قبل انتهاء المدة المحددة لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو، لتشكيل الحكومة الجديدة، بعد تكليفه بها في السادس من نيسان (ابريل) الجاري، لا يزال المشهد السياسي يلفه الغموض والتعقيد، بما يفرض جملة من السيناريوهات التي تعبر عن مخاض عسير لحكومة قد لا ترى النور، ليتم على اثرها اللجوء إلى انتخابات جديدة تكون الخامسة في عامين.

ويقول استاذ العلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات، رغم أن الانتخابات الصهيونية أجريت للمرة الرابعة الا انها لم تنه أزمة تشكيل الحكومة الصهيونية، بل جعلتها قضية مستعصية على الحل، ذلك أنه في حال الفشل في تشكيل الحكومة، قد تتجه الكيان لانتخابات خامسة، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الحياة السياسية الصهيونية.
وتابع: في حال فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة الصهيونية، نكون أمام عدد من السيناريوهات المتوقعة، اولها: ان يطلب نتنياهو مهلة اضافية، وعليه أن يقنع الرئيس الصهيوني بأنه قريب من تشكيل الحكومة، وان هناك تقدما في مفاوضات تشكيل الحكومة، وإذا تحقق هذا السيناريو عليه إقناع بينيت بالانضمام للحكومة أو إقناع حزب الصهيونية الدينية بانضمام قائمة منصور عباس، التي ترفض الانضمام بشكل مبدئي للحكومة إذا تم دعمها من النواب العرب، ولتبدو مسألة تشكيل الحكومة بقيادة نتنياهو مسألة صعبة التحقيق، ليس للأسباب آنفة الذكر وإنما للخلاف على توزيع الحقائب الوزارية أيضاً.
ثاني هذه السيناريوهات بحسب شنيكات، ان يحصل مرشح آخر على تأييد أعضاء من الكنيست تكون كافية، وتنحصر الأمور بين بينيت ولابيد، ويبدو بينيت هو الأقرب في الفوز بهذا السيناريو ولديه محادثات متعددة مع عدة أحزاب بما فيها أحزاب ساعر ولابيد وأزرق أبيض، وميرتس والقائمة العربية، وغيرها.
ويضيف شنيكات، “مشكلة هذا السيناريو أن الأطراف التي ستدخل في التشكيل الوزاري لديها الكثير من التناقضات سواء على مستوى المصالح او الايديولوجيا، وحتى الخلافات قد تنشأ على توزيع الحقائب الوزارية أيضاً.
اما السيناريو الأخير فهو الدعوة إلى انتخابات خامسة أخرى، على أمل أن تأتي بنتائج تتجاوز الحالة الراهنة المستعصية.
من جهته يرى الوزير الاسبق مجحم الخريشا، انه مع بقاء يومين فقط على انتهاء المدة الممنوحة لرئيس الوزراء الصهيوني المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، لتشكيل حكومة صهيونية جديدة، أن الطريق بعيدة جدا أمامه لتحقيق ذلك، حتى أن المسارين اللذين يعمل فيهما نتنياهو غير واضحين أيضا في هذه المرحلة، حيث يبحث حزب الليكود عن حلول إبداعية لكسر التشابك السياسي أو على الأقل منع تشكيل حكومة من قبل الكتلة المعارضة له.
ويضيف، “مارس الليكود في الأيام الأخيرة ضمن المسار الأول لمفاوضات تشكيل الحكومة، ضغوطا على رئيس حزب “الصهيونية الدينية” المتطرف بتسلئيل سموتريتش، من أجل تشكيل حكومة تستند على دعم حزب القائمة العربية الموحدة- الجناح الإسلامي، برئاسة منصور عباس، لكن الضغط الممارس عليه لا يزال غير شديد.
ويرى الخريشا أن سيناريو تعقد الأمور فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الصهيونية ومن ثم الذهاب إلى انتخابات برلمانية جديدة ستكون الخامسة خلال عامين لا يزال قائماً.
فيما يقول الدكتور رياض الصرايرة ان الكيان يسعى للخروج من حالة الجمود السياسي السائدة منذ العامين الماضيين، في وقت يواجه نتنياهو الذي لم يتمكن من الحصول على نسبة الغالبية المؤهلة لتشكيل الحكومة من خلال المقاعد المؤكدة بالنسبة لحزبه، مأزقاً كبيراً وصعوبات في تشكيل الحكومة، وسط خيارات ضيقة في منافسة الكتلة المناوئة له.
ويرى الصرايرة ان من بين السيناريوهات التي لجأ إليها رئيس الوزراء الصهيوني هي الذهاب لسيناريو تشكيل حكومة بالتناوب مع كتلة التغيير، وذلك من أجل منع المعسكر المناوئ له من تشكيل الحكومة، موضحاً ان المعضلة التي يواجهها المشهد في الكيان، هي أن من الواضح أن نتانياهو غير قادر على تشكيل الائتلاف الذي يسعى إليه، ومن الناحية الأخرى فإن الجبهة المناوئة له لا تستطيع تشكيل حكومة قوية، وبالتالي فإن الأمر يبدو وكأنه يدور في حلقة مفرغة.
ويرجح الصرايرة سيناريو إجراء انتخابات جديدة أو انتخابات مباشرة بين المرشحين لموقع رئيس الوزراء، وهو مقترح تقدم به بنيامين نتنياهو ويدرسه الرئيس الصهيوني، وذلك من أجل تفادي سيناريو الذهاب لانتخابات خامسة.