قنابل في حضن لجنة الاصلاح قبل العمل

قفزة السقا وصدمة الناطق الاعلامي وقبلهما تراتبية الجلوس

قنابل في حضن لجنة الاصلاح قبل العمل

عين حالي يتوقع استقالات وتكتلات داخل اللجنة

النواب ينظرون بريبة للمخرجات والاعيان على مسافة الحذر القلق

 كتب عمر كلاب

في اللحظة التي كان احد اعضاء اللجنة الكهول يجر قدميه جرّا للوصول الى خيمة اجتماع اللجنة, كان شابا يقفز باتجاه مقعده معانقا في الطريق اعضاء اللجنة مباركا, قفزة الشاب وجرّ القدمين ليست المفارقة الوحيدة او الصدمة في الاجتماع الاول للجنة منوط بها تطوير الحالة السياسية في البلاد, فسرعان ما ظهرت علامات امتعاض على وجوه كثير من اعضاء اللجنة نتيجة ترتيب الجلوس في الخيمة الانيقة التي جرى اعدادها من كادر التشريفات الملكية بعناية فائقة, تتلائم واشتراطات الحالة الوبائية, فأناقة الخيمة لم تشفع من الامتعاض بعد استخدام التراتبية الوظيفية او الخدمة الرسمية في حسم مقاعد الدرجة الاولى والجالسين عليها من شخوص في تقدير كثيرين هم سبب الازمة وحالة الانسداد التي وصلنا اليها وأسهمت في اخراج اللجنة الى حيّز الوجود.

كانت تلك انطباعات الانباط التي حضرت الجلسة الاولى, التي كادت ان تتحول الى ساحة استعراض لا يليق بمهابة الاجتماع واجندته, فسرعان ماقفز نقيب المهندسين الاسبق وائل السقا العضو عن جبهة العمل الاسلامي, طالبا الكلام امام الملك وقبل ان يقوم رئيس اللجنة بالرد على التكليف الملكي كما هو البروتكول المعروف والمعهود, فاللجنة حظيت بتكليف وضمانة جرى تأكيدها من الملك مجددا امام كل اعضاء اللجنة وضيوف الجلسة الاولى من صحفيين .

كانت قفزة السقا اشارة مفتاحية لعدم تناغم تركيبة اللجنة واختلاف اوليات الاعضاء, رغم تعهد رئيس اللجنة امام الملك بعدم اسقاط الاجندات الشخصية على مخرجات اللجنة, لكن القفزة المبكرة التي سبقت التعهد نفسه, ظهرت بكل وضوح في الجلسة الاولى لاعضاء اللجنة التي لم تتوافق حتى على تسمية ناطق اعلامي باسمها, او اعضاء المكتب التنفيذي, الذي كشفت تراتبية الجلوس داخل الخيمة شكله او اشرّت مبكرا على ان خياركم في السلطة خياركم في الاصلاح, حتى لو كانوا هم اسباب الازمة واحد مخرجاتها.

اجتماع اللجنة الاول كشف عن حجم الازاحة في الفكرة وفي التطبيق, فعقل السلطة استأثر كالعادة, حيث جرى مبايعة مدير مركز التوثيق في الديوان الملكي, الاكاديمي ومقدم البرامج التلفزيونية الدكتور مهند مبيضين, ليكون ناطقا اعلاميا بطريقة اعادت الى الذاكرة شكل الانتخابات في الاحزاب البعثية, فشخص يقوم بالتزكية والاخرين يقومون بالتصفيق بعد التثنية من عضو اخر, وهذا اثار حفيظة روائي وكاتب صحفي سبق له ان شغل مواقع اعلامية متقدمة, ليس لكفاءة استثنائية بقدر ما كانت لقربه من الجالس على مقعد السلطة في ذلك الوقت, وهذا يؤشر بأن الاختلاف لن يكون بين التيارات الفكرية فقط بل داخل السلطة ذاتها ايضا.

وكالة عمون الاخبارية, وهي الوكالة الاكثر انتشارا وحضورا في الساحة الاعلامية, نشرت تقريرا يفضي الى ما تذهب اليه الانباط من حجم الارتدادت والاهتزازات داخل اللجنة, حيث اكد تقرير نشرته عمون لجوء “كتل متوافقة في “الوجهة والفكر والمصلحة” الى عقد اجتماعات منذ أن شكل الملك اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وعهد لسمير الرفاعي رئاستها” فاللجنة الملكية وحسب عمون “فرّخت مجموعات تلتقي في المكاتب والمنازل وعبر “جروبات الواتس اب” وتم عقد اجتماع للديمقراطيين ولكتلة مبادرة واخرين وهناك لقاء ليلي في منزل نائب سابق وهناك مجموعات تواصل نسوي وشبابي تكونت على خلفية النقاشات المتفرقة “.

هذا سلوك يقع في دائرة المسموح السياسي, فاللجنة ليست عصبة او تيار واحد, لكن التباين واضح في النهايات والخطوات, ويكشف عن احتمالية صدام يفضي الى تفجيرات على شكل استقالات داخل اللجنةو كما توقع وزير سابق عضو في اللجنة لصحيفة الانباط, خاصة مع تحفّز جماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسي لانجاز مطالب حزبية كعربون على الاصلاحمستغلين اللحظة في طرح قضايا ليست في صلب اعمال اللجنة خاصة ازمة نقابة المعلمين.

الانفجارات متوقعة ولكن بعد السير في العمل وليس قبله, هكذا رد عين حالي على تساؤلات الانباط, يرى بأن اللجنة قابلة للانفجار والتفجير في آن واحد, انفجار بحكم حجم جرعة الاصلاح المنشودة اولا, ودور كل تيار في اللجان الفرعية التي جرى امر حسمها وتوزيع الاعضاء على لجانها لرئيس اللجنة ثانيا, وحول التطمينات الواجب نقلها لاعضاء مجلس الامة حيال مخرجات اللجنة وتحديدا في شقي التعديلات الدستورية وقانون الانتخاب واثره على عمر المجلس الحالي, اكتفى العين الحالي بالاشارة الى وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الذي اجاب الانباط بالقول هذه ملاحظة ذكية وجديرة بالاهتمام.

تحسين المزاج النيابي حصرا, هو مفتاح نجاح اللجنة ومخرجات اعمالها, فبالاضافة الى الازمة الذاتية التي تعانيها اللجنة, هناك ازمة في تحسين بيئتها الموضوعية وتحديدا مع مجلس الامة, الذي ينظر بريبة الى مخرجات اللجنة, سواء على مستوى النواب, او على مستوى الاعيان, الذين قاد رئيسهم حوارات واسعة, قبل ان تصدمه اللجنة بتشكيلها دون ادنى التفاتة لحصيلة حواراته, ولعل صدام الناطق الاعلامي تعبير حيّ على ذلك.

الانباط

شارك على الشبكات الإجتماعية !
مواضيع مشابهة