الرزاز يطلق متلازمة الامن الوطني والاعتماد على الذات
القوات المسلحة والطاقة والمياه ركائز والثروات المعدنية والزراعة دعائم
مخاطر من تكلس الجهازالتنفيذي وتنازع القرار داخل البيت الحكومي

مرايا – عمر كلاب
سواء قدم رئيس الحكومة اولويات حكومته القادمة لغايات تطويل عمر حكومته او بثقة الواثق في تنفيذها , فإن الخطة تستحق الوقوف طويلا امامها , ليس بوصفها اولويات وطنية لحكومة الدكتور عمر الرزاز بقدر ما هي اولويات وطنية عابرة للحكومات وتستحق الحكومة الثناء على طرحها كما يقول الوزير الاسبق الدكتور صبري اربيحات , احد ابرز المنتقدين للاداء العام منذ سنوات بحكم تكلس المفاصل وتقاعس القرار وترهل الاداء .
ربما هي المرة الاولى التي يرى فيها المراقب خطة عمل رسمي قابلة للتنفيذ وتعتمد على محاور قابلة للقياس , وتعتمد على مدخلات وطنية جاذبة داخليا وخارجيا , فكل الاسئلة الحرجة التي احاطت الثروات باطن الارض , خرجت الى العلن داخل اوراق الخطة وبوصفها ركنا من اركان الامن الوطني والاعتماد على الذات , وهذا الربط مثير وذكي , فأي امن وطني منقوص بالضرورة اذا ما كان الاعتماد فيه على الذات غير متوفر وتحديدا في قطاعي المياه والطاقة وقبلهما كما قالت الخطة القوات المسلحة والاجهزة الامنية .
على يسار الصورة او اللوحة التي عرضها رئيس الوزراء امس في بيت الضيافة وفي هذا المحور بالذات , كانت هناك علامة فارقة , تتحدث عن الثروات المعدنية والزراعة وعلى يمين اللوحة كانت القوات المسلحة والاجهزة الامنية والطاقة والمياه , وكأن اللوحة تقول لا أمل بهذا الا بذاك , فكيف نمتلك المناعة الوطنية حيال فيروسات الاقليم القادمة على شكل كورونا سياسية من صفقة القرن الى ذوبان دور الدول في الجوار , دون مناعة بامتلاك القدرة والاعتماد على الذات , واي ذات لا تمتلك الطاقة والمياه فهي تعاني من نقص في المناعة .
الرغبة متوفرة في العقل الحكومي ومدعومة من رأس الدولة الذي وفر كل اسباب النجاح , لكن السؤال الصعب هو حيال القدرة على التنفيذ بسرعة ومهارة بعد ان اصاب الناس الملل والاحباط من عذوبة التصريحات الرسمية وحلاوتها التي لا تكفي لتحلية كوب من الشاي على مائدة افطار فقير اردني , فالجهاز الحكومي لما ينضج بعد لتشابكية وتشاركية وهنا مطلوب من الرئيس تشكيل فريق عمل يمتلك الصلاحية في ازالة التشابكات وانضاج التشاركية ومحاسبة من يتعثر او يتلعثم .
كل محاور الخطة مبينة على النجاح في الاعتماد على الذات , فالمحاور الستة الباقية , مربوطة تبعيا بهذا المحور , ولكن الخطر الداهم هو عدم التشاركية بين اطياف اللون الوزاري الذي لا يبدي انسجاما وتشاركية حيال ملفات كثيرة , فموافقة جهة حكومية على مشروع تحتاج احيانا الى تدخلات ثقيلة العيار كي تحصل علة رخصة مرور من وزارة ثانية , بل ربما يجري اجهاضها لانها قادمة من تلك الوزارة وليس من غيرها , وكأن المطلوب تعطيل القرار لافشال هذه الوزارة او ذاك الوزير .
وكان رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز اعلن ظهر السبت عن أولويات عمل الحكومة للمرحلة المقبلة لعام 2020- 2021.