مرايا –

تعاني فتاة صغيرة، تبلغ من العمر 10 سنوات، من إصابتها بمرض كوفيد منذ فترة طويلة، مما تسبب لها في صعوبة في المشي وتعثر في الكلام، بعد ستة أشهر من الإصابة.

أصيبت ليبي بـ كوفيد في فبراير/شباط ولا تزال تعاني من تعب شديد وصداع مستمر، وتستعين بكرسي متحرك بسبب شعورها بالوهن الشديد.

وتشير توقعات مكتب الإحصاءات الوطنية البريطانية أن 0.6 في المائة فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و 11 عاما في المملكة المتحدة مصابون بأعراض كوفيد طويلة الأمد.

وعلى الرغم من ذلك قالت كيت ديفيز، من مؤسسة “أطفال مصابون بكوفيد طويل الأمد” الخيرية، إن النسبة قد تكون أعلى من ذلك نظرا لأن “العديد من الأطفال بعيدون عن الأنظار”.

وتطمح ليبي، وهي من كارديف، في أن تصبح طبيبة بيطرية عندما تكبر أو معالجة للكلاب البوليسية، فضلا عن كونها تحب ممارسة رياضة التجديف بالزورق والترامبولين والسباحة.

تقول ليبي إنها تفتقد المشي مع كلبها فين، وكذلك ممارسة رياضة التجديف بالزورق

وأضافت: “منذ إصابتي بكوفيد، أعاني من صداع مستمر، لا أستطيع النوم ليلا، وأشعر بدوار شديد، لم أستطع خلال الأسابيع الخمسة الماضية الوقوف أو المشي، أحتاج دوما إلى كرسي متحرك في تنقلاتي”.

وقالت: “أشعر بضيق في التنفس أثناء القيام بأشياء صغيرة ولا أستطيع عمل أشياء كثيرة”.

تمكنت ليبي بصعوبة شديدة أن تذهب إلى المدرسة منذ إصابتها بالمرض، وقالت إنها لا تتوقع أبدا أن تعود إلى حالتها الطبيعية.

وقالت: “أول شيء حدث لي هو فقدان صوتي، ثم أصابتني الحمى وآلام الظهر وانسداد الأنف والصداع والتعب، كنت أشعر بألم حاد وشديد جدا في الحلق، مما أحال بيني وبين النوم بسبب عدم شعوري بالراحة”.

وأضافت: “ذهبت إلى الأطباء مرات عديدة وتناولت مضادات حيوية، لكنها لم تساعد”.

وشخص الأطباء حالتها بالإرهاق المزمن الناتج عن إصابتها بكوفيد.

وقالت ليبي: “أسوأ شيء أعاني منه هو عجزي عن المشي والحاجة إلى مساعدة أمي وأبي للقيام بأشياء بسيطة”.

وأضافت: “أشعر بوحدة ليلا لأنني أظل مستيقظة، وصوتي ضعيف إلى حد لا أستطيع معه التواصل وطلب المساعدة عندما أحتاج إلى ذلك”.

تأمل ليبي في التعافي قريبا، وهي تدخر لشراء زورق في الصيف المقبل

وقالت إنها تحتاج إلى مساعدة من الآخرين حتى عندما تمارس أنشطة صغيرة مثل تناول وجبات خفيفة، وغسل شعرها، كما يجب نقلها إلى الطابق العلوي للنوم لأنها لا تملك القوة لعمل ذلك في نهاية اليوم.

وأضافت: أفتقد المدرسة، أنا لم أستطع الذهاب إليها خلال الأشهر القليلة الماضية لأنني كنت أظل مستيقظة طوال الليل وأنام معظم النهار. أفتقد أصدقائي وأفتقد ممارسة رياضة الجمباز في أوقات اللعب”.

وقالت: لم أر كثيرا من أصدقائي لأنني لا أستطيع ذلك، حتى التحدث يرهقني ويؤلمني في حلقي”.

وأضافت أنها ترى بعض الأصدقاء من جيرانها، بيد أن استخدام كرسي متحرك جعل الأمور “صعبة”.

وعلى الرغم من ذلك فهي ترغب في العودة لاستكمال عامها الأخير في المدرسة الابتدائية، وادخار بعض المال من أجل شراء زورق تجديف في الصيف المقبل.

وأضافت: ” شاهدت أحد إخوتي يمارس رياضة التجديف، وأثار ذلك بداخلي الدافع للمشي مرة أخرى”.

وقالت: “آمل أن أتعافى قريبا لأن الشعور بالضعف طوال الوقت غير ممتع”.

تقول جوان، والدة ليبي، إن ابنتها “شجاعة” لكنها تعاني من “ألم مستمر”

تقول جوان، والدة ليبي، التي أصيب ابنها أيضا بكوفيد مع ابنتها، إنها شعرت في البداية بقلق شديد لأنه “قيل لنا أن الطفلين سيصابان بأعراض برد فقط وسيتعافيان”.

حدث ذلك فقط عندما ظهرت الأعراض بعد بضعة أسابيع، واشتبهت في أنها قد تكون أعراض كوفيد طويلة الأمد.

وقالت إنها شعرت بانزعاج، ورغبة في الحصول على إجابات مباشرة، ولذلك حجزت مواعيد سريعة مع الأطباء، لفهم ما يحدث.

وعلى الرغم من ذلك أضافت أن موظفي هيئة التأمين الصحي الوطنية البريطانية “كانوا رائعين”، وثمة حاجة إلى مزيد من الوعي حتى يتمكن الآباء من رؤية أطفالهم يتعافون بسرعة.

وقالت إنه كان من الصعب عليها أن ترى ابنتها تفقد أشياء تحبها، وقالت إنها كانت “تشعر بالذنب” وهي تصطحب أبنائها إلى أنشطة بدون ليبي.

وقالت إن رؤية ليبي وهي تعاني من “ألم مستمر” يعد أمرا صعبا للغاية، لكنها قالت إن ابنتها “شجاعة”.

واضطر الوالدان إلى وضع حاسوب لوحي في غرفة ليبي حتى تتمكن من طلبهما إذا احتاجت إلى مساعدة أو احتاجت إلى مسكنات للألم، لأنها لا تستطيع المجيء إليهما أو طلب المساعدة.

وقالت جوان، التي تعمل معظم الوقت حاليا من المنزل لرعاية ابنتها، إنها تأمل في أن تكون ليبي على طريق التعافي، لكنها قلقة بشأن المدة التي ستعانيها، إذ أخبرها الأطباء أن الأمر قد يستغرق بضع سنوات.

وأضافت: “أمر صعب، إنها فتاة متفائلة جدا لحسن الحظ، لذا فهي لا تنزعج كثيرا… أعتقد أنني كنت سأبكي كل يوم إذا كنت أعاني مثلها”.