مرايا – شؤون سياسية – نشرت جريدة “الراي العام” الكويتية مقابلة في عددها الصادر اليوم، الأحد، مع السفير الأردني صقر أبو شتال، وتالياً نص المقابلة:

سفير المملكة الأردنية الهاشمية صقر أبو شتال، صاحب الوجه البشوش والابتسامة لا تفارق محياه، اكتسب احترام ومحبة جميع نظرائه من أعضاء السلك الديبلوماسي في الكويت كونه مواظبا على مشاركتهم جميعا في جميع مناسباتهم، حتى بات قريبا من قلوب معظمهم كما قالوا عنه.

أبو شتال، أكد لـ«الراي الكويتية» في أول حوار مع صحيفة كويتية منذ تقديمه أوراق اعتماده لسمو الأمير، قبل أربعة أشهر، أن الجالية الأردنية في الكويت تبلغ 56 ألف مقيم، وهم يعتبرون من الجاليات المنظمة الملتزمة بالقوانين والعادات الكويتية التي تتطابق مع نظيرتها الأردنية، لافتا إلى أن هناك بعض الحالات الفردية التي راجعت السفارة للاستفادة من فترة العفو التي منحتها وزارة الداخلية وتجديد جوازاتهم، وأنه حتى الآن لم يراجع السفارة أي مواطن أردني لديه مشكلة كبيرة وهذه الحالات لا تكاد تذكر بالنسبة للجالية الأردنية.

وتوجه السفير بالشكر لسمو الأمير والحكومة والشعب الكويتي على احتضانهم للجالية الأردنية، وأن للكويت والأردن بصمات واضحة في مسيرة العمل العربي المشترك، لافتا إلى أن للكويت وضعا وتقديرا خاصا من أبناء الأردن، وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله لوقوفهم مع الأردن ودعمهم السياسي والاقتصادي والتجاري لها. وبين أن أعداد السياح الكويتيين للأردن وصلت إلى 90 ألفا خلال عام 2017، وأن السياح الخليجيين في نفس الفترة وصلوا إلى 990785 سائحا، كما ان حجم الاستثمارات الكويتية التي تكاد تكون الأولى في الأردن بلغت بحدود 8 مليارات دولار.

وأشار إلى أن نحو 6 آلاف طالب كويتي يتلقون تعليمهم في الجامعات الأردنية، ويحظون بتعامل خاص من المملكة وشعبها، والسفارة تعمل على رفع أعدادهم حاليا، حيث تعد لإقامة معرض الجامعات الأردنية في شهر ابريل المقبل. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

● كيف رأيتم الكويت خلال الأربعة أشهر التي قضيتموها فيها؟

قبل أن آتي للكويت وعلاقاتنا مع الكويت تاريخية ومتجذرة، وكنا من أوائل الدول التي تبادلت فتح السفارات بينها في عام 1961. وأيضا كانت هناك علاقات بين قيادتي البلدين قبل ذلك بكثير، كما أن الكويت والأردن من الدول التي أسست الجامعة العربية وكانت لهما بصمات واضحة في مسيرة العمل العربي المشترك، وهناك تطابق في الرؤى بين بلدينا في شتى المجالات، وللكويت وضع وتقدير خاص من أبناء الأردن وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله لوقوفهم مع الأردن ودعمهم السياسي والاقتصادي والتجاري لها مما انعكس على حجم الاستثمارات الكويتية التي تكاد تكون الأولى في الأردن والتي تبلغ بحدود 8 مليارات دولار.

● ماذا عن قطاع السياحة؟

معظم دول العالم العربي يدخلون الأردن للسياحة أو للدراسة أو للعلاج دون تأشيرة وبالأخص دول الخليج، حيث بلغ عدد السياح الكويتيين 90 ألف سائح خلال 2017، أما السواح الخليجيين فبلغ 990785 سائحا، والميزان التجاري بين البلدين لعام 2017 بلغ 72.100 مليون، وكانت هناك مشاركة لـ26 شركة صناعية أردنية بمعرض الكويت التجاري الدولي 2018 يرافقها وفد تجاري كبير.

