مرايا – يُعتبر الشاطئ الأوسط في مدينة العقبة الرئة التي يتنفس من الأهالي هناك وزوار “ثغر الأردن الباسم”، كونه يرتبط بتاريخ المدينة القديم ويقع في قلبها، وقريب من الأسواق التجارية.

وشهد هذا الشاطئ، الذي لا يتجاوز طوله 1700 متر، لعمليات تغيير وإعادة تأهيل، وارتفاع مستوى الخدمات العامة فيه، ما جعله قبلة للزوار وأهالي العقبة يستمتعون من خلاله بجمال البحر وشواطئه، خصوصا وأن أسعار المقاهي ومحلات “كوفي شوب” والمطاعم بالقرب منه وحوله في متناول الجميع.

ويستطيع أبناء المنطقة والزائرين، بُعيد ما قامت به سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، من إعادة تأهيل وتطوير لهذا الشاطئ، ممارسة الهوايات والرياضة المائية ما بين سباحة و”الغوص” و”الزعانف” وركوب البدلات المائية والقوارب الزجاجية والسريعة.

الناطق الرسمي باسم “العقبة الاقتصادية” الدكتور عبد المهدي القطامين أكد الأهمية الاستراتيجية للشاطئ الأوسط، فهو يمثل الرئة التي يتنفس منها أبناء العقبة وزوارها لقربه من الأسواق، ووقوعه في قلب المدينة القديم.

وقال إن عمليات تطوير الشاطئ الأوسط التي استمرت طوال العام الماضي وحتى نيسان (ابريل) من العام الحالي، عملت على رفع مستوى الخدمات العامة فيه، بحيث أصبح يلبي رغبات الزائرين من جميع النواحي، مضيفا أنه تم تشديد الرقابة على منطقة الشاطئ لمنع أي تصرفات من شأنها “التنغيص” على المصطافين والزوار.

وبين القطامين أنه تم تأسيس مديرية الشواطئ في “العقبة الاقتصادية” بهدف المحافظة على استدامة الشاطئ، وتأمين بيئة مناسبة لزائريه وتوفير الأمن والحماية للجميع، بعيدا عن الإخلال بالنظام وعشوائية تقديم الخدمات غير المناسبة في المكان، مثلما تم تحديد المناطق المسموح بالسباحة فيها وكذلك الأوقات المحددة لذلك.

وتابع أنه تم توفير ممرات مشاه على الشاطئ لذوي الاحتياجات الخاصة تمكنهم من الوصول الى البحر، إضافة إلى زيادة عدد المظلات لحماية المتنزهين من حرارة الشمس، وتعزيز وحدات الخدمات المختلفة.

واعتبر المؤرخ المختص في تاريخ العقبة عبدالله المنزلاوي أن الشاطئ الأوسط يعتبر صورة العقبة القديمة، والسجل التاريخي للمدينة، حيث يحتوي على قلعة صلاح الدين الأيوبي وبيت الشريف الحسين بن علي والبيوت القديمة والحفاير المتعلقة بإرث العقبة التاريخي.

وطالب المنزلاوي، المسؤولين بأن تبقى ملكية الشاطئ ملكية عامة للحفاظ على التاريخ والهوية “العقباوية” التي تمثل إرث الأباء والأجداد.

من جهته، قال المواطن معارك الجندي إن الشاطئ الأوسط “وفر له ولأفراد أسرته المكونة من 5 أشخاص فرصة الاستجمام والاستمتاع بأجواء البحر الخلابة، فهو غير قادر ماديًا على دخول شواطئ الفنادق للتنزه”، مضيفًا أن الشاطئ الأوسط قريب من وسط العقبة، ويرتبط بذاكرة “العقباويين”.

يُشار إلى أن منطقة الشاطئ الأوسط كاملة ستخضع قريبا لعمليات تطوير جديدة، تتمثل بجر المياه إلى داخل المنطقة بواسطة قناة مائية كبيرة، يتم إنشاء مطاعم ومقاهي على جانبيها، وكذلك إنشاء مرسى لقوارب الصيد وفصل القوارب الزجاجية، فضلا عن إنشاء حدائق للألعاب المائية التي تفتقد اليها مدينة العقبة.