رصد برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، الانتهاكات الصهيونية التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف ومدينة القدس المحتلة، والاعتداء على موظفي دائرة أوقاف القدس وكل من يحاول توثيق هذه الانتهاكات ونقلها للعالم.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، مشاهد لشرطة الاحتلال وطواقم الضريبة والمخابرات الصهيونية اثناء اقتحامها المحال التجارية في البلدة القديمة بالقدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك، لافتا إلى أن هذا الاقتحام اصبح عملا يوميا يعكس تصميم سلطات الاحتلال على تعميق سياسة العقوبات على المقدسيين الذين يدفعون ثمنا باهظا لبقائهم في المدينة المقدسة.
وينقل التقرير عن التاجر المقدسي أكرم زغير، قوله: إن طاقم الضريبة والجمارك الصهيونية حضروا إلى المحل برفقة المخابرات والشرطة، وقاموا بتحرير مخالفة بحقه، واصفا ما حدث بـــ”حملة عنصرية”.
كما عرض التقرير لمشاهد من داخل المسجد الأقصى الذي يشهد أخيرا تصعيدا خطيرا بسبب تزايد اقتحامات الجماعات اليهودية المتطرفة تحت حماية شرطة الاحتلال وقيامهم بأداء صلوات تلمودية منتهكين حرمة وقدسية المكان، بالإضافة إلى عرقلة سلطات الاحتلال لعمليات إعادة إعمار المسجد والمضايقات لعمل الأوقاف.
مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد عزام الخطيب التميمي، أكد خلال التقرير أنه بالرغم من الأحداث الأخيرة في القدس وغزة، ما زالت سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى ومضايقة موظفي الأوقاف بالإبعاد والضرب والاعتقال ووقف مشاريع الأوقاف وعدم السماح بإدخال المواد اللازمة لإعادة الإعمار.
وأشار التقرير إلى أن العاملين في المسجد من الحراس وغيرهم لم يسلموا من المضايقات والاعتقال والاعتداء، كما حصل مع موظف الأوقاف علي وزوز الذي قال “إنه تعرض للاعتداء والطرد خارج المسجد الأقصى ثم الإبعاد لأربعة أشهر ومصادرة هوية الأوقاف منه، لا لشيء إلا أنه موظف بالأوقاف فقط.
وأوضح التقرير أن استمرار هذه الانتهاكات السافرة بحق القدس والمقدسيين من قبل سلطات الاحتلال بوتيرة متزايدة تجاوز خطير بحقهم، بالتزامن مع دعوات اليمين اليهودي المتطرف لإقامة مسيرة الأعلام المستفزة يوم الخميس المقبل في القدس، ما شانه إشعال فتيل التوتر في القدس والمنطقة.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة مع مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني الذي اكد أن أخطر الانتهاكات بحق المسجد بعد اقتحامه، هو قيام الجمعات المتطرفة بأداء صلوات علنية داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك بشكل استفزازي، وخصوصا في المنطقة الشرقية عند باب الرحمة.
ولفت إلى أن هذه هي المنطقة المستهدفة من قبل الاحتلال التي يطالب بها، حتى انه منع موظفي الأوقاف من إزالة الاتربة منها وإصلاحها حتى لا يمارس المسلمون صلواتهم فيها، والتي تحتوي على المسجد المرواني ومصلى باب الرحمة ودار الحديث، وتمتد من جهة باب الأسباط حتى المسجد المرواني. وأضاف انه في حال اعترض الحارس على هذه الصلوات يعتقل ويبعد عن المسجد لمدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أشهر بهدف فرض الأمر الواقع، مشيرا إلى أن هذه الاقتحامات تجري بحضور وزراء وأعضاء الكنيست لإعطائها الشرعية من وجهة نظرهم.
كما أكد الكسواني أن المسجد الأقصى بمساحته البالغة 144 دونما تحت الأرض وفوقها لا يقبل الشراكة ولا القسمة، وهو خالص للمسلمين وحدهم، موضحا أن هذا هو منظور الأوقاف الإسلامية الذي ارتقى من أجله الشهداء، وهو ارتباط عقائدي منذ اليوم الذي أسري فيه بالنبي إلى يوم القيامة.
وعن التهم التي توجه لموظفي الأوقاف ويجري اعتقالهم وابعادهم بسببها، أوضح الشيخ الكسواني أن سلطات الاحتلال تدعي عليهم بإعاقة عمل شرطة الاحتلال والاعتداء عليها في ساحات الأقصى باعتبارها تابعة للبلدية باستثناء قبة الصخرة والمسجد الأقصى، مشيرا الى أن هذا مفهوم خطير لأن من يدخل من أي باب من ابواب الأقصى، فقد دخل الحرم القدسي الشريف، وأن تسمية اليونيسكو للأقصى هو “المسجد الأقصى – الحرم القدسي الشريف” وكل ما أحاط به سور.
وبين أن سلطات الاحتلال تهدف إلى تفريغ المسجد من المصلين والمرابطين وحتى من الحراس والموظفين من خلال تكريس “عدم القيام بواجبهم” لكن الأوقاف تقف لهم بالمرصاد وتشجع موظفيها الذين “يستحقون هذه المكانة، وان الله اختارهم ليكونوا رأس الحربة في الدفاع عن قدسية المسجد الأقصى المبارك”.
واشار إلى وجود 12 موظفا مبعدا عن المسجد حاليا، ومن بين 165 حارسا داخل المسجد الأقصى لم يستثن أحد منهم من الإبعاد خلال الفترات الماضية.
وتابع أن سلطات الاحتلال قامت بعد عودة الاقتحامات بإبعاد 30 فتاة وعدد من الصحفيين الذي حاولوا توثيق هذه الاقتحامات، خصوصا الصحفيين الذين ينقلون هذه الانتهاكات للعالم، والاعتداء عليهم جسديا.
ودعا الكسواني العالم الإسلامي إلى الالتفاف حول الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية ودعمها للوقوف ضد هذه الهجمة الشرسة التي تمارسها الحكومات اليمينية الصهيونية المتعاقبة على المسجد الأقصى المبارك، لافتا الى دور جلالة الملك عبدالله الثاني بدعم مستشفى المقاصد الذي عالج أكثر من 1200 جريح خلال الاعتداءات في شهر رمضان الفضيل، بالإضافة إلى إنشاء المستشفى الميداني في غزة لعلاج جرحى العدوان الصهيوني عليها.