● كم بلغ عدد الطلبة الكويتيين في المملكة؟

لدينا نحو 6 آلاف طالب كويتي يتلقون تعليمهم في الجامعات الأردنية ويحظون بتعامل خاص من المملكة وشعبها ونحن نعمل على رفع أعدادهم حاليا ونحن بصدد إقامة معرض الجامعات الأردنية في شهر ابريل المقبل، لافتا إلى أن الطلبة الكويتيين ضيوف الأردن وضيوف جلالة الملك و كل مواطن اردني.

● هل هناك زيارات مرتقبة بين مسؤولي البلدين؟

وجه جلالة الملك دعوة الى أخيه سمو أمير الكويت لزيارة المملكة ويجري العمل حاليا لتحديد موعد قريبا لها، نحن نعمل الآن مع القطاع الخاص الكويتي حاليا لترتيب زيارات لهم للمملكة.

والعمل جارٍ لتحديد موعد لعقد اللجنة العليا الأردنية الكويتية المشتركة في الدورة الرابعة في عمان برئاسة وزراء الخارجية قريبا، وما أخر موعد انعقاد هذه اللجنة هو انشغال الكويت السابق في التجهيز لحصولها على المقعد غير الدائم في مجلس الأمن والذي حصلوا عليه بجدارة لبصماتهم الواضحة في مجال العمل الإنساني بالإضافة لجهود سمو الأمير الواضحة في حل الأزمات في المنطقة والعالم.

● كم يبلغ عدد افراد الجالية الأردنية في الكويت، وهل استفاد بعضهم من المهلة التي وضعتها وزارة الداخلية لمخالفي الإقامة؟

يوجد نحو 56 ألف أردني يعيشون في الكويت وهم يعتبرون من الجاليات المنظمة الملتزمة بالقوانين والعادات الكويتية التي تتطابق مع نظيرتها الأردنية وهناك بعض الحالات الفردية التي راجعت السفارة للاستفادة من فترة العفو وتجديد جوازاتهم، ولحد الآن لم يراجع السفارة أي مواطن أردني لديه مشكلة كبيرة وهذه الحالات تكاد لا تذكر بالنسبة للجالية الأردنية، وهنا اسمح لي أن أتوجه بالشكر لسمو أمير الكويت و الحكومة الكويتية والشعب الكويتي على احتضانهم للجالية الأردنية، ونحن كسفارة للمملكة نتمنى الخير للكويت قيادة وشعبا، ونأمل أن تشهد العلاقة بين البلدين مزيدا من التطور في كافة المجالات، فما يفرح الكويت يفرحنا.

● ما أهم نشاطات مجلس الجالية الأردنية في الكويت؟

مجلس جاليتنا نشيط وله مبادرات على مدار العام وأكثر من 15 نشاطا يقومون فيه حيث يتألف من عدة لجان رياضية واعلامية وتعليمية واجتماعية وثقافية واقتصادية ولجنة المرأة حيث يقومون بنشاطات تفاعلية مع أهل الكويت، وكانت لهم أنشطة متميزة خلال شهر فبراير الماضي.

● كيف ترى الاستقرار في الأردن حاليا؟

هذا السؤال يجب أن يوجه لمن يزورون الأردن باستمرار، والحمد الله منذ بداية عام 2008 أو ما يسمى ثورات الربيع العربي، فتح الأردن بابه ولم يغلق حدوده لا الجوية ولا البرية ولا البحرية، بل على العكس ازداد التواجد العربي والأجنبي في المملكة، لتوافر عنصري الأمان والاستقرار وهذا يشهد عليه البعيد قبل القريب.

