مرايا – خرجت علينا لجنة التخطيط التي شكلها اتحاد كرة القدم قبل نحو شهر ونصف، بما سمته بـ (اللمسات الأخيرة) للتوصيات التي سيتم مناقشتها مع الأندية قبل رفعها إلى مجلس الإدارة، بهدف إقرارها.

أبرز الأسئلة على ما ورد عن لجنة التخطيط.

أين الوضوح؟

تم التأكيد في البيان الصادر عن الاتحاد الأردني اليوم الأربعاء، أن لجنة التخطيط وضعت “خارطة” البطولات للمواسم الأربعة المقبلة، ضمن استراتيجية معنية بتطوير المسابقات، وتتماشى مع أجندة الاتحاد الآسيوي، وهنا يجب التوقف طويلاً عند هذين السطرين.

الغريب أنه لم يتم التطرق أو التلميح إلى أي شيء يتعلق بكيفية وآلية تطوير المسابقات باستثناء الإشارة إلى أنه سيتم استحداث بطولة جديدة، ولم يتم تسميتها أو تحديد موعدها، وبالتالي فإن الجدية في إقامتها قد تكون غائبة، ومن أساس التخطيط الناجح، الوضوح.

هل هناك أمر مبتكر؟

جاء أيضًا في (اللمسات الأخيرة) أنه سيتم وضع استراتيجة تتماشى مع أجندة الاتحاد الآسيوي، وكأن هذا الشيء من الأسس المبتكرة والأفكار الرائعة والجديدة التي نسمع فيها لأول مرة لإحداث التطور المنشود.

وهنا من حقنا أن نتساءل، هل كنا في السابق لا نتماشى مع أجندة الاتحاد الآسيوي وتعليماته، ولماذا أغمضنا عن ذلك، إن كانت الإجابة لا؟.

ومن المعلوم بأن الاتحاد الأردني سبق وأن أقام بطولاته قبل سنوات وفقًا لشروط الاتحاد الآسيوي وخاصة فيما يتعلق بعدد مباريات كل مسابقة، قبل أن يتم التراجع عن ذلك، واختصار عدد المباريات بهدف منح المنتخبات الوطنية الوقت الأكبر للاستعداد للاستحقاقات الآسيوية، وعلى حساب المسابقات المحلية.

أين مالوش؟
الاتحاد الأردني وفقًا لما نشره، أكد أن اللجنة اجتمعت برئاسة طارق خوري، وحضور الأمين العام سيزار صوبر، وهنا السؤال لماذا لم يتم ذكر اسم المدير الفني للاتحاد الأردني بالحسن مالوش، وهو الأحق بأن يكون رئيسًا للجنة والجلسة.

وأيضًا لماذا لم يدل بأي تصريحات بهذا الخصوص؟، وقد تعودنا ومنذ تسلمه منصبه، على تصريحاته المتواصلة بأي شأن يتعلق بكرة القدم، حتى على مستوى الدورات التدريبية للمدربين ودورات حراس المرمى كان يصرح باستمرار، فلماذاغاب عند أهم دور كان يجب أن يقوم به كمدير فني للاتحاد؟.

لماذا تعجل الاتحاد؟

ومن الأسئلة التي تدور في الأذهان، لماذا تعجل الاتحاد الأردني في تشكيل لجنة التخطيط، علمًا بأن انتخابات مجلس الإدارة الجديد ستقام بعد أيام وتحديدًا في الأول من مايو/آيار المقبل، أليس كان من باب أولى أن يتم تشكيل لجنة التخطيط في عهد المجلس الجديد حتى يتحمل المسؤوليات المتعلقة بذلك، وحتى لا يخرج علينا أحد في حال فشل التخطيط، بأن المسؤولية تقع على المجلس السابق؟

لجنة مسابقات أم لجنة تخطيط؟

واللافت أيضًا في الأمر، أن كل ما ورد عن لجنة التخطيط من توصيات اقتصر على تحديد مواعيد المسابقات المحلية، وكأن استراتيجية التطوير صادرة عن لجنة المسابقات، وليس لجنة التخطيط، فلم نلمس شيئًا قد تطرق من قريب أو بعيد للتخطيط، أو إلى فكرة تستحق الإشادة والإعجاب.

هل هي محاولة للتغطية على الإخفاقات؟

عجز الاتحاد الأردني عن تنظيم موسم واحد على أكمل وجه، بدليل ما تعيشه المسابقات في كل موسم من توقفات طويلة ومملة أدت إلى حالة من الاستياء، فكيف يخطط لأربعة مواسم دفعة واحدة، وما هي الجدوى من ذلك، وهل هو مجرد حماس زائد؟ ومحاولة للتغطية على إخفاقات الماضي؟.

من يخطط؟

التخطيط الناجح لأي شيء في الحياة، له أسس من أبرزها المشاركة في وضع الخطة، فأين الأندية والإعلام المتواجد في أرض الميدان، والخبراء والمدربين، للاستفادة من آرائهم وأفكارهم، للخروج بتوصيات فاعلة ومتنوعة.

أين شمولية التخطيط؟

من الأسس الناجحة للتخطيط، الشمولية، وقد خلت التوصيات أو ما سمي (باللمسات الأخيرة) من أي حديث يتعلق بالخطط التي سيتم إعدادها لتطوير الفئات العمرية، وكيف سيتم تعويض الأندية ماليًا، في ظل التباعد الزمني الطويل بين المسابقات بهدف إفساح المجال للمنتخب الأردني للإعداد الطويل لنهائيات كأس آسيا 2019.