سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، الضوء على معاناة المقدسيين خلال فترة موسم الاعياد اليهودية والإجراءات التي ترافقها.

وعرض البرنامج، مشاهد لمظاهر الاحتفالات اليهودية، حيث ظهرت البلدة القديمة وأسواقها خالية من الفلسطينيين، مشيرا إلى أن مدينة القدس تعيش أسوأ أيامها في شهر أيلول سنويا، خلال موسم الاعياد اليهودية، حيث المزيد من المعاناة والحواجز والتعقيدات، نظرا لانتشار أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال بهدف تسهيل حركة المستوطنين واقتحاماتهم للمسجد الاقصى، “ومنع المقدسيين من الوصول إليه ” بحسب ما أكد أحد المقدسيين الحاج محيسن.

واوضح البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، أن أسواق البلدة القديمة تعتبر اكثر القطاعات تضررا من إجراءات الاحتلال خلال فترة الأعياد اليهودية، اذ أنها “تكاد تخلو من المارة في هذه الفترة” بسبب الاغلاقات المفروضة على الضفة الغربية ومحيط القدس، ما يتسبب بتدهور الاوضاع الاقتصادية للتجار الفلسطينيين في هذه الفترة ،التي قد تمتد لشهر كامل.

والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو، برئيس لجنة تجار القدس حجازي الرشق، الذي أوضح أن سلطات الاحتلال ومنذ بداية هذا الشهر بدأت بفرض الإغلاقات على تجار البلدة القديمة، وخصوصا المحلات التي تقع على خط التماس الاول للمسجد الأقصى وحائط البراق، لتسهيل الوصول اليه. ولفت إلى الممارسات التي يقوم بها المستوطنون بحماية شرطة الاحتلال خلال هذه الفترة، كالاقتحامات والصلوات التلمودية اليومية التي تقام في حرم المسجد وإبعاد موظفي دائرة الاوقاف الإسلامية عن المسجد الأقصى المبارك.

واستعرض أبرز المضايقات التي يتعرض لها القطاع التجاري كفرض الاغلاقات، وإلغاء جميع التصاريح التي أعطيت للفلسطينيين من الضفة الغربية لدخول مدينة القدس منذ بداية الشهر حتى وإن كانت سارية المفعول، ما ضرب الحركة التجارية في المنطقة، وخصوصا الطريق التي يمر بها المستوطنون وهي المنطقة الشرقية بدءا من شارع المجاهدين مرورا بشارع الواد وباب السلسلة. ولفت الرشق إلى الممارسات التي يقوم بها المستوطنون خلال مرورهم بهذه المناطق واستفزازهم للفلسطينيين والتلويح بالأعلام الاسرائيلية في وجوه المارة واصحاب المحلات وتوجيه الشتائم لهم، وانه في حال حصل أي صدام نتيجة لهذه الممارسات يتم إعتقال التاجر.

وأضاف انه في يوم الغفران يتم إغلاق المداخل والشوارع بشكل كامل، كما يقوم المستوطنون بإلقاء الحجارة على أي سيارة تمر بالمناطق التي بها مستوطنات.

وأشار إلى أن الاغلاقات تؤثر على جميع القطاعات في القدس حيث تضرر قطاع التعليم بسبب الاغلاقات وصعوبة الوصول إلى المؤسسات التعليمية وتعطيل الدراسة، كما تضرر قطاع السياحة نظرا لوجود 12 فندقا و496 سائق حافلة سياحية و22 مطعما سياحيا و298 دليلا سياحيا، مؤكدا انها تضررت بسبب الاغلاقات، وأن عدد من المنشآت السياحية ألعنت إفلاسها لعدم قدرتها على أداء التزاماتها والضرائب المفروضة عليها.

وعن حجم الضرر الواقع على القطاع التجاري، اوضح الرشق أن هنالك 1372 متجرا داخل البلدة القديمة، و460 أخرى في المربع الخارجي لأسوار البلدة القديمة تعاني من إجراءات الاحتلال، وأن من بين متاجر البلدة القديمة هناك أكثر من 460 محلا للتحف الشرقية مغلقة منذ شهر آذار من العام الماضي، وأن نسبة إغلاق المحلات التجارية ارتفعت 17 بالمئة، ما يعتبر مؤشرا خطير. وأثنى الرشق في حديثه على مشروع الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة، والذي تم بموجبه تجديد جميع المحلات التجارية في شارع صلاح الدين والسلطان سليمان، كما أشار إلى المكرمة الملكية بإعفاء جميع المستأجرين من الأوقاف من الإيجارات.