في الوقت الذي التزمت فيه الصحافة الاردنية بتوجيهات الدولة عدم الخوض بنتائج المباراة النهائية بين الاردن وقطر وضرورة المحافظة على نسيج الاخوة بين عمان والدوحة ورغم التعليمات المشددة لعدم المساس بأصول النقد الرياضي تحت طائلة القانون وعدم الالتفات للاصوات الفردية الغاضبة من الطرفين الا ان صحيفة الوطن القطرية خرجت عن ادب اللياقة والمهنية فكتب محررها الرئيسي “مادة صحفية” مليئة بالشتائم طاولت سمو الامير علي بن الحسين والاردنيين جميعا .

وفيما يلي نص المقال مع حذف بعض النصوص غير اللائقة :

لقد انتهت أفضل بطولة كأس آسيا لكرة القدم على الإطلاق فنيا وجماهيريا وتنظيميا، بفوز منتخبنا الوطني والذهبي بلقب البطولة للمرة الثانية على التوالي ليتربع على عرش الكرة الآسيوية لأربع سنوات أخرى قادمة، وليكون زعيما للقارة شاء من شاء وأبى من أبى بعد أن «غسل» المنتخب الأردني في المباراة النهائية بثلاثة أهداف مقابل هدف سجلها جميعا أفضل لاعب في البطولة وهدافها ومروضهم، النجم الكبير أكرم عفيف الذي تلاعب بخصمه وتفنن وسجل «هاتريك» تاريخيا لا يفعله سوى اللاعبين الكبار رغم أنه ليس محترفا في أوروبا لكنه أبدع وتألق وقاد منتخب بلاده للقب ثمين جدا بعكس التعمري المحترف في أوروبا الذي اختتم البطولة بإيحاءات وإشارات بيده لا تصدر سوى من لاعب خال من الروح الرياضية والأخلاقية، وفشل فشلا ذريعا في قيادة منتخب بلاده للتتويج.

هذا الهاتريك وهذا الفوز جعل الأردنيين يخرجون عن طورهم، وجن جنونهم وسقطت أقنعتهم وانكشفت أخلاقهم وخرجوا عن إطار الروح الرياضية، ولبسوا جلباب الوقاحة سواء عدد كبير من جماهيرهم الذين أساؤوا لقطر في الملعب وخارجه في سلوك مشين وقبيح أو بعض اللاعبين كالتعمري وغيره الذين خلعوا ثوب الأخلاق الرياضية وارتدوا لباس الخسة، أو حتى المسؤولين في الاتحاد بدءا من رئيس الاتحاد
الذي رمى بعض التلميحات مستخفا بدمه ، ونائبه الذي صرح بأن الأردن هو البطل الحقيقي في تصريح أقل ما يقال عنه إنه مثير للسخرية، ومثل هؤلاء ينطبق عليهم المثل (………) أو كما يقول المثل الخليجي هذا سيفوه وهذي خلاجينه..

المضحك في الأمر أن المنتخب الأردني اعتقد انه بوصوله للمباراة النهائية، فإنه لابد ان يفوز باللقب لكن باختصار شديد.. فإن منتخبنا كانوا رجالا في الملعب وتعاملوا مع المباراة ومجرياتها بدهاء لأنهم يمتلكون شخصية البطل، فالكرة ذكاء ومهارة وأخلاق وروح رياضية وليست ضربا ودفاشة.. وارتكب الأردنيون أخطاء ساذجة لا يرتكبها سوى لاعبين مبتدئين وفي مناطق حساسة وفي خط الـ18 فمن يرتكب مثل هذه الأخطاء البدائية لا يستحق ان يكون حتى في المباراة النهائية، وليس فقط التتويج بل مكانه بطولات الصداقة الودية وبطولات غرب آسيا.

وليس هذا فحسب بل بنظرة سريعة فإنه لا توجد أدنى مقارنة بين الكرة القطرية الشامخة وبين الكرة الأردنية الهابطة، فعلى صعيد الأرقام فإن تاريخ المواجهات محسوم للعنابي باكتساح، ففي آخر 18مباراة حقق منتخبنا 11 انتصارا و3 تعادلات ، بينما فازت الاردن في 4 مباريات فقط ، كما أن كل الأهداف التي سجلناها صحيحة بما فيها الهاتريك التاريخي الذي حاول الأردنيون التشكيك فيه، مما يدل على ضحالة تفكيرهم وسذاجتهم، ولا نلومهم لأن النهائي أكبر من حجمهم ومستواهم فدخولهم في حالة الصدمة النفسية الحادة وهي أشد أنواع الصدمات النفسية في علم الطب جعلهم في حالة من الهلوسة والصياح والنباح.

ولمزيد من المقارنة ولنبين الفارق الشاسع بين منتخبنا والأردني فإن هدافهم التاريخي هو التعمري (المحترف في أوروبا) والدردور وكلاهما سجل 4 أهداف إجمالا بينما أكرم عفيف سجل لوحده ثمانية أهداف في هذه النسخة، مع العلم أن الأردني خرج من البطولة الماضية أمام منتخب فيتنام في دور الـ16..

اذا كل الأرقام والشواهد تقول إن منتخبنا الوطني الأفضل رقميا وفنيا، وعندما «طقينا» الأردن في النهائي بثلاثية فهذا هو الأمر الطبيعي وليس أمرا مستغربا لأن الفجوة واضحة، فالعنابي هو الكنغ في آسيا.

وليعرف هؤلاء أن الشعب القطري شعب يحترم الجميع، وهذا نابع من تعاليم ديننا وتربيتنا التي تربينا عليها وأخلاقنا السمحة، ولكن للصبر حدود، فالتطاول الأردني الجماهيري والرسمي من قبل بعض مسؤولي الاتحاد وبعض أشباه اللاعبين حتما أمر مرفوض، فالعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم..

نعم صياحكم طرب وعذر البليد مسح السبورة، لكن عليكم ان تعرفوا حجمكم الطبيعي، وأن قطر ومنتخبها خط أحمر لكم ولغيركم..