تصدر هاشتاق (خطفوا المنظمة) قائمة الأكثر تداولاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، رفضاً لعمليات الإقصاء المتعمدة الممارسة بحق منظمة التحرير الفلسطينية وتجاهل دعوات الفصائل التي تنادي بإصلاحها، واختيار قياداتها من خلال الانتخاب.

وباتت منظمة التحرير في وضع لا تحسد عليه، في ظل سيطرة “قادة أوسلو والتنسيق الأمني” مع الاحتلال الإسرائيلي، عليها، وتعمّق ذلك عقب التعيينات الأخيرة التي جاءت بقرارات من اللجنة المركزية لحركة “فتح” خارج إطار التوافق الوطني.

واعتبر النشطاء والمغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن منظمة التحرير تعيش أزمة عميقة تتطلب الإسراع في التحرك من قبل الفصائل الفلسطينية لإصلاحها قبل فوات الآوان؛ كي تكون حاضنة للكل الوطني وتعبر عن آمال وطموحات شعبنا. 

الكاتب الصحفي أحمد أبو النصر، قال عبر تويتر إن “سلطة التنسيق الأمني دمرّت منظمة التحرير عبر اختطاف القرار الفلسطيني وإلغاء الانتخابات الشاملة وتحويل المنظمة إلى دائرة والتفرد وإقصاء كبرى الفصائل وتعزيز المنسقين أمنيا مع الاحتلال وخيانة ميثاق المنظمة وتنفيذ أوامر وأجندة الاحتلال”.

وأضاف “إن عزل الفاسدين و المقربين من الاحتلال ممن يزعمون تمثيلهم لشعبنا على الساحتين المحلية والدولية هو البداية لوطنية وحدتنا وإكمال مشروعنا الوطني في التحرير والاستقلال”.

فيما شارك الناشط “أبو علاء”، تساؤلا : “كيف أصبحت منظمة التحرير فارغة المضمون؟”. وأجاب : “من خلال، استخدام أموالها لابتزاز الفصائل سياسيا، وتخليها عن الكفاح المسلح والرفض الشعبي لمسار التسوية الذي تتمسك به وقيادتها المتنفذة تتحكم بها لتحقيق مصالحها الخاصة وتختار هيئاتها بطريقة غير ديمقراطية أو توافقية، ولم تعد تعبر عن طموحات وتضحيات شعبنا”.

ودعا الناشط الفلسطيني، فصائل العمل الوطني والإسلامي إلى التحرك لإنقاذ منظمة التحرير، وأكد أنه لم يعد صمتها يصلح إزاء التفرد بالمنظمة من فريق التنسيق الأمني.

بينما غرّد المُدون الشاب محمود مرجان على هاشتاق #خطفوا_المنظمة : “بكل استخفاف، جعل عباس المنظمة دائرة تتبع السلطة”، متسائلا : “حتى متى هذه الاستهانة بقضيتنا من قبل زمرة فتح؟”.

وقال مرجان : “كفى تفردا وسيطرة على قرار منظمة التحرير من قبل حركة فتح”، مضيفا : “لن يغفر التاريخ لفتح اختطافها من الشعب الفلسطيني حلمه بالعودة والتاريخ”.

في نفس السياق، كتب المغرد عبود بريكة على هاشتاق (اغتالوا المنظمة)، : “منظمة التحرير تم تأسيسها لتكون الجامع والممثل لكل فلسطيني إلا أن خيانة عباس وذمرته حالت دون ذلك”.

وقال بريكة : “لم يعد صمت الفصائل الفلسطينية يصلح، إزاء التفرد بمنظمة التحرير من قبل ثلة مارقة مُنسقة مع العدو”.

بدوره، علّق الناشط يزيد قائلا : “اعتبار السلطة نفسها الوصي على الشعب الفلسطيني من خلال تفردها بمنظمة التحرير أدخل القضية الفلسطينية في متاهات خطيرة”.

وتساءل : “أين حق الكفاح المسلح للشعب الفلسطيني من برنامج المنظمة المختطفة؟”.

واتفقت الناشطة دعاء الخطيب مع المغردين، وشاركت : “من حق شعبنا الفلسطيني اختيار قيادة وطنية تمثله وتعبر عن تطلعاته في التحرير والعودة”.

وأضافت : “حان الوقت لتعود المنظمة “منظمةً للتحرير” وليس اداة بيد أمريكا واسرائيل كما هي الآن”.

وفي الإطار ذاته، كتب الكاتب الصحفي شادي أبو صبحة إن “منظمة التحرير التي كرست شرعيتها بتاريخ عظيم من النضالات والتضحيات أصبحت مخطوفة وتفقد مكانتها لصالح السلطة وتوظف لتحقق أهداف قياداتها الخاصة، وتبييض صفحاتهم السوداء، وسقوطهم في وحل التنسيق الأمني مع الاحتلال على حساب القضية، مع زيادة تآكل النظام السياسي. #المنظمة_مخطوفة”.

يشار إلى أن عزام الأحمد الذي عينته اللجنة المركزية لحركة “فتح”، عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خلال اجتماع المجلس المركزي الذي عُقد مؤخرا بدون توافق وطني وسط رفض شعبي ومقاطعة فصائلية واسعة، قد صرّح قبل أيام بأن “السلطة حيّدت المنظمة”، وقال إنه “السلطة ابنة منظمة التحرير وأحد أذرعها إلا أنها تغولت عليها”.