افتتحت مدينة دبي الإماراتية معرضًا تذكاريًا لما يسمى “لهولوكوست”، يُعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط، وسط تجاهل لدماء الشهداء الذين قتلهم الاحتلال الصهيوني بقصفه الوحشي لقطاع غزة وغالبيتهم من الأطفال والنساء.

وفي متحف معبر الحضارات بدبي، يتحدث معرض “نحن نتذكر”، الذي افتتح للعامة الشهر الماضي، عن شهادات مباشرة للمحرقة. ومن المتوقع أن يصبح المعرض مفتوحاً بشكل دائم.

وقالت الأمينة العامة للتحالف الدولي لإحياء ذكرى ما يسمى “الهولوكوست” كاثرين ماير لـ”سي إن إن” إنه “يذكرنا بأن الطابع غير المسبوق للهولوكوست سيكون له دوماً معنى عالمي”، مشيرة إلى أن أهمية النصب التذكارية والمتاحف تزداد لضمان عدم نسيان هذا الحدث.

واعتبر إيلي أبادي، والذي يتولى منصب الحاخام الأكبر في المجلس اليهودي في الإمارات، أن هذا المعرض الدائم الجديد مهم للغاية، حيث لم يتم تنظيم أي شيء مماثل في المنطقة.

ويتألف المعرض من غرفة، ويأخذك في سلسلة زمنية تبدأ من الأحداث التي أدت إلى حدوث عملية الهولوكوست وأثنائها وبعدها، حيث تتم رواية قصة الهولوكوست من خلال الناس الذين عاشوا أحداثها.

ومن جانبه، قال مؤسس المتحف الإماراتي، أحمد عبيد المنصوري، إن توقيت افتتاح معرض الهولوكوست في المنطقة كان صحيحًا، مضيفًا أن “المحرقة كانت جريمة ضد الإنسانية. وعندما يكون لديك حدث من هذا القبيل، يجب أن تفصله عن الأحداث الأخرى. المتحف ليس مكانًا سياسيًا”.

وفي كلمة ألقاها في الافتتاح الرسمي للمعرض الأسبوع الماضي، قال سفير ألمانيا لدى الإمارات بيتر فيشر، إن الهولوكوست هو “علامة أبدية على العار في بلدي”، مضيفاً: “أهنئ دولة الإمارات على سياسة التسامح التي تنتهجها. طريق التعصب ليس طريقًا صحيحًا، حيث سيؤدي إلى معاناة كبيرة، حتى إلى كارثة، خذها من ألماني”.

وكان من المفترض أن يتم الافتتاح الرسمي للمعرض في 8 أبريل/ نيسان، بمناسبة يوم ذكرى الهولوكوست الثمانين، لكن قيود فيروس كورونا تسببت بتأجيله.

ويقول المنصوري: “عندما يتحدث الناس عن الهولوكوست والعالم العربي، هناك الكثير من التفسيرات المختلفة.. لدينا الكثير من القصص الجيدة عن مساعدة العرب والمسلمين لليهود بمرور الوقت، وهذا هو الجانب الإيجابي الذي لا يعرفه الناس، كما أننا نريد تثقيفهم بشأنه”.

ويشيد المعرض بواحد من أقدس التقاليد الثقافية في ألبانيا، والمشار إليه باسم “بيسا”، أي “كلمة شرف”. ويركز المعرض على حماية الناس في أوقات الحاجة، بغض النظر عن المكان الذي يأتون منه.

ويذكر أن ألبانيا هي الدولة الوحيدة التي ارتفع فيها عدد اليهود بعد أحداث عملية الهولوكوست، وفق ما أوضحته غرافي.