مرايا – بدأت برعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله، في البحر الميت اليوم السبت، وبحضور وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز، وعدد من أعضاء لجنتي التربية في مجلسي النواب والأعيان اعمال الملتقى الرابع لمهارات المعلمين 2018، تحت شعار’ نمو يتخطى الدرجات’.

ويهدف الملتقى، الذي تنظمه اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية، إلى تمكين المعلمين من ترسيخ خبراتهم التعلّمية والتدريسية في الغرفة الصفية، وتزويدهم بخبرات مهنية والارتقاء بمعرفتهم حول التوجهات الناشئة والممارسات الأفضل في مجال التعليم.

كما يسعى الملتقى الى مساعدة المعلمين وتمكينهم من التواصل مع زملائهم وبناء علاقات مستدامة معهم وفق اساليب التعلم الحديثة، واستكشاف طرق مبتكرة لمعالجة حاجاتهم في الغرفة الصفية وخلال ممارسة التعليم.

ويناقش الملقى الذي تستمر أعماله يومين مواضيع رئيسة تتعلق بترسيخ التعليم في الصفوف الاولى، وفهم التعلم والمتعلم، والقيادة التحويلية، والتعلم والتعليم باستخدام التكنولوجيا.

ويشجع الملتقى على البحث والتأمل في الممارسات وسبل التقييم التي تتخطى العلامات والدرجات، وتركز على النمو وشمولية التعلم وتزويد المتعلم بالمهارات الحياتية التي يحتاجها في القرن الواحد والعشرين.

ويشجع الملتقى القادة والمعلمين على النظر في اساليب ابداعية لمساعدة الطلبة على استيعاب التعلم داخل الغرفة الصفية بغض النظر عن العلامات التي يحصلون عليها، ومساعدتهم على التعبير عن آرائهم وفهم تطورهم الفردي خلال رحلتهم التعليمية، فضلا عن تعزيز النمو الذي من شأنه تحسين الفضول الفكري ومهارات حل المشاكل واتخاذ القرارات المدروسة والممارسات المبنية على التعلم عبر كافة المباحث التعليمية.

وقال وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز، ان الملتقى يطرح عددا من القضايا الاساسية في العملية التعليمية التعلّمية من خلال التركيز على تجاوز موضوع العلامة في تقييم الطالب، والتركيز على ميول وقدرات ومواهب الطلبة بعيدا عن العلامة والمعدل، مؤكدا ان الرسالة الاساسية للملتقى تركز على فهم مقومات وقدرات الطالب وتركيزه على العمل، ومساعدته في تقييم المعلومة التي باتت متوفرة على شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والتمييز بين هذه المعلومات من حيث صدقيتها وموضوعيتها.

واضاف، ان اهم مهارة يمكن ان يكتسبها الطالب هي القدرة على التعلم لوحده، مشيرا إلى دور المعلم في مساعدة الطالب في التفريق بين المعلومات.

وأشاد الرزاز بالمشاركة العالمية والمحلية في الملتقى من واضعي السياسات والقوانين والتشريعات التعليمية، ما يعكس أهمية الملتقى ويرفع من وعي الجميع ويوفر مساحة للتحاور في الخطوات المهمة للانطلاق نحو الأمام وعدم الاكتفاء بمراقبة وضع التعليم في بلدانا العربية ومقارنة انفسنا بالآخرين.

وقال ‘إننا قادرون على تطوير العملية التربوية والتعليمية بما يتماشى مع تحديات وفرص القرن الـ 21’، مبينا ان التركيز على الحفظ والتلقين في العملية التعليمية أصبح في غير مكانه، ويجب ان يتحول نحو مهارات الطالب وقدراته ومواهبه باعتبار ذلك نقطة البداية لشغف الطالب وفضوله نحو معرفة العالم من حوله، وان لا نحكم على الطالب بالفشل، وانما تعليمه بأن الفشل جزء أساسي من النجاح.

بدوره قال المدير التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين هيف بنايان، ان موضوع الملتقى لهذا العام يشجع المعلمين على البحث والتأمل في ممارسات التعليم والتقييم، التي تتخطى العلامات والدرجات وتركز على النمو وشمولية التعلم وتعمل على تزويد المتعلم بالمهارات الحياتية التي يحتاجها في القرن الواحد والعشرين.

