مرايا – اتفق وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ونظيره المغربي ناصر بوريطة أمس، على تشكيل فريق عمل يقدم خلال عشرة ايام، خطوات لتطبيق ما اتفق عليه سابقا من قرارات، لتفعيل التعاون الاقتصادي، تحدد قطاعات التعاون وأهدافا محددة للوصول إليها، ضمن جدول زمني واضح.
وأكد الوزيران اتخاذ خطوات ترتقي بمستويات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياحي بين البلدين الشقيقين، لتعكس الروابط الأخوية والعلاقات الاستراتيجية التاريخية التي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه جلالة الملك محمد السادس.
وشددا في محادثات أجرياها بوزارة الخارجية امس، بعد وصول بوريطة من فلسطين الى عمان، على أن الأطر التشريعية والاتفاقات الكفيلة، بتمتين العلاقات الاقتصادية موجودة، وما يجب عمله لترجمتها الى فعل ملموس، ينعكس على حجم التبادل التجاري والاسثمارات المشتركة والنمو في قطاعات كالنقل والسياحة والأدوية وغيرها.
وأكد الصفدي وبوريطة أن البلدين يقاربان القضايا الإقليمية والسياسية من رؤية مشتركة لصاحبي الجلالة، اللذين يقودان مسيرة التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين، بما يحقق الأمن والاستقرار، ويحفظ الحقوق العربية والإسلامية ويخدم المصالح المشتركة.
وبحثا جهود كسر الجمود في العملية السلمية، وإطلاق تحرك فاعل لحل الصراع على أساس حل الدولتين؛ الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، على خطوط العام 1967 شرطا لتحقيق السلام والاستقرار.
وفي تصريح صحفي مشترك؛ قال الصفدي: “على الرغم من ان العلاقة السياسية القوية وهذه العلاقة الكبيرة بين القيادتين، فهنالك الكثير الذي يجب ان نقوم به على مستوى تفعيل العلاقات الثنائية، واتفقنا من اجل ذلك؛ ان يتم خلال عشرة ايام وضع جدول اعمال واضح لكل الأهداف التي يمكن ان نسير باتجاهها لتعزيز التعاون، لتعزيز العلاقات، سواء على المستوى الاقتصادي، التجاري، الاستثماري”.
وأضاف “في الموضوع السياسي، نحن نتكلم لغة واحدة، وننطلق من منطلقات واحدة، وبالتالي وضعنا والحمدلله ممتاز جدا. لكن فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، ثمة الكثير الذي يجب ان نقوم به”.
واشار إلى أنه بحث مع بوريطة القضايا الاقليمية؛ ومن ضمنها القضية الفلسطينية، مشددا على انها “القضية المركزية والاولى”. واكد الجانبان ان لا “أمن ولا استقرار في المنطقة الا بحل عادل وشامل لها، على اساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967”.
وبين الصفدي أن “البلدين العضوين في الوفد الوزاري الذي شكلته الجامعة العربية، للحد من تداعيات الإعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، سيستمران أيضا ببذل كل جهد ممكن لحماية القدس، والتأكيد على وضعها قضية من قضايا الحل النهائي، ما يحسم مصيرها على أساس قرارات الشرعية الدولية؛ التي تؤكد أن القدس الشرقية أرضا محتلة، ويجب حماية الوضع القانوني التاريخي القائم فيها، وبما يضمن أن تكون عاصمة لدولة فلسطين”.
وأشار الصفدي إلى أن “حماية القدس كانت في مقدمة محادثاته والوزير المغربي في ضوء أولويتها عند الوصي على مقدساتها الإسلامية والمسيحية جلالة الملك عبدالله الثاني وعند جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس”.
وأكد وزير الخارجية استمرار الانخراط الايجابي مع المجتمع الدولي، للتأكيد على ضرورة كسر الجمود، وضرورة الحؤول دون اي محاولات لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس.
كما بحث الجانبان تطورات الأزمة السورية، وأكدا أن “لا حل عسكريا لها”، ودعيا لدعم جهود التوصل لحل سياسي، عبر مسار جنيف، يقبله الشعب السوري وفق القرار 2254، وبما يحفظ وحدة سورية وتماسكها واستقلاليتها، مشددين على أهمية وقف الكارثة الإنسانية في الغوطة.
وأكد الصفدي أن المملكة مستمرة في القيام بواجبها الإنساني باستقبال اللاجئين السوريين،برغم الضغوطات على البنى التحتية، لكنها في الوقت نفسه “ستتخذ كل ما يلزم من إجراءات لحماية أمنها الوطني ومصالحها من اي تداعيات للأزمة”.
وبحث الوزيران أيضا؛ موضوع الصحراء الغربية، إذ أكد الصفدي دعم الأردن المطلق لوحدة الأراضي المغربية وجهود حل الأزمة وفق مبادرة المغرب للحكم الذاتي، التي تؤكد مغربية الصحراء وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
من جانبه؛ قال بوريطة إن العلاقات الأردنية المغربية؛ خاصة وخاصة جدا، ومبنية على التضامن المطلق والتعامل الدائم، والتنسيق المستمر حول كل القضايا، برعاية من قيادتي البلدين الشقيقين.
وقال إن لقاء اليوم “كان فرصة لاستعراض العلاقات الثنائية. الجانب السياسي هو كما قلت استثنائي واستثنائي جدا. لكن الجانب الاقتصادي يحتاج لعمل اكثر، فالإطار القانوني موجود في اكثر من 115 اتفاقية ثنائية، والآليات التقليدية موجودة، ما نحتاجه اليوم؛ هو دفعه استراتيجياً لتنسجم العلاقات الاقتصادية مع مستوى العلاقات السياسية وطموح قيادة البلدين للعلاقات”. وأضاف بوريطة إن “سنة التشاور بين المغرب والأردن، هي سنة متجذّرة حول كل القضايا الإقليمية. فنحن على بُعد ايام من القمة العربية، وجئت الى عمان بعد الزيارة الى فلسطين للتشاور حول أجندة هذه القمة، وأولوياتها وكيفية التنسيق لخدمة القضايا العربية”.
وقال إن “قضية القدس، تحظى باهتمام البلدين، وللقيادتين مسؤوليات خاصة حول هذه المدينة المقدسة، لكن الظروف اليوم صعبة، والمغرب والاردن لهما دور ومصداقية وصوت مسموع، ينطلقون من الاعتدال، من العمل بمصداقية بدون مزايدات، ولهذا تنسيقنا كان ضروريا ومهما”.