مرايا – بقلم: عمر كلاب

لو كانت القمة المنتظرة مع الرئيس الأميركي في المملكة العربية السعودية وبحضور دول الخليج العربي والأردن ومصر والعراق, ذات شأن اقتصادي أو سياسي تقليدي, لما سبقتها قمة ثلاثية في شرم الشيخ, كان أحد عناوينها الترحيب بالقمة المرتقبة حسب البيان الرسمي الصادر عن الاشقاء في مصر–وهي الجملة التقليدية المصاحبة لبيان أي قمة عربي ثنائي كان أو أكثر- وأظن أن هذه القمة كانت المحور الرئيس إن لم تكن الوحيد, فما يجري في الاروقة الأميركية منذ اندلاع الحرب الاوكرانية الروسية, وتصاعد حرب الاغتيالات والحرب السيبرانية بين ايران ود?لة الكيان العنصري, وانسداد مفاوضات الملف النووي الايراني, تشي بأن القادم اكبر من حرب دائرة في الظلال, بين ايران والكيان العنصري.

إذن أول قمة عربية مع رئيس الولايات المتحدة, بعد رحيل الرئيس ترمب الذي كان أشبه بفيروس دخل على نظام التشغيل الأميركي، كما قال انصار الولايات المتحدة, ستكون على وقع هدير المعارك ربما, او على الاقل على هدير صواريخ وقصف متبادل, قد يشمل انبعاجات وتطايرات تجتاز عواصم متعددة في الاقليم, ونتائج تلك المعركة ستحسم شكل الوجود الاسرائيلي في المنطقة, فإما تنقلب تركيبة المنطقة وتتعمق شروخها وشقوقها حد الانهيار, او تترابط وتتواصل على ايقاع جديد, يقول بالفم الملآن ان اسرائيل على وشك الاندحار, وسيكون شكل الاقليم بالضرورة م?تلفا ايضا.

القمة بالضرورة قرأت المشهد بعين مصالح اطرافها, وثلاثتهم لا يميلون الى تصعيد مع ايران يصل الى الحرب, سواء الصاروخية او الضربات المتتالية, فكل الدول الثلاث مربوطة بعمق تستطيع ان تنفذ منه ايران للتخفيف عن ذاتها او لرفع كلفة الضربات عليها, فهي ستسعى الى توسيع قاعدة الاشتباك الى اوسع مدى, وتدرك ايضا ان لها مفاعيلها في المنطقة, وانها ستكسب شارعيا في اي مواجهة يكون طرفها الكيان العنصري, حتى في اعماق الدول التي قد تنضم الى تأييد الضربة على ايران او الحرب معها, وبالتالي سيكون الضغط هائلا على اي دولة تشاطر الولايات ?لمتحدة والكيان العنصري موقفهما في الضربات او القصف.

بالمقابل ثمة رأي آخر قاله مسؤول عربي رفيع, بأن رأس ايران الحامية وحلفائها يحتاج الى تبريد, ومقصود التبريد هنا, جعل كل طرف من اطراف الحلف الايراني, يفكر في مصلحته الوطنية داخل القُطر الذي يعيش فيه, فحزب الله يجب ان يقول لبنان اولا كما قالت التكوينات المسيحية والسنية في فترات متباعدة نسبيا, وكذلك الحوثيون في اليمن, والجهاد الاسلامي وبعض حماس في فلسطين, ناهيك عن الاطراف الفاعلة في العراق وسورية والبحرين, والتبريد هنا يحمل صفة الضربة بالتأكيد, فالتكوينات المسيحية في لبنان قبلت بمخرجات الطائف بعد حرب طائفية طوي?ة, والسنة جاء اغتيال الحريري ليعيدهم الى رشادهم بعد نصر الطائف.

السؤال الذي يطرحه اليوم اصدقاء ايران واعداؤها, ماذا سيكون تصرف طهران, في ظل وضوح موازين القوى بين الطرفين ومعها, وماذا ستحمل نتائج الايام القليلة القادمة او نتائج الحرب ان وقعت, فهل تخفي ايران مفاجأة قادرة على اشعار الأميركان والصهاينة بالندم, ام انها ستحقق ما تتوقعه دوائر التصعيد الصهيوني, بانها ستكون كما باقي سابقيها, يأكلون الضربة ويصمتون, تحديدا ان سلوك ايران حتى اللحظة حيال الضربات التي تلقتها في حرب الظلال من اغتيالات وهجمات سيبرانية, كانت بالحدود الدنيا, مما يشجع اليمين الصهيوني والادارة الاميركية ع?ى خوض التجربة.

ماذا سيكون تأثير الدول الثلاث التي استبقت قمة 9+1, في السعودية, ربما ستكشف الايام مدى تأثيرها, تحديدا وان مسقط والكويت من دول الاعتدال التي تخشى انفلات الإقليم كله اذا وقعت الواقعة.

omarkallab@yahoo.com