مرايا – محمد فخري – إنولدت بعد 9 بنات ، وبعد حوالي ما إستنوني أهلي 18 سنة ، محافظة خان يونس كلها فرحة لأبوي وأهلي لما سمعت إنه أجاه ولد ، كبرت وتربيت برمش العين ، أمي وأبوي وأهلي كانوا يخافوا علي من الهواء الطاير ، أبوي رباني ترباية زلام والحمد لله أفعالي كانت أكبر من عمري ، بس 11 سنة و 10 شهور عشتهن ؛ سمعت فيهن صوت قصف بيتنا 3 مرات وسمعت عن عمامي هيثم وباسل أبو النجا إللي إستشهدوا ، شفت مطاردات أبوي ومحاولات إغتياله ، زي أي طفل غزاوي بدال ما أرضع حليب كنت أرضع قهر وحصار وعذاب وبنفس الوقت برضع وبتربى ع المقاومة ، وذنبي إني مولود بغزة ، إسمعت بمسيرات العودة وصرت أستنى كل جمعة وأطلع عليها زي هالناس وبكون مبسوط وبوقف من بعيد بتفرج ع الناس والمصابين والشهداء وبس أروح ع البيت بحكي لأمي وخواتي عن كلشي شفته وكنت متلهف أكبر بسرعة مشان لما أرمي حجر يوصل ، جدتي كانت تضل تحكيلي أقعد يا ستي أقعد يا ستي وأنا أحكيلها لأ ، أجت الجمعة الـ 14 لمسيرات العودة تاريخها : 29/6/2018 وآخر إشي بتذكره صار معي بالبيت إنه حكيت لأمي بدي أتغدى وهي كانت تعبانة وحكتلي يما والله إني عيانة ، حكتلها خلص بديش وضليت طالع ، صارت تنادي علي وأنا شردت وهي تحكيلي : تعال والله لأخليك تروح وأنا ما رديت ، طلعت بالباصات وكنت مبسوط كثير وكأني رايح لإشي مش عارف شو هو لإشي مفرح ، نزلت عند مخيمات العودة جبت عجال كوشوك ولعبت مع الأولاد صحابي وكنت بعيد عن الحدود والناس كانت واقفة مش عاملة إشي كل واحد معه ولاده ومرته وكأنهم طاشين ، رسالتهم سلمية وفي كم عجل كوشوك مولعات بعاد عنا ، أنا كنت ورى حاوية فاضية زتيت العجل وواقف وراها بتفرج ، كان في جنود بعاد عني واحد منهم قام من تله واطية لتله عالية ورفع سلاحه وسنتره وطخ طلقة وحدة بس ، هالطلقة محرمة دولياً وبحكولها طلقة متفجرة ما عرفت شو يعني إلا لما صارت براسي ، هالطلقة أجت براسي من الجهة الشمال بالزبط فوق ذاني وبس وقفت بالراس تفجرت وشالت نص الجمجمة وبين مخي !
وكأنه الجندي أخذ إشارة أو أمر إنه هذا الولد لازم أهله ينحرق قلبهم عليه !
ما كان في مسعفين عندي ولا مصوريين لإنه المنطقة اللي أنا فيها أصلاً بعيدة عن الإشتباكات كثير ، أجوا المسعفين وكان معهم أم الشهيدة رزان النجار صارت مسعفة زي بنتها ، حاولوا يسعفوني بس خلص ما في مجال وصعب ، حملوني على مستشفى غزة الأوروبي ولفوا راسي عشان المنظر كان مؤلم وحطوا علي “مجهول الهوية” وإنتشر خبر عن شهيد مجهول الهوية عمره 13 سنة لحد ما يجي حد ويتعرف علي ، بهذا الوقت أمي قاعدة هي وخالتي فاتحة ع تطبيق التيلغرام وبتقرأ بالأخبار وشافت خبر بحكي إستشهاد طفل عمره 13 سنة وبس شافت صور هالطفل إنقطع نفسها وحكت لخالتي ولخواتي هذا ياسر والله ياسر ؛ عرفتني من الأواعي اللي لابسها وما كان مبين وجهي لسا ، وأجتني ع المستشفى ركاض وعيطت كثير وصارت تحكي “أمانة خليه يقوم يروح لخواته” ، أبوي كمان تأثر وحكى :
“والله انك بطل يابا والله رفعت راسي يابا ، كنت صغير بس افعالك افعال كبار يابا ، ،
ربنا يتقبلك شهيد ، رفعت اسم عيلتك بشجاعتك واقدامك واخلاصك ،
الله يرحمك حبيبي يابا تعبت عليك كثير وربيتك كويس حتى تطلع انسان كويس ملتزم ، ،
تنسانيش من شفاعتك، وأمك ، واخوتك، واخوانك اللي اعتكفت معهم في المسجد .. اوعى يابا .
مش خسارة في ربك ، انت غالي على قلبي كثير وبحبك ، ربنا خلقك وهو أرحم فيك
الله يسهل عليك … الله يرحمك ويرضى عليك ويغفر لك
عمري ما انساك يابا”

متخيلين إنه أنا ابنهم الكبير والبكر أجيتهم سند بعد 9 بنات وبعد 18 سنة من الإنتظار هيك بلمح البصر يقتلني جندي ويختارني من بين كل هالأولاد ووين بالرأس !

أسئلة كثير ؛ ليش أنا بالذات ! وليش بالرأس مش بالرجل ؟ ومين حكى للجندي إنهي حياته ؟ وليش هذا بالزبط !
وكيف عرفوا إنه أبوي أمجد أبو النجا قائد في كتائب القسام ؟

أسئلة كثير ومشاعر كثير بتنحكاش ، صور أهلي وصوري بتحكي هالمشاعر ، الرصاصة ببلدي ما بتقل واحد ، بتقتل واحد وإثنين و 10 أحياء وحتى إنها بتقتل عشرات الآلاف ، عشرات الآلاف طلعوا بجنازتي ، بجنازة ما رح تصير لأزعم حاكم عربي ، هالجنود قتلوني لإنهم كذابين ؛ همه حكوا الكبار بموتوا والصغار بنسوا بس الصغار ما رح ينسوا ، قتلوني لإني ما رح أنسى وفكروا إنهم خلصوا مني بس لأ ؛ الجمعة الجاية رح يرجع بدال ياسر ألف ياسر وكل عيلة ياسر .
#الشهيد_ليس_رقمًا،