وأضاف، ان اختيار موضوع الملتقى، يأتي انطلاقا من أهمية التدريس كجزء مهم في دور المعلم الذي يتعدى إصدار الأحكام من خلال العلامات، بل يرتقي نحو تنمية الإبداع بكل أشكاله من خلال الملاحظة الثاقبة للتعرف على شخصية الطالب وطريقة تعلمه للمواهب، وأي جانب من شأنه أن يحسن مستواه معرفيا واجتماعيا وعاطفيا ومن ثم إعداده للحياة.

وأكد بنايان حرص أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، على تمكين المعلمين من خلال هذا النوع من الملتقيات المهمة لتحسين عملية وجودة التعلم، مبينا أن 1300 معلم ومعلمة وخبير تربوي من 23 دولة يشاركون في هذا الملتقى ويمثلون 210 مؤسسة تربوية ومدارس حكومية وخاصة، بالإضافة إلى وفود يمثلون وزارات التربية والتعليم في الأردن وفلسطين والبحرين والسعودية والإمارات وعمان.

ويناقش 145 متحدثا من أشهر التربويين المحليين والعالميين بحسب بنايان، مفهوم الملتقى من خلال 128 ورشة عمل على مدى يومين مقسمة بالتساوي بين اللغتين العربية والانجليزية، في حين يشارك بالملتقى 170 معلما ومعلمة من مدارس اردنية حكومية من مختلف محافظات المملكة.

وتضمنت جلسة الافتتاح محاضرة للخبير والقيادي التربوي في مجال تكنولوجيا التعليم، الن نوفمبر، اكد فيها اهمية توظيف التكنولوجيا في الحياة اليومية بجميع جوانبها، ومنها العملية التعليمية والتعلّمية، مبينا ان الثورة الحقيقية التي يشهدها عالمنا اليوم ليست مقتصرة على التكنولوجيا بقدر ما تركز على صنع المعلومات وجودتها.

واكد ضرورة الارتقاء بدور المعلم في الغرفة الصفية الذي لم يعد تقليديا، ويجب ان يرتقي لمساعدة الطالب على تحويل الفشل إلى نجاح، والمساعدة كذلك في اكتشاف مهارات الطالب وقدراته وحل المشاكل واكتشاف العالم من حوله.

وقال، ان الدرجات في العملية التعليمية اصبحت محبطة للطالب ولم تعد الآلية الناجعة في الحكم على مستواه، ما يتطلب اعادة النظر في ادوات تقييم الطالب والحكم على ادائه ومستواه، مشيدا بالملتقى الذي اعتبره ناجحا بكل المقاييس، من خلال اهدافه وحجم المشاركة المحلية والعالمية فيه، وطبيعة المشاركين والمحاور التي يناقشها.

ويبحث الملتقى محاور تتعلق بالتربية الإعلامية كأداة للوعي والتطور والابداع، ودعم المتعلمين في العالم الرقمي المتزايد، وكيفية مساعدة المعلمين الطلاب على تطوير التعلم الذاتي من خلال المشاريع، الثقافة الناشئة للتعليم والتعلم، وتحديث واستكشاف برنامج السنوات الابتدائية، وتطور الخبرة.

واضاف ان الملتقى الرابع لهذا العام تضمن ثلاث جلسات محورية، عرض خلالها لنتائج بحوث مهمة لعدد من الخبراء في منظمات تعليمية وجامعية عالمية بارزة، إضافة الى إتاحته الفرصة للمعلمين لمشاركة خبراتهم من خلال النشاطات التفاعلية ضمن فعاليات ورشات العمل المنبثقة من الغرف الصفية.

وكان مشاركون في الملتقى ناقشوا امس، عددا من المحاور الاساسية في العملية التربوية والمتخصصة في القيادة التربوية والرياضيات والعلوم في الحياة اليومية لصفوف الطفولة المبكرة والتعلم الجوهري وكيفية استخدام الدراما كوسيلة لتعزيز مهارات القرن الواحد والعشرين والتفكير الحاسوبي في المناهج الوطنية الانجليزية.

وتعقد الاكاديمية على هامش الملتقى غدا الاحد، جلسة خاصة حول معايير تعلم اللغة العربية للناطقين بها لحرص الاكاديمية الدائم على تطوير تعليم اللغة الام.