مرايا – قال مسؤول فلسطيني، لـ”الغد”، إن التنسيق والتشاور مستمرّين بوتيرّة نشّطة بين القيادتين الأردنية والفلسطينية لبحث طبيعة التحرك المشترك لمواجهة تبعّات قراريّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول “الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي”، وتقليص المساعدات المقدّمة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وأضاف عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، محمد اشتية، لـ”الغد” من فلسطين المحتلة، إن “هناك تنسيقا أردنيا فلسطينيا على أدق التفاصيل في معظم الخطوات الأساسية التي تقوم بها القيادة الفلسطينية، في إطار التواصل المستمر مع جلالة الملك عبدالله الثاني ومع أبرز مفاصل الدولة”.
وأوضح أن المباحثات التي أجراها جلالة الملك مع الرئيس محمود عباس، مؤخراً في عمّان، اكتسبت أهمية كبيرة، حيث تم “التأكيد خلال اللقاء أن أساس الحل هو المبادرة العربية للسلام، في ظل رفض أردني فلسطيني لإجراء أي تغيير في أولوياتها ومضمونها”.
وأكد أن هناك اتفاقا أردنيا- فلسطينيا بأن المبادرة العربية للسلام، التي صدرت في بيروت العام 2002، هي “أساس الحل، كما جاءت في أولوياتها ومضمونها، وليس أي شيء آخر”، منوهاً إلى “المحاولات الأمريكية لإعادة صياغة المبادرة ليصبح “التطبيع” قبل الحل النهائي، وهو أمر مرفوض من الأردن وفلسطين”.
وقال اشتية إن “الأردن يقف مع الشرعيّة الفلسطينية، والتي يمثلها الرئيس عباس، بصفته رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير”، منوهاً إلى أن هذا الأمر “مهم، ويشكل عنوان التعامل الأردني مع فلسطين، والذي يعكس نفسه بالتنسيق الدائم مع جلالة الملك والزيارات الرسمية”.
ونوه إلى الموقف المشترك فيما يتعلق بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود العام 1967 وعاصمتها القدس، مشدداً على “الموقف الأردني الفلسطيني الرافض للقرار الأمريكي بشأن القدس”.
وبيّن طبيعة التحرك المضادّ لقرارات الرئيس ترامب الأخيرة؛ بشأن القدس و”الأونروا”، والتي جرى تناولها في لقاء جلالة الملك والرئيس عباس الأخير، كاشفا عن “خطة استراتيجية فلسطينية بالتوجه نحو المجتمع الدولي بمبادرة عقد مؤتمر دولي لعملية السلام، وفق القانون الدولي والشرعية الدولية، والذهاب إلى المنظمات والاتفاقيات الدولية، والجمعية العمومية، وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وتحقيق المصالحة”.
وقال اشتية “نتوجه باستراتيجية جديدة لفك الارتباط مع الاقتصاد الإسرائيلي”، لافتاً إلى أهمية “تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وتعزيز المنتوج الفلسطيني، وتعميق العلاقة مع العمق العربي، لاسيما بين الأردن وفلسطين”.
وأفاد بأن هناك “تنسيقا فلسطينيا أردنيا ورؤية مشتركة حول قضايا الوضع النهائي، حيث التنسيق مشترك بشأن قضايا اللاجئين والقدس، والترتيبات الأمنية بالمنطقة، قياسا بالتنسيق المشترك حيال الحل الانتقالي”، (وفق اتفاق أوسلو العام 1993).
وقال إن “الموقف السياسي مشترك وفق “حل الدولتين”، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس، فللأردن مصلحة قومية في ذلك، مثلما يشكل سندا أساسيا للبرنامج السياسي الفلسطيني”.
ويرتبط ذلك، بحسب اشتية، بالرؤية المشتركة بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين، “فالفلسطيني حيثما يتواجد لا يبحث عن وطن بديل، وإنما عيونه منصبة نحو عودته إلى وطنه”.
وثمن “دور كل الدول التي احتضنت واستضافت اللاجئين في أراضيها، إلا أن الهدف الأسمّى والنهائي يتمثل في عودة اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم، حيث تعدّ حالة اللجوء نتاج العدوان الاستعماري على أرض فلسطين والذي تقود حربته سلطات الاحتلال”.
وبين أن ذلك الأمر ينسحب أيضا على “الحقوق المائية، في ظل مشاطئة فلسطين والأردن على البحر الميت، من جهة، ونهر الأردن من جهة أخرى، فيما تحاول سلطات الاحتلال العبث بحقوقنا المائية، بالرغم من أن المياه ليست بضاعة للشراء والبيع وإنما قضية متعلقة بالحقوق”.
وقال إن “العلاقة الثنائية متواصلة ومتجدّدة وترتكز على مجموعة أسس ثابتة، يقع في مقدمتها التواصل الاجتماعي التاريخي بين الجانبين، حيث يشكل الأردن العمق العربي في كل القضايا المتعلقة بتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال”.
وتحدث عن ثابت “أمن الأردن، الذي هو جزء من أمن فلسطين، في ظل الحرص الفلسطيني على أن يبقى الأردن بعافيته الأمنية والسياسية، لما يعدّ مصلحة للشعب الفلسطيني كما مصلحة أردنية”، فضلاً عن “الرؤية الموحدّة تجاه الحلول لأزمات المنطقة”.