مرايا-

عشرات الضبطيات لكميات كبيرة من المخدرات، جرت الشهر الحالي فقط، صودر فيها ملايين الحبوب المخدرة، بالإضافة لأنواع أخرى، خصوصا مادة الحشيش المخدر، ما يؤشر بوضوح إلى أن ثمة جهات تحاول إغراق الأردن بالسموم.
مع الضبطيات الأخيرة، خصوصا ما جرى اليومين الماضيين، حين أعلن الجيش إحباطه تهريب مخدرات من الأراضي السورية، ومصادرة أكثر من 6 ملايين حبة كبتاغون و578 كف حشيش، يقول متابعون إن الأردن يبدو كما لو أنه “يعوم على بحر من المخدرات”، ما يؤشر إلى خطورة الوضع القائم داخل حدود البلاد، وفي التجمعات السكانية بالمحافظات، فليس هناك منطقة عصية على اقتحام السموم البيضاء وتجار الموت لها.
وبرغم تأكيدات الجهات المسؤولة، أن زهاء 85 % من المخدرات المضبوطة كانت معدة للتهريب خارج الأردن، لكن الكميات المرعبة للمضبوطات، تؤشر إلى أن ما يبقى في البلاد كبير جدا أيضا، وقادر على التسبب بأزمة حقيقية، خصوصا أن هناك خيارات متعددة في الأسعار، وأن بعضها يباع بأسعار قد يكون في متناول الفئات صغيرة السن شراؤها.
هذا الأمر يفتح بابا خطرا أمام مستقبل أبنائنا في المؤسسات التعليمية؛ المدارس والجامعات، وأيضا في فضاءاتهم الحيوية؛ الأحياء والحدائق العامة وغيرها، خصوصا أن المروجين يستهدفون مثل هذه الأماكن، محاولين بث سمومهم فيها، ابتغاء للكسب المالي على حساب مستقبل هؤلاء، ومستقبل البلد بأكمله.
دول الخليج هي وجهة رئيسية لبعض أنواع المخدرات المضبوطة محليا، خصوصا حبوب الكبتاغون، وهي سهلة التصنيع، بينما تعتبر سورية ولبنان أكبر مصدرين لهذه المادة المخدة في المنطقة.
الجيش كان أعلن في وقت سابق من العام الحالي، أن محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود السورية أصبحت منظمة، وذلك عندما أحبطت إحدى الواجهات العسكرية محاولة تهريب كميات من المواد المخدرة، تحملها طائرة مسيرة (درون)، قادمة من الأراضي السورية، بينما كشفت مصادر عسكرية حينها عن وجود مليشيات ترافق المهربين، وتؤمن لهم عمليات العبور للأراضي الأردنية، مستخدمة أسلحة وآليات متطورة نوعا ما.
وتنفذ مديرية الأمن العام منذ فترة، عملية أمنية واسعة، وعمليات مداهمة والقبض على تجار ومروجي المواد المخدرة. ويرى متابعون أن ما تقوم به القوات الأمنية، كفيل بزعزعة العصابات التي تعيث فسادا في البلد، لافتين إلى أن قوات الأمن وجهت ضربات قوية لهذه العصابات، ما أدى لكسر كثير من الحلقات في عملياتها المعقدة.
غير أنهم يلاحظون، أن هناك تطورا مرعبا في عمل تلك العصابات، فخلال إحدى العمليات التي جرت قبل أيام في لواء الرمثا، كان مروج مخدرات قد أعد عبوة متفجرة في بيته لتفجيرها عند مداهمة رجال مكافحة المخدرات له، غير أن القوات الأمنية كانت علم بذلك عن طريق معلومات استخباراتية، فاستدرجته خارج المنزل وداهمته في مركبته وقبضت عليه، بعد أن قاومهم، وحاول استخدام سلاح ناري كان بحوزته. وبعدها جرى تفتيش المنزل، وعثر على العبوة ومن تفكيكها.
هذا النوع من الاستعداد لانتهاج العنف حتى النفس الأخير، يثير مخاوف الخبراء والمتابعين، والذين يؤكدون أن هؤلاء التجار والمروجين، ليس لدى كثيرين منهم ما يخسرونه، لذلك فهم على استعداد لممارسة أقصى أساليب العنف والإرهاب في سبيل احتمال نجاة ضئيل، حتى لو ارتكبوا مجازر وآثاما كبيرة.
وغالبا ما يقترن تهريب المخدرات بحيازة الأسلحة، والتي تكون غالبا أتوماتيكية متقدمة وفتاكة، غير أن مديرية الأمن العام، تواصل التأكيد أنها تعمل على مدار الساعة ومنذ بدء المرحلة العملياتية الجديدة لمكافحة المخدرات بالنسق ذاته، ومن دون تهاون أو تردد بالمداهمة والقبض على كل من يتعامل بالمواد المخدرة، ويسهل ترويجها والاتجار بها، وأنها لن تسمح لهم بمتابعة تلك النشاطات الجرمية تحت أي ظرف كان.
وفي السياق نفسه، كان الناطق الإعلامي باسم مديرية الامن العام قد اعلن امس إن العاملين في ادارة مكافحة المخدرات ، وعبر الحملات المكثفة على تجار ومروجي المواد المخدرة قبض على 3 مروجين وتجار لتلك السموم في محافظتي العاصمة والزرقاء.
ففي القضية الأولى قام فريق تحقيقي من ادارة المكافحة، بمتابعة وجمع المعلومات عن مروجَين يتاجران بالمواد المخدرة في الزرقاء، إذ جرى التأكد من قيامهما بحيازتها وترويجها ومكان اخفائها في منزل أحدهما، فدوهما وقبض عليهما، وبتفتيش منزل احدهما عثر فيه على 11 كف حشيش و6 آلاف حبة مخدرة
وفي العاصمة، جرى التعامل مع مروج مخدرات، بعد جمع المعلومات عن بيعه وترويجه لها، وقبض عليه، وعُثر بحوزته على 1000 حبة مخدرة وكميات متفرقة من المواد المخدرة المعدة للبيع.