مرايا –
انتهى الانتظار أخيرا، مع تعيين الكندي روي رانا مدربا للمنتخب الوطني الأول لكرة السلة، قبل انطلاق مشوار الفريق في نهائيات كأس آسيا 2025.
عاش المنتخب الوطني فترة توقف طويلة منذ شهر شباط (فبراير)، عندما قاد الإسباني خوان مانويل هورتادو الفريق بشكل مؤقت في النافذة الأخيرة من تصفيات البطولة الآسيوية، عقب استقالة المدرب الوطني وسام الصوص من منصبه كمدير فني للمنتخب.
ومع تبقي أكثر بقليل من شهر واحد على انطلاق منافسات كأس آسيا في مدينة جدة السعودية التي ستنطلق يوم الخامس من آب (أغسطس) المقبل، يحتاج اللاعبون لانطلاق التدريبات وبدء مرحلة الاستعداد للبطولة القارية، التي وصل في نسختها السابقة قبل 3 أعوام، إلى الدور نصف النهائي.
على طاولة رايا العديد من القضايا خلال الاستعداد لكأس آسيا، وأههمها اختيار التشكيل المناسب، وتعيين معاونين له، إلى جانب متابعة مشوار منتخب الشباب في كأس العالم التي ستنطلق الأسبوع المقبل، خصوصا مع تعيينه أيضا مديرا للعمليات في كرة السلة الأردنية.
من هو رانا؟
منذ أن تسربت أنباء حول الاتفاق مع رانا البالغ من العمر 56 عاما لتدريب المنتخب الوطني، تفاءل المتابعون بشأن إمكانية البناء على إنجازات الفريق في السنويات الأخيرة.
المدرب الكندي صاحب الأصول الهندية، يحظى بسيرة ذاتية مرموقة، وهو الذي ولد في مدينة وولفرهامبتون في انجلترا، قبل الانتقال مع عائلته إلى كندا، حيث نشأ في مدينة تورونتو العاشقة لكرة السلة.
انطلقت رحلة رانا التدريبية في العام 2000 حين تولى قيادة فريق مدرسة “إيسترن كوميرس”، ليصنع هناك واحدة من أنجح المسيرات التدريبية في تاريخ المدارس الثانوية الكندية. وخلال تسعة أعوام فقط، قاد رانا الفريق لتحقيق خمس بطولات على مستوى المقاطعة، و14 لقبا إقليميا ومحليا، كما أنهى ستة مواسم من أصل تسعة كأفضل فريق مصنف في كندا.
بأرقام مذهلة بلغت 256 فوزا مقابل 39 خسارة، وبنسبة فوز بلغت 86.7 %، فرض رانا نفسه كاسم تدريبي لامع، وتوج مسيرته بالحصول على جائزة أفضل مدرب في المدارس الثانوية الكندية الأعوام 2003، 2004، 2006، و2009، كما نال لقب أفضل مدرب في تورنتو العام 2003.
في العام 2009، انتقل رانا إلى تدريب فريق جامعة رايرسون، وقاد الفريق إلى أول ميدالية فضية في تاريخه بالبطولة الوطنية العام 2017. وفي الموسم 2017-2018، دوّن لحظة تاريخية عندما أطاح بفريق كارليتون، بطل كندا لسبع سنوات متتالية، في نصف نهائي البطولة، في ما وُصف بأنه “أعظم مفاجأة في تاريخ كرة السلة الجامعية الكندية”، قبل أن يخسر النهائي أمام كالجاري.
على الصعيد العالمي، برز اسم رانا في بطولة “نايك هوب ساميت”، حيث تولى قيادة فريق النجوم الدوليين بداية من العام 2011، وتمكن من الفوز بالبطولة الأعوام 2012، 2013، 2015، و2018. وبات أكثر المدربين تحقيقا للانتصارات في تاريخ البطولة.
وكان له دور محوري في تقديم أكثر من عشرين لاعبا إلى الـNBA، منهم أسماء لامعة مثل نيكولا يوكيتش، وجويل إمبيد، وشاي جيلجوس ألكسندر، وآر جي باريت.
لم يغب حلم التدريب في NBA عن رانا، وانضم كمدرب ضيف في الدوري الصيفي مع يوتا جاز العام 2014، ثم سان أنتونيو سبيرز في 2015، قبل أن ينضم في 2019 إلى الجهاز الفني لفريق ساكرامنتو كينجز كمساعد مدرب.
وفي 2022، خاض تجربة جديدة كمدرب لفريق كيوتو هاناريز الياباني، ونجح خلال الموسم 2024-2025 في قيادة الفريق إلى 33 فوزا مقابل 27 خسارة، محققا أفضل سجل للفريق منذ الموسم 2016-2017.
كان روي رانا أيضا عنصرا محوريا في النهضة التي شهدتها كرة السلة الكندية على مستوى الفئات السنية. ففي 2017، قاد منتخب كندا تحت 19 سنة إلى أول لقب عالمي في تاريخ البلاد خلال كأس العالم التي أقيمت في القاهرة. كما توج بميداليات متعددة مع منتخبات كندا للفئات السنية في بطولات الأميركيتين بين العامين 2009 و2016.