● إلى أي مدى تأثر الأردن بالأحداث الجارية في سورية؟

التأثر اقتصادي أكثر من كونه سياسيا والحمدالله، ومثلما يعلم الجميع ان الحدود البرية مع سورية أغلقت بفعل الحرب، وبالتالي تأثر النقل البري إلى أوروبا عن طريق سورية، لكن نتأمل ان يكون هناك ترتيبات لفتح المعابر بعد حل الازمة السورية، أما الحدود مع العراق هناك ترتيبات جديدة لمرور الشاحنات الأردنية باتجاه العراق والخليج العربي. ومثلما ذكرت التأثير كان اقتصاديا أكثر من كونه سياسيا.

● ماذا عن تأثر الأردن بالأزمة الخليجية القائمة حاليا؟

بداية نرجو من الله أن يكلل مساعي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في وساطته لحل هذه الازمة، لاسيما أن سموه مصمم على إنهاء هذه الازمة بأسرع وقت ممكن، والأردن يدعو ويأمل دائما أن تكون كافة الدول العربية على وفاق وليس العكس، كما أن الأردن دائما مع محور التجمع لا التفريق، وهذا ما يجعل موقفنا متطابقا مع موقف الكويت بهذا الشأن، ونأمل في الفترة المقبلة أن تحل هذه الازمة التي يمكن أن نعتبر أثرها على الأردن بأنه أثر نفسي كوننا نحب أن نرى جميع الدول العربية على وفاق خصوصاً أن منظومة مجلس التعاون التي تعتبر نموذجا يحتذى به على مستوى العالم، ونأمل ان تبقى هذه المنظمة الخليجية التي نفتخر بها كعرب.

● هل من تطورات جديدة في شأن القبض على منفذ الاعتداء على الطالبة الكويتية في الأردن؟

الحقيقة هذا موضوع مُتابع لدينا بشكل يومي، من خلال خط ساخن بين غرفة العمليات في وزارة الخارجية والتنسيق مع السفارة الكويتية في المملكة، إضافة الى الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية لدينا التي تواصل متابعة التحقيق و تتبع المعتدي، وحتى الان لم يأت أي معلومات تفيد بالقبض عليه، لكن هذا الاعتداء هو حالة فردية تحدث في كل الدول ولا نسمح بها طبعا ونشجبها و نستنكرها لان الطلبة الكويتيين ضيوف الأردن وضيوف جلالة الملك و كل مواطن اردني، ونأمل للطالبة الصحة الجيدة و الاستقرار النفسي للعودة الى أهلها و اخوانها و أخواتها في الأردن.

● كم يبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن حاليا؟

وصل عددهم الإجمالي الى مليون و400 ألف لاجئ، وغالبيتهم دخلوا مدن ومناطق الأردن وأقاموا فيها ويعملون بأنشطة خاصة بهم، إضافة الى وجود بعضهم الآخر في مراكز اللاجئين، وهذا الوضع شكل عبئا كبيرا على المملكة، خصوصاً ان وعود دول المانحين للاجئين السوريين في دول الجوار (الأردن، لبنان، تركيا) لم ينفذ منها الا ما نسبته 38 في المئة من مجمل الأرقام التي تم الإعلان عنها، وقد وضعت الحكومة الأردنية ايجازا عن انعكاسات الازمة، حيث بينت أن الالتزامات التي قدمها الأردن للاجئين زادت عن 7 مليارات دولار شملت التعليم و الصحة و مناحي الحياة الأخرى، وهناك زيارات لرؤساء دول ومسؤولين لمؤسسات دولية خاصة الى الأردن شهدوا على أن المملكة قدمت في هذا المجال أكثر من استطاعتها و أكثر مما لديها، ولله الحمد نحن فخورين بما قدمناه لهذه الفئة التي نتمنى لأفرادها العودة الى أوطانهم سالمين، لكن في الوقت ذاته كان لذلك اثر كبير على اقتصادنا وعلى معيشة المواطن الأردني، حيث أثر اللاجئين بتغيير واضح في التركيبة السكانية لدينا، وبالتالي تأثرت قطاعات كثيرة أبرزها الصحة، والتعليم الذي يؤمن التعليم لقرابة 45 ألف طالب سوري.