مرايا – كُنتُ متوترة أنا وزملائي قُبيل مجيء الملك، نحنُ نلتقي بملك لأول مرة، الرهبة والوقار والترتيبات ، هذه هواجس كانت تسكننا جميعاً، لكنه حينما دخل مبتسماً وبدأ يُمازحنا سكن قلوبنا جميعاً، لقد شعرنا أن حوارنا معه أسهل بكثير من حواراتنا مع المسؤولين”.

بهذه الكلمات بدأت إيفا حداد طالبة “دكتوراة علوم سياسية” في الجامعة الأردنية  حول انطباعاتها للقاء جلالة الملك عبد الله الثاني اليوم الثلاثاء بطلبة كلية الأمير حسين للدراسات الدولية.

تقول حداد: لقد وضعنا جلالة الملك بصورة ما يحيط بلدنا من تحديات داخلية وخارجية، وشعرنا أنه يدرك همومنا والصعوبات التي تواجههنا، كانت تعابير عينيه تشير إلى أنه يدرك تماماً ما نقول، وحين يُجيب على أسئلتنا كان مهتماً بأن تكون الإجابة قد وصلت على النحو الواضح.

تقول حداد إن الملك ابتسم حين أخبرته أن عنوان رسالتها هو “السياسة الخارجية الإيرانية تجاه أحداث الربيع العربي”، ثم سرعان ما أخبرته أنها تسعى بتدريسها لمساق في الجامعة الألمانية الأردنية حول التواصل الحضاري، لأن تبرز الجهد الملكي في إيصال الصورة الحقيقية للغرب عن العرب والمسلمين.

وطرحت حداد مقترحاً بأن تُجمع جميع المبادرات في الممكلة تحت مظلة وطنية واحدة كي تجمع منجزاتها ونضمن ديمومتها، وهو أمر لاقى استحساناً من جلالته.

اللقاء الذي استمر نحو ساعة ونصف كما يقول الدكتور وليد أبو دلبوح رئيس قسم العلاقات الدولية والدراسات الإقليمية في الكلية، اتسم وفق طلبة بالشفافية والوضوح، حيث طلب منهم جلالة الملك أن يرفعوا الصوت عالياً في وجه الخطأ، مؤكداً لهم أن الديوان الملكي مفتوح لهم في أي وقت.

ويقول طالب بكالوريوس علوم سياسية مهند الحديد إن الملك تناول في حديثه جملة من الملفات منها الوصاية الهاشمية على المقدسات والتحالفات في المنطقة والتحديات الاقتصادية وتمكين الشباب وضرورة الإنخراط في الأحزاب وتواصل الناخبين مع ممثليهم في البرلمان.

ويصف الحديد الحوار بقوله: كان حواراً طبيعياً غير مصطنع وخلا من التكلف، كانت الابتسامة والمزاح حاضران باستمرار على وجه الملك، بصراحة أقول إن الحوار مع الملك أسهل بكثير من الحوار مع المسؤولين.

فيما تقول طالبة الدكتوراة “علوم سياسية” رؤى المومني إن واحدة من الرسائل الملكية التي التقطتها في الحوار أن الملك يشعر بالأمل من الشباب، وأننا قادرون على مواجهة التحديات، فهو يحاول أن ينسف كل الصور النمطية المحبطة التي باتت تسكن الكثيرين.

وتضيف المومني: إن الحوار كان شيقاً وكنا نتمنى أن نُمضي مزيداً من الوقت مع الملك، لم نشعر بالرهبة إنما شعرنا أننا بحضرة إنسان قريب منا يدرك همومنا، إنسان بسيط بلا تعقيدات، كان متحمساً لسماع حديثنا ويطلب تدوين كل من نتحدث به، لقد شعرنا اليوم بالأمل.

وكان جلالة الملك زار في عيد ميلاده السادس والخمسين الذي صادف الثلاثاء الجامعة الأردنية، والتقى برئيسها الدكتور عزمي محافظة، وبطلبة كلية الأمير حسين للدرسات الدولية وعميد الكلية الدكتور عبد الله نقرش.