واستلم رانا تدريب المنتخب الكندي الأول في بطولتي الأميركيتين وتصفيات كأس العالم 2019، وفي العام 2021، انضم إلى الجهاز الفني لمنتخب ألمانيا كمساعد مدرب في تصفيات الأولمبياد، وأسهم في تأهل “الماكينات” إلى دورة طوكيو، وواصل معهم خلال البطولة نفسها، ثم تولى مهمة تدريب منتخب مصر الأول في كانون الثاني (يناير) 2022 بعقد استمر حتى آب (أغسطس) 2023.
من يعاون رانا؟
فتح اتحاد كرة السلة باب التقدم للانضمام إلى الجهاز الفني المعاون لرانا، الذي يحتاج لمدرب يستطيع أن يلعب دور حلقة الوصل بينه وبين اللاعبين، خصوصا عند انطلاق مهمة الفريق في كأس آسيا، خصوصا مع ضيق فترة تأقلهم مع الأسلوب الفني الجديد المتوقع اتباعه.
ولدى المنتخب الوطني تجارب ناجحة مع أجهزة فنية بقيادة أجنبية ومساعدين محليين، كان آخرها بين العامين 2018 و2019، عندما تم تعيين قائد المنتخب الوطني السابق زيد الخص، مساعدا للمدير الفني الأميركي جوي ستايبينج.
استمر الخص في عمله حتى ترك ستايبينج منصبه خلال أزمة “كوفيد 19”، ومنذ ذلك ذلك الحين اكتسب خبرات عديدة، آخرها قيادة الأهلي للمركز الثاني في الدوري الممتاز بالموسم المنقضي حديثا. وهو من المرشحين البارزين للمنصب الشاغر، متسلحا بخبرته الطويلة كلاعب دولي صاحب إنجازات عديدة.
وهناك مرشحون آخرون للانضمام إلى الجهاز الفني، علما بأن المدرب محمد حمدان كان آخر من تولى منصب المدرب المساعد في حقبة وسام الصوص والمدرب المؤقت هورتادو، وهو من المدربين الذي يتمتعون باحترام اللاعبين كافة، واكتب أيضا خبرة العمل مع ستايبينج إلى جانب الخص.
وبرز في الموسم الماضي، مدربون مميزون بذلوا جهودا واضحة لتطوير قدرات فرقهم، مثل الخص (الأهلي)، وحمدان (الجبيهة) وزيد ساحوري (الأرثوذكسي) وعبدالله أبو قورة (اتحاد عمان) ونهاد ماضي (الأشرفية).
في المقابل، ينعم المنتخب الوطني بجهاز إداري مستقر قدم المطلوب لتأمين كل ما يلزم اللاعبين عبر السنوات الماضية، بقيادة المدير الإداري للمنتخبات الوطنية محمد الدباس.
والجدير ذكره أن المدرب الوطني سام دغلس يتولى حاليا منصب المدير الفني لمنتخب الشباب المشارك في نهائيات كأس العالم تحت 2019، ويعاونه كل من نجم المنتخب الوطني السابق زيد عباس، والمدرب المساعد هيثم طليب.
من سيمثل المنتخب؟
من البديهي أن يلجأ رايا إلى قائمة لاعبين مشابهة لتلك التي مثلت الأردن عبر السنوات الست الماضية، خصوصا وأنه لم يحظ بفرصة مراقبة من غاب عن الفريق في الآونة الأخيرة.
ومن المتوقع أن تشمل القائمة الأولية المشاركة في التحضيرات لكأس آسيا، مجموعة واسعة من اللاعبين، يتم تقليصها مع مرور الوقت حتى انطلاق البطولة.
وصرح رانا في مؤتمر تقديمه، أن عمر اللاعب لن يكون مقياسا أساسيا لتمثيل المنتخب في عهده، ما يمنح اللاعبين الصغار فرصة إثبات ذاتهم، خصوصا ممن يتواجدون حاليا في منتخب تحت 19 سنة، وعلى رأسهم الثنائي سيف الدين صالح وهادي الشامي.
القوام الرئيسي للمنتخب سيبقى ثابتا بوجود أمثال أحمد الدويري وفريدي ابراهيم وهاشم عباس وأمين أبو حواس، مع إمكانية عودة زين النجداوي الذي برز بشكل لافت مع الأهلي في الدوري الممتاز، والاستعانة بأصحاب الخبرات الطويلة مثل أحمد حمارشة ومحمد شاهر.
ولا ننسى اللاعبين الذين برزوا بشكل ملفت للأنظار في الدوري الماضي، وعلى رأسهم يزن الطويل الذي أعاد اكتشاف نفسه مع الأهلي، وزميله أشرف الهندي، وصانع لعب الأرثوذكسي مالك كنعان وزميله محمود الهزايمة، كما يمكن لاتحاد السلة أن يتوصل إلى اتفاق مع لاعبين مغتربين آخرين لتمثيل المنتخب، وفقا لرؤية المدرب رانا أو نواقص الفريق فنيا.
ويبقى ملف المجنس معلقا بين دار تاكر وروندي جيفرسون، مع إمكانية اختيار الأول وفقا للمعطيات وعدم إمكانية توفر الثاني خلال منافسات البطولة.
الغد