بين أشواك العشب، وبيوت النمل، وأسنان القوارض، وتحت درجة حرارة 45 درجة، وُجدت طفلة حديثة الولادة ملقاة على الأرض في الشونة الجنوبية.

عثر أحد المزارعين على طفلة حديثة الولادة، وكانت قرصات النمل التي ملأت وجهها الرقيق وجلدها الناعم قد أخفت ملامحها، وهي ملقاة بين صخور وأشواك الأرض القاسية.

وجد المزارع الرضيعة تبكي بين أحضان الرمال والحجارة، بدلاً من أحضان أبوين، يبدوا أنهما قررا التخلي عنها بكل برود.

وسط عتمة الليل الداكنة، نامت الرضيعة محاولة إبعاد النمل عن وجهها البريء، واستيقظت على لهيب الشمس الحارق، الذي لا يستطيع تحمله أي شخص لعدة ساعات.

عاشت الطفلة على مدار 10 ساعات متواصلة، باكيةً من ألم لسعات النمل لها في جسدها الطاهر، لا تدرك شيئاً، بحسب طبيب كشف على الطفلة، بعد العثور عليها.

أثارت الحادثة تساؤلات تركزت على: هل تجرد الأبوين كل مشاعر الإنسانية التي لديهما، وحرمانها من عيش حياةٍ كريمة بين أحضان أسرة، ظناً منهما أنهما قد تخلصا من عبء قد أثقل كاهلما.

تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي صوراً للطفلة وهي في المستشفى، بعدما أبلغ المزارع الجهات الأمنية عن وجود طفلة حديثة الولادة ملقاة على الأرض.

وتداول الناشطون ما نشره الطبيب المناوب الذي أشرف على علاج الطفلة وذكر أن “دخل علينا على قسم الطوارئ رجال أمن يحملون طفلة حديثة الولادة وجهها أحمر دموي، وضعوها على السرير ويطلبو مني ثيابها من أجل التحقيق والبحث عن أبويها أو لإثبات نسبها”.

وأكمل، “فأشفقت عليها كيف ستجرد من ثيابها وتبقى عارية فقلت لهم أن لا يخلعو ثيابها حتى أحضر لها ثياب لأن القسم بارد من التكييف المركزي”.

وتابع، “فلم أجد فذهبت مسرعا لأقرب محل واشتريت لها ثياباً جديدة ورجعت مسرعاً وأخذت الممرضات يغسلنها ويغيرنَ ثيابها وأدخلوها لقسم الخداج”.

ونشر الطبيب بعد أيام من العلاج صوراً للطفلة وآثار تآكل شفتيها من قرصات النمل وقد خفّت لكنها لم تزول.

هبّ ناشطو مواقع التواصل الإجتماعي للسؤال عن الطفلة، والتكفل بها، على المدى القريب والبعيد.

خيبة أمل قد أصابت رواد “السوشال ميديا” بسبب ما آلت إليه الطفلة، جراء قرار أبويها بالتخلي عنها ورميها بين الصخور والأشواك”.