطريقة الطمر لم يعد مجديا”، محذرا في الوقت نفسه من “وقوع كارثة سيكتوي بنارها الكثير”.
إلى ذلك، قال رئيس بلدية معاذ بن جبل المهندس ساري العبادي إن هناك العديد من الدراسات لـ”التعامل مع هذا مكب نفايات المنشية بطرق علمية صحيحة سليمة”، مضيفًا أن البلدية تقوم بـ”استمرار بحملات رش مبيدات للقضاء على الحشرات والقوارض”.
وتابع أنه سيتم خلال الأيام المقبلة طرح عطاء مشروع لإعادة تأهيل مكب نفايات المنشية، بمنحة كندية تقدر قيمتها بحوالي 5 ملايين دولار أميركي”، مبينا أنه ومن خلال هذا المشروع سـ”تتم عمليات طمر وفرز النفايات بطريقة صحيحة”.