مرايا – اعتبر تقرير صدر عن منظمة التراث العالمي (اليونسكو) بعد زيارة إلى المملكة قامت بها بعثة تابعة للمنظمة في الفترة الواقعة بين 21 و26 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي أن سلطة إقليم البترا لا تمتلك الكفاءات الكافية لمعالجة وصيانة الموقع الأثري للمدينة الوردية.
في المقابل، أوضح التقرير أن بعثة منظمة التراث العالمي أوصت بتعزيز دور دائرة الآثار العامة ووجودها في البترا وتحملها المسؤولية في حال عدم الاهتمام بالمحافظة على الآثار” والتخطيط والإشراف على نحو ملائم للأعمال التي لها تأثير كبير على البقايا الأثرية، مثل التدابير المتخذة لتوجيه الفيضانات المفاجئة وبناء الطريق الخلفي عند مخرج الموقع.
ومن جهته، قال نائب رئيس سلطة اقليم محمية البترا ومفوض المحمية د.سليمان الفرجات إن ” تقرير بعثة منظمة التراث العالمي لم يأخذ بالاعتبار جميع الجهات المعنية بالبترا إذ أن التقرير لم يستأنس برأي أبناء المجتمع المحلي الذين لهم دور كبير في تقييم اداء السلطة والمحمية.
وأوضح الفرجات ان موقع البترا من أفضل المواقع التي تدار بشكل جيد بالمملكة مقارنة مع مواقع أثرية اخرى حيث ان السلطة والمحمية تطبق القوانين والانظمة المعمول بها بالتعاون مع جميع الجهات المعنية بالمدينة.
وأشار الفرجات إلى أن السلطة ستأخذ ما ورد بتقرير البعثة من بعض الملاحظات على المشاريع في المحمية الأثرية بعين الاعتبار وتعمل على تجاوزها.
وأوصت البعثة بإعادة النظر في خريطة الاستثمار في ضوء موافقة السلطات الأردنية على إدراج التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في البتراء ضمن خطة إقليمية متكاملة أكبر، حيث يمكن أن تتاح فرص الاستثمار دون ممارسة ضغوط أو تأثيرات بصرية أو بيئية على ملكية التراث العالمي ومكانها وعلاوة على ذلك ، ينبغي إيلاء الاعتبار الواجب للحفاظ على روح البترا ، وسحرها ، في مقابل إنشاء مرافق ترفيهية كبيرة داخل المنشأة أو في محيطها.
وبين التقرير أن ” موقع التراث العالمي معرض لخطر التمدن قريبا وعلاوة على ذلك ، فإن المنطقة العازلة المجاورة لمدخل السيق مزدحمة للغاية بمبان جديدة أقيمت أو ما تزال تحت الإنشاء من قبل السلطات الوطنية حيث ان هنالك منشآت أخرى مستمرة في منطقة البترا ، مثل القرية البيئية وقرية التراث ، تمارس نشاطا قويًا للغاية ويجب مراجعتها لتقليل التأثير البيئي والبصري قدر الإمكان”.
وأشار تقرير بعثة منظمة التراث العالمي أن كل المشاريع، بما في ذلك التمديد المخطط لفندق كراون بلازا، تساهم في زيادة إحباط أصحاب الأملاك الخاصة الذين يتم منعهم من البناء في الموقع حيث أن تحديد منطقة عازلة للبتراء وحماية موقعها الأكبر سوف يستلزم وضع خطط للتخفيف من حدة النمو الحضري والضغوط السياحية ، والتي تنبع من مقاربات التنمية المستدامة.
وترى البعثة خلال تقريريها أنه يجب أن تمتد المنطقة العازلة خارج إقليم سلطة البترا للتنمية والسياحة الإقليمية، لتشمل محافظة معان بأكملها وحتى إلى منطقة جغرافية أكبر إذا رأت ذلك مناسبا.
وأوضح تقرير بعثة منظمة التراث العالمي أن ” السلطات الأردنية أبدت استعدادها للخضوع للتحول في التخطيط الإقليمي ولعكس القرارات السابقة التي اتخذت لحماية البترا من الضغط الحضري إذ عيّن رئيس الوزراء الأردني مجلسًا جديدًا للمفوضين
لـ PDTRA سيُعهد إليه بتطبيق خريطة طريق جديدة للبترا.
وأوصت البعثة خلال تقريرها بتحديد رؤية بعيدة المدى لمستقبل البترا ضمن نطاق جغرافي أكبر ، من خلال التخطيط المتكامل للأراضي ونهج التنمية المستدامة الواسعة.